أترقب وأزور معرض القاهرة للكتاب منذ دورته السابعة - 43 عاما -. كان مقره في المكان الذي أقيمت فيه دار الأوبرا الحالية بمنطقة الجزيرة وبعد أن ضاق برواده انتقل إلي أرض المعارض بمدينة نصر إلي أن وصل حاليا إلي مدخل التجمعات في القاهرة الجديدة. كثيرا ما كتبت أنتقد الحال المزرية التي كانت عليها أرض المعارض والتي لم تكن تليق أبدا بمصر ولا بهذا الحدث الثقافي الكبير وكان قرارا موفقا نقل المعرض هذا العام إلي مكانه الجديد والذي وافق مرور 50 عاما علي وجوده. وبهذه المناسبة يجب أن نحيي دور الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الذي قرر أن يواكب الاحتفال بمرور ألف عام علي تأسيس القاهرة ، احتفال ثقافي بحدث كبير هو معرض القاهرة الدولي للكتاب وكان ذلك عام 1969. كلف عكاشة الأديبة سهير القلماوي بإنشاء المعرض الذي صار من أكبر معارض العالم وأكبرها في منطقتنا العربية ولو تم الاستفادة منه بصورة أكبر لأمكن أن يلعب المعرض دورا مهما في ترسيخ الثقافة الناعمة لدي القارئ العربي ووفر مساحة أكبر للفكر والثقافة المصرية لأن تملأ الفراغ في مناحي الثقافة العربية المختلفة. زرت المعرض منذ أيام زيارة سريعة فوجدت مكانا لائقا بمصر وبالكتاب وأعجبني نظام العرض وتوزيع الأجنحة بما وفر علي الزائر كثيرا من الجهد في البحث عن الكتب التي ينشدها ودور النشر العارضة ولكن أتوقف لكي أنتقد عدم توافر خرائط للمعرض بشكل كاف فقد تم طبع عدد قليل من الخرائط وجدت بقاياه مع الشباب المتطوع لمساعدة الزائرين ولكن لا يتوافر لكل زائر وتعجبت من ذلك فأنا في معرض يقال إنه الثاني علي مستوي العالم من حيث الحجم والتأثير فكيف لا يكون لديّ خريطة أتحرك بها موفرا جهدي ووقتي في البحث عن الكتب ودور العرض ؟! كان يمكن طبع هذا الخرائط وبيعها للجمهور ، بل كان يجب طبع خرائط تفصيلية للباحثين والتجار وغيرهم ممن يبحثون عن كتب بعينها وليس فقط عن دور النشر أو توفير كل ذلك علي شاشات الكترونية يمكن لأي زائر أن يتعرف من خلالها علي جغرافية المعرض. هذا الأمر ليس تافها بل هو من أهم خطوات راحة الزائر وتوفير جهد ووقت جمهور المعرض وتخفيف الزحام لأن كل واحد وقتها سيكون في المكان الذي يقصده. أيضا مسألة دخول السيارات أو منع دخولها في المعرض ، هذه المسألة صارت ممجوجة والحقيقة أنها أمر مزعج للغاية ، فالأصل هو منع دخول السيارات ولكن يسمح بدخول البعض بتصاريح وكان يمكن إما فتح الباب لدخول السيارات بمبالغ أو توفير أماكن انتظار قريبة ، لكن اضطر الناس لترك سياراتهم خارج سور المعرض وهو أمر ينتقص من جمال المعرض والقاعات المنظمة بالداخل ، فكيف لأسرة تصطحب أطفالا أن تعبر عدة شوارع لكي تدخل المعرض وفي العودة تكرر نفس الأمر ؟ وما المبرر لحدوث ذلك إذا كان يمكننا في هذه المساحات الصحراوية اللانهائية أن نوفر ساحات انتظار داخلية برسوم تحقق دخلا لإدارة هذه المعارض. لماذا نخلق العشوائيات بأيدينا فيكون هناك السايس الذي يركن السيارات خارج سور المعرض ويفرض علي الزائر ما يشاء أجرة لشئ لا يملكه ؟. لقد وافق رجل الأمن مشكورا علي دخولي بسيارتي لكن كان ذلك بعد معاناة قليلة من المرور علي عدة بوابات وفيها بعض رجال الأمن الظرفاء الذي يبتسم ابتسامة سخيفة ويقول لك : دخول الصحفيين يا أفندم من باب ؟؟؟؟؟ ولما كنت أسأل يقول : التعليمات كدة !!!! وهذا يعني إما أن الصحفيين علي راسهم ريشة فيدخلوا من باب مخصص لهم أو منبوذون لا يدخلون المعرض مع خلق الله. الظاهرة الإيجابية وجود مجموعة من الشباب المتطوعين لخدمة زوار المعرض وهي مسألة أحيي الشباب عليها وعلينا أن ننشر ثقافة التطوع بين أبنائنا لكي يتكاتف المجتمع لإنجاز المهام. وآخر ما انتقده هو هذه العبارة التي تخاطب زوار المعرض : »متجمعين في القاهرة » !!!!!!!! فحتي لو كان لكلمة متجمعين نسب فصيح ، فلم يكن يصح في معرض الكتاب والثقافة في دورته الذهبية أن نخاطب جمهور المعرض بكلمة تستخدم في التعاملات العامية وعلي المقاهي !!