الأوطان دائما مصدر عزة وفخر، وهذا دائما ما يجعلنا نفرح ونبتهج عندما يأتينا حدث سعيد، حتي لو كان وسط ظروف حياتية صعبة ومشقات، وهذا ما جعلنا فرحين بخبر حصول مصر علي تنظيم النسخة القادمة من بطولة الامم الافريقية بين »15 يونيو/ 13 يوليو» القادم متأملين ان يشيع الحدث البهجة ويدعم البلاد امنيا وسياحيا. بالقطع لا يمكن لمصر ان تنظم بطولة مهمة كهذه دون ان يقفز للأذهان »ملعب القاهرة الدولي» المعروف بملعب »الرعب» للمنافسين بعد ان شهد انجازات كبيرة للفرق والمنتخبات المصرية علي مر العقود، ولا احد ينسي مظهر مدرجاته الساحرة الاوربية في آخر بطولة امم افريقية نظمناها في عام 2006، لكن بالبحث في شئون ستاد القاهرة سيصيبك الحزن علي هذا المرفق العملاق الذي لا نحسن استغلاله وكثيرا ما نغلقه من اجل اصلاحات لا تنتهي رغم أني أراه دائما دجاجة يجب ان تبيض ذهبا!! الحالة بشكل عام متكررة، لكن الان وفي عهد رئاسة اللواء متقاعد »علي درويش» لهيئة ستاد القاهرة الامر زائد عن الحد، والرجل دائما ما يقدم اوراق اعتماد اخفاقه في ادارة المرفق المهم، ومن حين لآخر يبرز اسمه في حدث مأساوي ثم يتواري الامر ويستمر في موقعه وكأن شيئا لم يكن.. ابرز هذه الاحداث كانت استقالته علي الهواء في مارس 2017 مع الكابتن شوبير في مداخلة تليفونية حين »غرق طالب» في قاع احد حمامات السباحة باستاد القاهرة ولم يتم العثور علي جثته سوي في اليوم التالي، وثبت تأجير حمام السباحة لأحد المراكز الخاصة التي تعطي تمارين مؤهلة للكليات العسكرية واستمر في موقعه.. أيضا علامة استفهام أخري كبيرة علي الرجل الذي لا اعرفه بشكل شخصي وله كل الاحترام لكن يضيرني ببلادي الا نعطي العيش لخبازه ولا نعلم مقومات ومعايير الاختيار الوظيفي لشغل اي موقع. والآن الملعب الرئيسي مغلق منذ شهور والامر دائما محاط بتعتيم اعلامي، لكن شاءت الاقدار ان تحدث بعض الامور فالشهور والاسابيع الاخيرة كي يعود الامر ملء السمع والبصر حيث بدأ الامر في أكتوبر الماضي بطلب النادي »الاهلي» لعب النهائي الأفريقي امام »الترجي» علي ملعب القاهرة وحينها قال اللواء »درويش» ان هذا مستحيل لان الملعب بلا نجيلة ولن يكون جاهزا قبل اواخر نوفمبر، والمباراة كانت في الثاني من نوفمبر، بعدها بأيام صرح اللواء »ثروت سويلم» المدير التنفيذي لاتحاد الكرة بأن الملعب لن يكون جاهزا قبل يناير او فبراير 2019 وأسابيع اخري وبدأ طرح فكرة استضافتنا لبطولة الامم وقيل ان الملعب لن يكون جاهزا قبل ابريل، وها هي استضافتنا للبطولة اصبحت واقعا وسيادته يحدثنا كل يوم برواية عن ان الامر ليس ذنبه وان الهيئة المنوط بها تنفيذ المشروع هي من خالفت شروط التعاقد ومواعيد التسليم وسيعود عليها بالشرط الجزائي، وعندما يصل الحديث لهذه المرحلة مع البيروقراطية المصرية فتأكد تماما انك لن تعرف أيهما اولا »البيضة ام الفرخة» !! ولأن الموضوع لا يحتمل الآن اي صدفة فتولي الامر برمته دولة رئيس الوزراء ومعه وزير الشباب حيث يشرفان بشكل مباشر علي احوال الاستاد الذي سيستضيف المباراتين الافتتاحية والختامية ومباريات المجموعة الرئيسية التي سيكون علي رأسها منتخب مصر المستضيف كما جري العرف. والآن سؤالي هل كل مشروع او مؤسسة او اي كيان يحتاج إلي ادارة سيشرف عليه »الرئيس» أو »رئيس الوزراء» أو »الوزير» المختص، ام الافضل ان نحسن الاختيار منذ البداية ونعطي العيش لخبازه؟! أعزائي مصر تستحق منا الأفضل. • مهاجر مصري - ولاية نيوجيرسي الأمريكية