لو أعرف ما هي التسمية المناسبة التي يمكن اطلاقها علي ما يتعرض له بلدنا الحبيب، بعد مرور ثمانية أشهر علي الثورة العظيمة، التي أطلق شرارتها شبان وشابان امتلأت قلوبهم بحب مصر، وأحاطها منذ اللحظة الاولي المجلس الاعلي للقوات المسلحة بالرعاية والحماية، واشاد بها احرار العالم من أقصاه الي أقصاه. ان الذي يحدث الان علي الساحة السياسية عجيب وغريب.. واستطيع القول بمنتهي الصدق انني لم اكن اتصور ان العمر سوف يمتد بي حتي اري في بلدي كل هذا الكم من البلطجية، والافاقين، والمرتزقة، والانتهازيين، والمنافقين الذين يتلونون بكل الالوان، ويتشكلون بمختلف الاشكال!!. »مولد«.. »سوق«.. »هوجة«.. هلافيت يزعمون انهم ثوار.. وصعاليك يجلسون علي مقاعد الزعماء.. وافاقون يطلقون لحاهم ويتدثرون بعباءات الاسلام.. ومنافقون يمارسون الدعارة الاعلامية، دون خجل، من خلال بعض الصحف والفضائيات، بعد ان باعوا اقلامهم وضمائرهم للنخاسين، واخذوا علي عاتقهم نشر الاكاذيب وترويج الشائعات.. ومتآمرون يبعثرون الاموال بالملايين.. وانتهازيون يقبضون لينشروا الفوضي، ويثيروا البلبلة، ويتظاهروا، ويعتصموا، ويرددوا الهتافات، والشعارات، ويرفعوا الرايات!!. ينتابني القرف عندما اسمع عشرة او عشرين يتحدثون باسم الآلاف!.. وعندما أري ألفا أو ألفين يتكلمون باسم الشعب كله!! وعندما يخرج رئيس حزب بغير قواعد ليهدد بمقاطعة الانتخابات!.. وعندما يقفز واحد بجلابية، ولحية، »طرحة« علي رأسه، ليتحدث باسم الدين، ويحرم ويحلل، وينذر ويهدد باعتباره سيدا ووصيا علي خلق الله!!. علي اي حال هي فترة.. وإن شاء الله ستمر علي خير.. لكن سبب قرفي أنها طالت اكثر من اللازم.