اللواء عادل لبيب خلال استقبال رمضان أحمد محمود واعادة الابتسامة اليه وعادت الابتسامة لوجه رمضان بعد أن غابت عنه طوال 81 عاما.. عاد الأمل ليطرق بابه من جديد بعد ان أصاب اليأس قلب رمضان. الآن يعود رمضان ليري نور الشمس بعد ان ظل طوال هذه السنوات قعيدا يائسا حزينا.. وبلمسة انسانية حانية من اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية والذي استجاب لدموع رمضان وقرأ مأساته ضمن حالات »أسبوع الشفاء« في الأخبار قرر علي الفور تلبية طلباته حيث استقبله بمكتبه بديوان عام المحافظة ومنحه عقد شقة صغيرة من شقق المحافظة بالاضافة إلي كشك صغير أو ما يسمي »باكية« في سوق شارع 03 بالاسكندرية. أما مطلبه الثالث فكان من »أسبوع الشفاء« والذي وفر له »كرسي كهربائي متحرك«، وتلك هي كل امنياته.. التي أرسل بها الينا في سطور شكواه والتي كانت تقطر الما وحزنا ودموعا علي ما اصابه من امراض اقعدته في الفراش طوال 81 عاما. وتعود مأساة »رمضان أحمد محمود« 83 سنة إلي أنه نشأ في أسرة فقيرة بمنطقة الحضرة بالاسكندرية لم يكمل تعليمه وترك المدرسة من أجل المشاركة في إعالة اسرته فعمل في عدة مهن إلي أن استقر في »محل للبقالة« حيث عمل »صبي بقال« وعندما بلغ 91 عاما شعر بالمرض يتسرب إلي جسده. إلا أنه استمر يعمل ويعمل إلي أن اصيب بإغمائه شديد أفاق علي اثرها داخل المستشفي ليكتشف الاطباء انه مصاب بقصور شديد في الدورة الدموية وجلطات كثيرة وقرح بالساقين والذي أدي إلي شل حركته تماما وتحملت الاسرة كل هذا العناء وتكررت زيارته للمستشفي إلي أن تم بتر الساقين تماما إلي أعلي الركبتين وبتر بعض الاصابع من يديه اليمني واليسري ولم تنته مأساته عند هذا الحد حيث مات الأب ومن ورائه الأم وايضا شقيقه الاكبر الذي كان سنده في الحياة واستمرت المعاناة طوال 81 عاما إلي أن انتهي تقرير الاطباء إلي أن حالته اصبحت الآن مستقرة بعد البتر والذي كان يسبب له آلاما كثيرة وتقرحات »وحمل التقرير سطورا« قليلة افادت بانه تم اجراء عدة جراحات أدت إلي بتر للساقين كاملين بالاضافة الي الاصابع الخنصر والوسطي باليد اليمني والاصابع الثلاث باليد اليسري.. وجاء البتر مؤكدا التقرير في النهاية انه لا دور لجراحة التجميل وعليه ان يستمر في اخذ الادوية حتي لاتقود اليه الجلطات مرة أخري. تلك هي القصة باختصار والتي استمرت مع رمضان طوال هذه السنوات. الآن يبتسم رمضان ويعود للحياة من خلال كرسيه المتحرك ودكانه الصغير أو الكشك ليبيع فيه بعض كروت المحمول والبسكويت ليعيش مع زوجته من القروش القليلة التي يكسبها »بعرقه« علي حد قوله رافضا مد يديه لاحد طالبا احسانا او صدقة. صابرا علي المرض وراضيا بقضاء الله.. ومبتسما للدنيا ساعيا إلي الرزق الحلال.