غدا.. نحتفل بذكري انتصار السادس من أكتوبر. انتصار عشته في مطلع الشباب وقت أن كنت طالبا بالجامعة.. وشاركت في حصد نتائجه وقت أن كنت ضابطا احتياطيا بالقوات المسلحة عقب الحرب وعقب تخرجي.. ثم عشت الاحتفالات المستمرة به بعد ذلك والتي تحولت خلال الأعوام الثلاثين الماضية إلي عيد للاحتفال بالضربة الجوية الأولي التي حققت النصر.. وفي الوقت نفسه عيد جلوس الفرعون الأخير في تاريخ مصر. وتصادف أن يكون حسني مبارك هو صاحب العيدين. عشنا ثلاثين عاما في اختزال انتصار أكتوبر في الضربة الجوية.. وهذا لا يعني أنها غير مهمة.. بل أري أنها كانت ضربة مؤثرة فعلا في مسار الحرب.. ولكن من الظلم أن نجعلها البطولة الوحيدة في الحرب.. فكان هناك سلاح المهندسين الذي جهز وأعد للعبور بقيادة ابراهيم الرفاعي.. وهناك سلاح المدفعية الذي دك حصون العدو ودمر خط بارليف بقيادة سعيد الماحي.. وهناك قادة الجيوش سعد مأمون وعبدالمنعم واصل وفؤاد عزيز غالي، وأحمد بدوي وفي الدفاع الجوي اللواء محمد علي فهمي وفي الطيرن اللواء محمد حسني مبارك وفي البحرية اللواء فؤاد ذكري وفي القيادة العامة المشير أحمد اسماعيل علي والفريق سعد الشاذلي واللواء محمد عبدالغني الجمسي. كل هؤلاء كانوا قادة الحرب.. وقادة الانتصار.. وتحت قيادتهم كان هناك ضباط عظماء.. وجنود بواسل.. جميعهم ضحي من أجل مصر بروحه وحياته ومستقبله.. ولم يبخل بأي غال في سبيلها. ووراء كل هؤلاء كان هناك شهداء حقيقيون.. شهداء برصاصات صهيونية ماتوا من أجل مصر وتحرير أرضها. شهداء كانوا يستحقون منا الكثير ولكنهم لم يأخذوا إلا القليل.. كذلك اختفي الأبطال الحقيقيون وتواروا حتي في كتب تاريخ الحرب.. كل ذلك كان لصالح شخص واحد كأنه هو الذي قام بالحرب وحده. هل آن الأوان لنعيد الاعتبار والحق الضائع لهؤلاء الشهداء.. والأبطال؟