كنت أتصور أن »الست« نجوي، المذيعة في قناة »العربية« الإخبارية السعودية، تكره مصر ومن فيها لأسباب شخصية، لكنني اكتشفت أنني كنت أظلمها، بعد أن تأكدت أنها صادقة في الالتزام بالخط السياسي لتلك القناة، التي بدأت منذ فجر أمس الإفصاح عن ابتهاجها بالتخريب الذي حدث، والنار التي اشتعلت، والدماء التي سالت، والقتلي والجرحي الذين سقطوا أمام مبني التليفزيون المصري في ماسبيرو مساء أمس الأول »الأحد«. لقد كان مذيع نشرات الأخبار المتلاحقة، التي قدمتها »العربية« طوال الفترة الصباحية أمس يكرر قراءة ما ذكرته التقارير الصحفية»!!« علي لسان السيدة هيلاري كلينتون عن استعداد الولاياتالمتحدة لإرسال قوات أمريكية إلي مصر لحماية دور العبادة القبطية، رغم قيام السفارة الأمريكية في القاهرة بإصدار بيان صحفي نفت فيه ما جاء في تلك التقارير المزعومة جملة وتفصيلاً. المذهل أن »الست« رندة أبو العزم، مديرة مكتب »العربية« في القاهرة قررت إعلان ولائها، والتزامها بالخط السياسي إياه.. فأطلت علينا من شاشة القناة الموقرة، لتصف الهدوء الذي يسود مسرح الواقعة المؤسفة بأنه الهدوء الحذر، الذي قد يتبدد في أي لحظة، وبمنتهي العنف والضراوة، إذا قرر المتظاهرون العودة!! إنها المسخرة الإعلامية التي تسود مصر الآن.. والسباق المحموم الذي يشارك فيه بحسن أو بسوء نية بعض الإعلاميين الذين يجهلون أنهم مجرد أدوات يستخدمها مغرضون يريدون لمصر الهلاك والخراب. إن ما حدث أمام مبني التليفزيون في مساء أمس الأول كان ذروة المهزلة والفوضي.. وإذا لم تكن الحكومة مدركة لذلك فعليها أن ترحل حتي تبقي مصر!!