يتجدد الجدل بين فترة وأخري حول أنسب الطرق لتذكية الحيوانات للحصول علي لحومها فقد ذكرت صحيفة »نيويورك تايمز» أن الحظر الذي فرضته بلجيكا علي الطرق التي يتبعها المسلمون واليهود في ذبح الحيوانات قد دخل حيز التنفيذ مع بداية العام الجديد، وهويمثل جزءا من الصدام الذي تشهده أوروبا حول التوازن بين حقوق الحيوان والحرية الدينية،فمع ضغط كل من نشطاء حقوق الحيوان والقوميين اليمنيين من أجل حظر طقوس الذبح، فإن الأقليات الدينية في بلجيكا وغيرها من الدول تخشي أن يكونوا مستهدفين بالتعصب تحت ستار حماية الحيوان. وأوضحت نيويورك تايمز، أن القوانين في جميع أنحاء أوروبا إلي جانب لوائح الاتحاد الأوروبي تنص علي ألا تشعر الحيوانات بالألم قبل الذبح لجعل العملية أكثر إنسانية، وبالنسبة للحيوانات الكبيرة فإن، إفقادها الوعي قبل الذبح يعني عادة استخدام جهاز يطلق جرثومة في المخ. أما الدواجن فيتم صدمها كهربائيا. ويمكن أن يتم صعقها بالغاز. وردا علي ذلك أكد الأزهر أنه لا يجوز استخدام الكهرباء لصعق الحيوان المذبوح حتي الموت؛ لأنَّ هذا مِن القتل المحرم لأكله،وأنه يجوز استخدام الكهرباء إذا لزم الأمر لتدويخ الحيوانات الهائجة للسيطرة عليها، لإمكان ذبحها بشروط وضوابط محددة مأخوذة من الخبراء المختصين،وأنه لايجوز تدويخ الحيوان المراد تذكيته باستعمال المسدس ذي الإبرة الواقذة أوبالبلطة أوبالمطرقة، ولا بالنفخ علي الطريقة الانجليزية،ولا يجوز تدويخ الدواجن بالصدمة الكهربائية، لما ثبت بالتجربة من إفضاء ذلك إلي موت نسبة غير قليلة منها قبل التذكية. وعملية الذبح في الإسلام حسب الدراسات العلمية وشهادات العلماء ومنهم غير مسلمين تعد أفضل وسيلة للتذكية فهي تضمن عدم تعذيب الحيوان والحصول علي أفضل اللحوم نظرا لأنها تتضمن انهار الدم كاملا ..وفي بحث للدكتور محمد عبد الحليم عمر رئيس مركز صالح كامل للاقتصاد الاسلامي بجامعة الأزهر سابقا بعنوان: الممارسات المستحدثة للذبح في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية» يوضح أن التذكية الشرعية تكون بثلاث طرق وهي الذبح، والنحر، والعقر، أما الذبح: فيكون في حالة الحيوانات والطيور قصيرة الرقبة وكيفيه حُّزَّ الرقبة من مقدمتها بسكين أونحوه مما يقطع، والنحر: يكون في حالة الحيوانات والطيور طويلة الرقبة مثل الجمال والنعام وكيفيه طعن بآلة ذات نصل حاد في اللبة تحت العنق وفوق الترقوة، أما العقر فيكون في حالة الحيوان غير المقدور عليه أوالمتوحش بالصيد، أي ضرب الحيوان بآلة الصيد في أي مكان بشرط إنزال الدم، وإذا لحقه حيا فيذكَّيه ذكاة شرعية، هذه هي معاني المصطلحات التي تندرج تحت مفهوم التذكية الشرعية، ولقد نظمت الشريعة الإسلامية كيفية الذبح بما يؤدي إلي أمرين أولهما: طيب اللحم وجودته حيث أن التذكية الشرعية تعمل علي تخليص اللحم من الدم الذي لوبقي فيه لسارع إليه الفساد إضافة إلي ما في هذه الدماء من سموم ومواد ضارة بصحة الإنسان، وثانيهما: إراحة الحيوان والرفق به عند إزهاق روحه. واجبات الذبح ويوضح أن من الواجبات في الذبح: وهي التي يجب فعلها وإن تركت لا يحل أكل اللحوم وتتمثل في قطع الأربعة وهي: الحلقوم مجري النفس، والمرئ مجري الطعام والشراب، والودجان وهما العرقان الغليظان المحيطان بالحلقوم والمرئ والذي ينزف منهما الدم عند الذبح، وإن كان الفقهاء اختلفوا حول وجوب قطع الأربعة كلها أم الاكتفاء بالأكثر منها، إلا أن الرأي الراجح هوقطع الأربعة كلها لأنها أبلغ في إراحة الحيوان من شدة معاناة آلام الموت وأكثر تطييبا للحم بإنهار الدم كاملاً. ويقيم بعض الممارسات المستحدثة في الذبح ومنها تدويخ الحيوانات قبل ذبحها: باستخدام آلة لها طرفان متصلة بمصدر كهربائي، ويلاحظ أن الكهرباء قد تزيد فتؤدي إلي توقف قلب الحيوان وكسور في عظامه، وإذا لم يحدث توقف القلب يمكن أن يستعيد الحيوان وعيه خلال عشر ثوان.وبالنظر في هذا الأسلوب فإنه قد يؤدي إلي موت الحيوان نتيجة الصعق الكهربائي وبالتالي يدخل في إطار الميتة المحرمة شرعا. والتدويخ بالمسدس ذي الواخزة الابرية.. من الملاحظ ان هذا الأسلوب بجانب ألم إدخال الابرة في دماغ الحيوان نتيجة تهتك جزء من البنية التحتية للدماغ، فإنه يؤدي إلي موت الحيوان إن لم يذبح بعد 12 دقيقة علي الأكثر وبالتالي فإن هذا يخالف شرط أن يكون الحيوان حيَّاً حياة مستقرة عند الذبح.. وتؤكد مستشارة منظمة ملائكة الرحمة بالحيوان في أوروبا الدكتورة بيترا سيدهم وهذه المنظمة معنية بالدرجة الأولي بالرفق بالحيوان والعمل بكل السبل علي تخفيف آلامه ومعاناته عند الذبح، فتؤكد نصاً في أحد تقاريرها »أن الذبح وفقاً للشريعة الإسلامية يكون أقل إيلاماً للحيوان من استخدام وسائل التخدير (التدويخ) المتداولة، بشرط أن يتم ذلك الذبح الشرعي ، بطريقة سليمة.ويؤكد أن طرق التدويخ السابق ذكرها، ورغم أن الدافع الأساسي لها كما يقول مبتكروها إراحة الحيوان بفقده وعيه حتي لا يشعر بالذبح، وإن كانت تحقق السيطرة فعلا علي الحيوان إلا أنها تؤدي إلي إيلامه فضلا عما يمكن أن تؤدي إليه من موته قبل الذبح أو ما تؤدي إليه يقينا من موته إذ لم يذبح مما يفقده شرط الحياة المستقرة.