أنا مشفق علي مصر من الخراب الذي قد يحل بها اذا استمرت الاحوال علي ما هي عليه.. فهذه الوقفات، والاعتصامات، والمظاهرات، والاضرابات، والانقسامات، والخلافات، والصراعات من اجل تحقيق المصالح الخاصة.. ستقود مصرنا الغالية الي الانهيار الاقتصادي، الذي سيؤدي حتما الي الانهيار الاجتماعي، والفوضي العارمة التي قد تدفع الأخ الي انتزاع لقمة العيش من فم أخيه!! هذا العدد من الجمعيات والائتلافات، الذي زاد علي الألف، يثير في داخلي العديد من التساؤلات.. من كل هؤلاء؟.. أين كانوا؟ وماذا يريدون علي وجه التحديد؟! كل يوم شعارات جديدة يرفعونها.. ومطالب عديدة يريدون تحقيقها!!.. ونسمع ونقرأ عن اموال قبضها بعضهم.. ورحلات لدول اجنبية قام بعضهم الآخر بها.. واعمال تخريب، وحرق، وتدمير، قام بتنفيذها بعضهم الثالث!! والمذهل ان الذين قاموا بتشكيل هذه الجمعيات.. والحركات، والائتلافات، حولتهم بعض اجهزة الاعلام المقروءة، والمرئية الخاصة والعربية، الي زعماء.. وكل واحد منهم اعطي نفسه الحق في التحدث باسم شعب مصر بأكمله!! وكله كوم واخوانا »الأفاضل« الذين سولت لهم طموحاتهم اعلان عزمهم علي ترشيح انفسهم لمنصب رئيس جمهورية مصر كوم لوحدهم.. فكل واحد منهم اعتبر نفسه زعيما وقائدا.. والغريب ان ستة من اولئك كونوا ائتلافا، وقاموا بجولات في المحافظات،وعقدوا سلسلة من الاجتماعات السرية، اتخذوا خلالها عددا من القرارات.. اولها المطالبة باجراء انتخابات الرئاسة قبل وضع الدستور.. وآخرها سحب الثقة من المجلس الاعلي للقوات المسلحة، اذا استمر في ادارة البلاد بعد منتصف العام المقبل!! بالاضافة الي التحبيشة اياها المتعلقة ب»القائمة النسبية«، و»قانون الطواريء« و»العزل السياسي«!! والسؤال الآن.. باسم من يتحدث هؤلاء الستة.. ومن فوضهم؟!