الانتهاء من ردم 12٫5 كيلومتر من الترعة.. وتجهيز مواقع 3 كباري خرسانية و4 معدنية حركة دءوبة لا تتوقف، 450 معدة تعمل دون انقطاع، عمال ومهندسون يسابقون الزمن بعزيمة وإصرار للانتهاء من تنفيذ أكبر مشروع قومي علي أرض الإسكندرية.. مرحبا بكم في »شريان الأمل»..طريق الإسكندرية نحو التنمية والمستقبل. »محور تنمية المحمودية مش طريق.. دا محور تنموي متكامل يضم مراكز تجارية وإدارية واجتماعية وسكنية بالإضافة إلي تطوير منظومة الري المستخدمة».. هكذا وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشروع »شريان الأمل» الذي بدأ تنفيذه قبل 10 أشهر. وفي جولة بموقع مشروع» شريان الأمل»، رصدت »الأخبار» حجم الإنجاز الذي حققته الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية برئاسة اللواء أحمد العزازي، لإتمام المهمة الوطنية في الموعد المحدد. طوق نجاة مع النمو السكاني المتزايد في العاصمة الثانية التي يقطنها حاليا نحو 5 ملايين نسمة، أصبح طريقا الكورنيش وأبو قير عاجزين عن استيعاب حركة المرور، فكان الحل هو إقامة مشروع »شريان الأمل» كمحور مروري ثالث، ليصبح طوق نجاة وعبور للمستقبل.. وفي فبراير الماضي، بدأت الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية تنفيذ المشروع بتحويل ترعة المحمودية التي عانت من الإهمال إلي محور مروري وتنموي متكامل يسع من 6 إلي 8 حارات مرورية في كل اتجاه بطول 21 كيلو مترا.. ويبدأ المشروع من الحدود الإدارية للإسكندرية بالكيلو 56 »مخرج ترعة راكتا» شرقا وحتي المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 77.1 غربًا، ويقوم علي ردم وتغطية المجري المائي للترعة واستبدالها بخطوط مواسير مدفونة ذات قطر كبير. ويخدم المشروع 4 أحياء ذات كثافة سكانية عالية هي »شرق، ووسط، وغرب، والمنتزه أول»، فيما يوفر 15 ألف فرصة عمل مباشرة، و25 ألف فرصة عمل غير مباشرة بإجمالي 40 ألف فرصة عمل. القطاع المكشوف ووفقا للشعبة الهندسية، ينقسم شريان الأمل إلي قطاعين أحدهما مكشوف والآخر مغطي، ويبدأ القطاع الأول من تقاطع الطريق الساحلي بالكيلو 55 ترعة المحمودية وحتي محطة السيوف بالكيلو 62 ترعة المحمودية بطول حوالي 7 كيلو مترات. ويشمل القطاع المكشوف تدبيش وتأهيل جانبي الترعة بإجمالي 45 ألف متر مسطح، لتوفير كميات المياه المطلوبة لمحطات مياه الشرب بإجمالي 1.5 مليون متر مكعب/ يوم، مع تنفيذ 6 حارات مرورية في كل اتجاه و6 كباري سيارات للربط بين جانبي الترعة. القطاع المغطي أما القطاع المغطي، فيبدأ من الكيلو 62 محطة السيوف وحتي المصب بالكيلو 77 ترعة المحمودية، بطول حوالي 15 كيلو مترا من خلال إنشاء هدار رئيسي للتحكم في مدخل المياه، وتنفيذ 3 خطوط مواسير مياه خرسانية تتراوح أقطارها بين 500 إلي 2000 مم بإجمالي أطوال 40 كيلو مترا، وذلك لاستخدامات الشرب والصرف الصحي والطوارئ وآخر مثقب لسحب المياه الجوفية. ويشمل القطاع المغطي تنفيذ 5 كباري خرسانية جديدة، هي »أبو سليمان، وأنطونيادس، والمطار، وبشائر الخير أ، وبشائر الخير ب»، فضلا عن تنفيذ 25 كوبري مشاة بطول المشروع، مع استثمار الأراضي المكتسبة من تغطية الترعة في إقامة مشروعات إسكان وعمل 14 نقطة تنموية تضم دور عبادة وساحات شعبية ونقاطا أمنية ومحطات للنقل العام ومراكز تجارية. 5 مليارات جنيه وقال الدكتور عبد العزيز قنصوه، محافظ الإسكندرية، إن المشروع ينفذ علي 5 مراحل بتكلفة تقدر بنحو 5 مليارات جنيه تحت الإشراف الكامل للشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية، ما سيساهم في حل مشكلة التكدس المروري بالمحافظة ويحد من مشكلة نمو المناطق العشوائية. وأشار قنصوه إلي أن شريان الأمل سيساعد علي انتعاش الاقتصاد والاستثمار بالإسكندرية وتكوين مجتمعات صناعية جديدة في المناطق ذات الكثافة الضعيفة، فضلا عن رفع جميع مظاهر التلوث. وأضاف المحافظ أن مساحة الأراضي والمصانع والكيانات غير المستغلة علي مسار ترعة المحمودية تبلغ نحو 2 مليون و117 ألفا و239 مترا مربعا، بقيمة 43 مليار جنيه تقريبا. بدوره وصف الدكتور محمد أحمد نصر، أستاذ قسم الهندسة العمرانية بجامعة