هزت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة أحياء شمال العاصمة اليمنية بين الحرس الجمهوري الموالي للرئيس علي عبدالله صالح وقوات الجيش المنشقة التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر. وقال شهود عيان إن انفجارات قوية واشتباكات عنيفة نشبت في شوارع شمال حي الحصبة في شمال العاصمة اليمنية، بما في ذلك شارع عمران القريب من حي التلفزيون وفي شارع الثلاثين الذي يؤدي الي مقر الفرقة الاولي مدرع المؤيدة للشباب المناوئين للرئيس صالح والتي يقودها اللواء الاحمر. وذكر الشهود ان انفجارات قوية هزت مواقع قوات الفرقة الاولي مدرع في هذه المناطق. كما افاد سكان ان قصفا عشوائيا استهدف حي التلفزيون وقالوا انهم يعتقدون ان مصدر القصف هو قواعد الحرس الجمهوري في شمال العاصمة. وأكدت مصادر امنية سقوط قذيفة في فناء معهد الميثاق التابع للحزب الحاكم وسط صنعاء، مما اسفر عن اصابة شخصين بجروح. في غضون ذلك قتل مدني واصيب خمسة آخرون بجروح في قصف عشوائي طال احياء من مدينة تعز الجنوبية بحسب مصادر محلية وطبية. واكد سكان وشهود عيان أن تعز، وهي من اكبر المدن اليمنية ومن المعاقل الرئيسية لحركة الاحتجاج، شهدت قصفا عشوائيا من مواقع تابعة للحرس الجمهوري والقوات الموالية لصالح. وذكر سكان ومصادر محلية أن قوات الأمن اعتقلت عددا من الناشطين خصوصا في حي الجحملية وحوض الاشراف ووادي المدان. وفي هذه الاثناء، انطلق عشرات الآلاف في مظاهرة من ساحة التغيير التي يعتصم فيها المناوئون للرئيس اليمني منذ اشهر، باتجاه دوار العصر الذي يبعد حوالي ثلاثة كيلومترات وينتشر فيه مناصرون للرئيس، وذلك وسط اجراءات أمنية مشددة. وتأتي هذه التطورات في وقت حذر فيه نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من دخول اليمن في حرب اهلية اذا ما انفجر الوضع الامني في البلاد. وقال هادي خلال استقباله سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ودول الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي ان التصعيد الامني الذي يشهده اليمن حاليا مع استمرار المواجهات لاسيما في منطقة شمال صنعاء، "يشكل تهديدا مباشرا للوضع بشكل عام". وأضاف في تصريحاته التي نقلتها وكالة الانباء اليمنية الرسمية، "اذا انفجر الوضع تنتهي المبادرة الخليجية لحل الازمة والحلول السلمية ويدخل اليمن بذلك مرحلة خطورة الحرب الأهلية". وذكرت الوكالة ان لقاء نائب الرئيس مع السفراء هو لتدشين "عملية تؤدي الي التوافق علي الآلية التي توصل الي التوقيع علي المبادرة الخليجية" من اجل انتقال سلمي للسلطة في اليمن. من جانبه دعا مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة الي اليمن جمال بن عمر الأطراف اليمنية المتصارعة الي تجنب الانزلاق الي حرب أهلية، وعبر عن قلقه لضعف سيطرة الدولة المركزية علي بعض مناطق البلاد. وأشار الي انه أجري محادثات مع جميع الأطراف اليمنية بلا إستثناء في الحكومة والمعارضة وقوي الحراك الجنوبي والحوثيين والشباب الذين يعتصمون في الساحات المطالبين بتنحي الرئيس اليمني.