مصر درع الأمة العربية وأمنها واستقرارها الموسيقار أحمد صدقي كان أبي الروحي وبليغ حمدي أول من قدمني لجمهوره لمن لا يعرف لطفي بوشناق.. أقول حقا إنه عنوان للأصالة الفنية والثقافية.. إنسان ملتزم قبل ان يكون فنانا ملتزما يعشق مصر والفن، يبحث عن عمل يخلده التاريخ.. ولا يتواني عن الكلمة الصادقة التي يغنيها وسط ركام من الأغاني تنتشر كثيرا بيننا هذه الأيام. إنه فنان يعيش للأغاني وللناس وأوجاعهم ومشاعرهم وأحاسيسهم. هل تغني حقا للشهرة والمجد والمال؟ - أغني للناس.. أختار كلمات يذكرها التاريخ.. وكم من مرة غنيت بدون مقابل.. حتي حينما دعتني دار الأوبرا المصرية.. اتذكر أنني طلبت أجرا فقط لأتبرع به لمستشفي السرطان.. وماذا عن بدايتك وذكرياتك الفنية؟ - كنت في تونس أعيش وسط أسرة كبيرة بسيطة كنت أتخوف من الغناء علي المسرح فلم أكن امتلك بدلة تليق بالغناء علي المسرح. وعندما بدأت حفظت الكثير من الأدوار علي يد أساتذة تونسيين كثر.. وأدمنت سيد درويش وصالح عبدالحي وعبدالحي حلمي والحامولي وسلامة حجازي.. وكذلك للمقرئين حفظت كثيرا ورددت آيات القرآن الكريم للشيخ مصطفي إسماعيل وشعبان الصياد وعبدالباسط عبدالصمد وغيرهم. لقد عشقت الفن المصري والشرقي.. وفي عام 1990 تعرفت علي الملحن الكبير أحمد صدقي الذي تبناني كابن له.. وأصبح والدي الفني.. واقترح عليَّ أن أذهب للإذاعة المصرية لدخول مسابقة الأصوات الجديدة التي تعتمد المطربين الجدد.. بالفعل ذهبت ل ستديو 46ب ووجدت نفسي أمام عمالقة الموسيقي أحمد صدقي،كمال الطويل، محمد الموجي.. شاهدت كيف كانوا يتعاملون مع الأصوات.. تملكتني الرهبة وبفضل الله خرجت من اللجنة بعد حصولي علي الامتياز.. وإذا كان الموسيقار الكبير أحمد صدقي اعتبره أبي الروحي.. فأن بليغ حمدي أول من قدمني بالفعل للناس.. ولجمهوره وضيوفه الذين كانوا دوما يأتون إلي منزله العامر بأصحاب المقامات الثقافية والفنية وكبار النجوم. هل كان لمصر دور في حياتك؟ - مصر هي الفن ومنبعه بتاريخها بحضارتها هي وتد الأمة، إنها الأم التي ترعي وتخلد أولادها.. مصر هي التي قدمت نجوم قراء القرآن الكريم والوعاظ والشعراء والفنانين والمثقفين والمبدعين للوطن العربي. لماذا تهتم بالأغنية السياسية؟ - الأغنية أهم من جميع الخطابات السياسية.. أغنياتي تحمل قيما ومضامين فكرية.. أريد لها الخلود والبقاء وأنا عاشق للشعر.. وأعرف جيداً أن أنتقي ما أغنيه.. أحاول أن أكون مرآة تعكس الواقع الذي نعيشه ولابد أن أكون شاهداً كفنان علي العصر الذي نعيش فيه.. هل تتابع الأحداث؟! أكيد.. أنا فنان.. والحمد لله عندي أصدقاء وأعتبرهم من خيرة المستشارين لي كالفنان الشاعر آدم فتحي الذي يمدني بأشعاره ونختار معاً كلمات تهز كل من يستمع إليها. كيف تري إعلامنا العربي هذه الأيام؟ أراه إعلاما للأسف أحادي الرؤية.. الغالبية منه موجهة. هل سبق لك العمل في الفن بعيداً عن الغناء؟ نعم شاركت مرة كممثل في فيلم الصندوق عجبب ونال جائزة في هولندا.. ومرة أخري شاركت في مسلسل.. ولكني للأسف لا أحب أن أكون ممثلا.. أنا إنسان مطرب فنان.. هذا يكفيني جداً. أنت ديمقراطي؟ نعم أحب الديمقراطية.. وأعمل بها وأتعامل مع أولادي بها.. موقف لك لا تنساه مطلقا؟ كثيرة المواقف.. وتحتاج لكتاب حقا.. لعل أهمها مواقفي وأنا من الصغر وأبحث عن فرصة وكنت في حال غير ميسورة كما شرحت لك سابقاً.. كيف نتواصل بشكل أفضل بالغناء والفن كشعوب عربية؟ هذا سؤال مهم.. يهمني حقا أن أذكر لك أن مع الفن وبالفن يجب أن تتواصل الشعوب.. فالفن والثقافة أهم العوامل التي يمكنها أن تقضي علي الإرهاب وهذا أهم دور للفنان ومن واجبه أن يشارك بفنه في التوعية.. ويستطيع ذلك.. ونحن كفنانين لا نملك غير ثقافتنا لمواجهة هذا الإرهاب والأفكار الرجعية.