الإسكندرية والمنسق الفني لفريق العمل المعماري والتخطيط للمشروع، مشروع شريان الأمل بأنه العمود الفقري الذي يمثل الركيزة التنموية للظهير العمراني بجنوب الإسكندرية وقاعدة الانطلاق للتنمية في المحافظة ككل. وحول ما تم إنجازه في المشروع، أوضح »نصر» أنه تم الانتهاء من كافة أعمال التطهير للمجري المائي بالكامل والجسر من الناحيتين البحرية والقبلية، وإزالة كافة التعديات والمنشآت العشوائية، مع نقل وتعديل أماكن وشبكات الغاز الطبيعي وغرف الكهرباء ومياه الشرب. وأشار إلي الانتهاء من تركيب 4 كباري معدنية وجار الانتهاء من الكوبري الخامس، فيما يتبقي الكوبري السادس»قبل كوبري الطريق الدولي» والذي يستدعي تصميم القطاع المائي قبل ترعة مياه الشرب. وعن الكباري الخرسانية، أوضح »نصر» أنه تم الانتهاء من تجهيز وتأهيل مناطق إنشاء كباري »أبو سليمان الترعة المردومة» بطول حوالي 900 متر، و»أنطونيادس» بطول 500 متر، و»بشائر الخير أ» بطول 600 متر، و»بشائر الخير ب» لربط المحور بطرق القباري والدائري والساحلي بطول 1800 متر. وأشار إلي أنه تم الانتهاء من ردم 12.5 كيلو متر من المجري المائي لترعة المحمودية، والبدء في تدبيش جوانب الترعة وتنفيذ أعمال المواسير المدفونة وطبقات الأساس والأسفلت بطول نحو 6 كيلو مترات حتي الآن. وحول المناطق التنموية، أعلن المنسق الفني لفريق العمل المعماري، أنه يجري التجهيز لتنفيذ أساسات أول منطقة تنموية »غرب كوبري قناة السويس مباشرة»، وذلك بعد نقل كافة المرافق وهي 50 كابل كهرباء وخط غاز وخطين مياه 1000مم. 14 مسجدا بطراز مميز ومن جانبه، أعلن الشيخ محمد خشبة، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، عن بناء 14 مسجدا جديدا بطراز مميز بطول محور المحمودية ضمن مشروع »شريان الأمل»، كبديل للمساجد التي جري هدمها لإعاقتها أعمال تنفيذ المشروع القومي. وأكد الشيخ خالد عبد العظيم كبير الباحثين في الدعوة والإفتاء، أنه لا يجوز إقامة أي منشأة حتي ولو مسجداً علي حرم النهر قائلا:» النهر له أحكام في الشريعة لا يجوز التعدي عليه لأنه منفعة عامة ومن يتعد عليه كأنه تعدي علي المسلمين جميعا ويجوز للحاكم أن يتدخل بإزالة هذه المباني حتي ولو كان مسجداً ..وهذا اتفاق بين أهل العلم». حارة خاصة للنقل العام وبدوره، كشف اللواء خالد عليوة، رئيس هيئة النقل العام في الإسكندرية، أن المشروع يتضمن إنشاء حارة منفصلة لأتوبيسات النقل العام، وذلك لأول مرة في مصر، ما يساهم في حل مشكلة النقل والمرور.. وقال عليوة: إن متوسط طاقة النقل للأتوبيسات ضمن المحور الجديد تصل إلي 5000 راكب/ الساعة وفترة التقاطر مدتها 4 دقائق، مؤكدا أن زمن الرحلة بأتوبيس النقل العام علي المحور الجديد لن تزيد علي 30 دقيقة..وأوضح أن المحور الجديد يخدم مناطق ذات كثافات سكانية عالية جدا مثل»مينا البصل، كوم الشقافة، كرموز، غيط العنب، محرم بك، النزهة، سموحة، حجر النواتية، أبو سليمان، الترعة المردومة، العوايد». فخورون بالمشاركة سواعد مصرية تسابق الزمن، يواصلون الليل بالنهار، دون كلل أو ملل، للانتهاء من أكبر مشروع يقام علي أرض مدينة الإسكندرية، بما يعود بالنفع علي اقتصاد بلادهم. المهندس عبد الرحمن محمد، أحد العاملين بالمشروع، أعرب عن شعوره بالفخر لمشاركته في »شريان الأمل»، مضيفا أن محور المحمودية ليس المشروع القومي الأول الذي شارك في تنفيذه ولكن سبق له العمل في مشروع بركة غليون للاستزراع السمكي. بينما أشار محمد أحمد، سائق حفار، إلي أنه شارك في مشروع قناة السويس وبعد الانتهاء منه يشارك أيضا في مشروع ترعة المحمودية، متابعا:» بنحس إننا لينا قيمة لما بنشتغل علشان بلدنا وفي مشروعات كبيرة». وأوضح »أحمد» أن المشروعات القومية ساعدت علي توفير فرص عمل للكثير من الشباب وفتحت بيوت الكثير من المواطنين، منوها إلي أن دوره في المشروع تطهير الترعة والقيام بأعمال الردم والتدبيش حتي تجف المياه من الترعة. »أشعر أني بمشاركتي بالعمل هنا دخلت التاريخ.. وعلشان بلدنا نستحمل التعب والبرد».. يقول »فكري عبد العزيز»، سائق حفار، مشيرا إلي أنه في المشروع 8 ساعات نهارا و8 ساعات ليلا.