عقود طويلة غرق خلالها صعيد مصر في أنهار من الإهمال والفساد لم تجف مياهها إلا مع شروق شمس التنمية والتطوير علي محافظات الجنوب.. فما إن وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي مدنها وقراها علي خريطة التنمية حتي بدأت المشروعات التنموية تشق طريقها بين أراضيه لتروي عطش الأهالي الذين عانوا من التهميش والفقر لسنوات طويلة.. وكان أحد تلك المشروعات إقامة مدينة صناعية في محافظة بني سويف والتي ساعدها موقعها الجغرافي علي أن تكون قبلة المستثمرين الراغبين في الاستثمار في الصعيد, فهي تعد أقرب محافظة للقاهرة, بالإضافة إلي كونها تتميز بوجود الطريقين الصحراوي الغربي والشرقي وطريق الزعفرانة. ثماني مناطق صناعية »منطقتان تابعتان لهيئة المجتمعات العمرانية وهما منطقة الصناعات الخفيفة ومنطقة الصناعات المتوسطة و6 مناطق تابعة للمحافظة وهي : بياض العرب الصناعية ومنطقة كوم أبو راضي الصناعية ومنطقة الصناعات الخفيفة ومنطقة الصناعات المتوسطة وأربع مناطق للصناعات الثقيلة وهي المنطقة الصناعية 1/31 والمنطقة الصناعية 2/31 والمنطقة الصناعية 3/31 والمنطقة الصناعية 4/31» جعلتها تجذب الاستثمارات الأجنبية والمصرية, لتوفر فرص عمل بمرتبات مجزية لأبناء المحافظة, ساعدت في القضاء علي البطالة وتوفير فرص عمل بطريقة مباشرة وغير مباشرة.. »الأخبار» قامت بجولة داخل تلك المناطق الصناعية والتي تشكل فيها أصوات الآلات واحتكاك التروس عزفا خاصا لأنشودة التنمية للتعرف علي طبيعة العمل ومعوقاته. ويقول المهندس احمد سعيد إن »أنجل ييست الصيني» لإنتاج الخميرة بمنطقة الصناعات المتوسطة بمدينة بني سويف, تعتبر من أكبر 3 شركات علي مستوي العالم في إنتاج الخميرة وتستخدم أحدث التكنولوجيا والأجهزة في عمليات الإنتاج وضمان الجودة مثل نظام التحكم الألماني pcs7 لضمان استقرار جودة المنتجات ويعمل بالمصنع حوالي 580 ما بين مهندسين ومسئولي خطوط إنتاج وعمال وفنيين, منهم 560 مصريين, 90 % منهم من أبناء بني سويف, ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد ليصل إلي 1000 عامل بعد الانتهاء من التوسعات الجارية بالمصنع وزيادة طاقته الإنتاجية. من جانبه قال اللواء تامر أبو النجا السكرتير العام المساعد لمحافظة بني سويف, إن حجم الاستثمارات التي تشهدها المحافظة يؤكد علي نجاح خطة الدولة في استعادة ثقة المستثمرين في مناخ الاستثمار المصري علي المستويين المحلي والدولي ويمثل نتيجة واقعية لجهود الحكومة خاصة في مجال توفير البيئة الاستثمارية القوية والمناخ المناسب لجذب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية. وأشار إلي أنه تم رصد جميع المعوقات التي تواجه المستثمرين ورفعها لهيئة التنمية الصناعية لإيجاد حلول سريعة لها حتي لا يؤثر ذلك علي عجلة الاستثمار. ومن جانبه قال المستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف, إن إجمالي المشروعات الاستثمارية بالمحافظة بلغ 550 مصنعا بتكلفة استثمارية 17 مليارا و884 مليون جنيه توفر أكثر من 66 ألف فرصة عمل بالإضافة إلي أن المنطقتين التابعتين لجهاز مدينة بني سويف الجديدة تحتوي علي أكثر من 120 مصنعا منتجا و46 ورشة مصنع تحت الإنشاء.. وأشار إلي انه عقد لقاء بعدد من المستثمرين وأصحاب المصانع, للوقوف علي المشكلات التي تواجههم علي الطبيعة والعمل علي حلها. واقترح المحافظ إنشاء منطقة خدمات متكاملة تضم معارض دائمة لمنتجات المصانع وقاعة للمؤتمرات لإبرام العقود والصفقات ومطعما وفندقا لاستضافة زيارات ولقاءات المستثمرين, وفروعا للبنوك لتسهيل المعاملات المالية, وألا يقتصر تخطيط المنطقة الصناعية علي وجود مجموعة من المصانع المتجاورة. • بني سويف حمدي علي
