التوافق بين الزوجين أساس نجاح أي زواج.. لهذا كنت متأكدا أن زواج الوفد والاخوان في الانتخابات البرلمانية القادمة سينتهي بالطلاق لأنه قام علي باطل.. »وما بني علي باطل فهو باطل«.. فتوجهات وثوابت الوفد بعيدة تماماً عن توجهات وثوابت الاخوان خاصة فيما يتعلق بمدنية الدولة والربط بين الدين والسياسة.. الوفد علي مدي تاريخه يتمسك بمدنية الدولة وأن الدين لله والوطن للجميع بينما يتمسك الاخوان بالدولة الاسلامية وأن الاسلام هو الحل.. الحديث عن التحالف الانتخابي بين الوفد والاخوان من جانب الطرفين كان ضرورة طوال الفترة الأخيرة للحفاظ علي تماسك التحالف الديمقراطي الذي جمعهما مع 63 حزبا وحركة سياسية. أما وقد دقت ساعات الانتخابات تمسك كل طرف بموقفه فيما يتعلق بالقوائم المشتركة للتحالف الديمقراطي بعدما رأي أن مرشحيه هم الأجدر بتصدر القوائم مما يسمح له بتحقيق الأغلبية.. وعلت مصلحة الوفد أو مصلحة الإخوان فوق كل شيء.. وقبل أن يقدم الاخوان علي فض هذا التحالف سارع الوفد بالإعلان عن ذلك من طرف واحد لتكون له المبادأة.. ولقي قرار د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد بهذا الشأن ترحيبا كبيراً من القواعد الوفدية التي لم تكن راضية عن هذا التحالف المتناقض مع ثوابت الوفد. وكما يتفق الزوجان بعد الطلاق علي استمرار العلاقة الطيبة والاحترام المتبادل بينهما من أجل مصلحة الأبناء وهو ما يتطلب عادة التنسيق بين الطرفين في أسلوب تربيتهم وقضاء أجازاتهم اتفق الوفد والإخوان علي استمرار تحالفهما السياسي فقط بمعني إمكانية التنسيق بينهما في الانتخابات وذلك باخلاء كل طرف بعض الدوائر لقوائم أو مرشحي الفردي للطرف الآخر. وهكذا انتهي الأمر إلي أن يخوض الوفد والإخوان الانتخابات بقائمتين مستقلتين في كل الدوائر تضم كل منها بعض مرشحي الأحزاب الصغيرة والحركات السياسية المشاركة في التحالف الديمقراطي.