ما يحدث في مصر الآن فتنة بات الحليم فيها حيران، فإضرابات السائقين والأطباء والمعلمين جعلت الرجل يصبح بالثورة مؤمنا ويمسي بها كافرا، ويمسي بها مؤمنا ويصبح بها كافرا، اذكر عندما كنت طالبا بالثانوي في الثمانينات مرض مدرس الفلسفة وحضر في النصف الثاني من العام الدراسي وشرح المنهج في عجالة ، ووجدتني غير فاهم ما يحويه كتاب المنطق والفلسفة، لم تكن علي أيامنا بدعة الدروس الخصوصية منتشرة، بحثت عن عنوان المدرس وفي المساء طرقت باب شقته في مدينة بنها، استقبلني بكرم شديد وهو لا يعرف من أكون، شربنا الشاي وأخبرته أنني احد طلابه وشرحه في الفصل لم يكفني وأتيته لأفهم، ازداد الرجل حفاوة بي ونادي زوجته التي وقفت خلف ستارة وقال لها وعلامات السرور تملأ وجهه : انه تلميذي وجاء لأشرح له المنهج ، وبدأ الرجل في الشرح ولم يتوقف حتي انتصف الليل، استأذنته في الانصراف فاشترط علي أن آتيه إذا احتجت أي شرح أو إيضاح . هكذا كان معلم الأمس، أما المعلم اليوم فآه وآه.. لو الأيام بتتكلم كانت قالت عملنا إيه ، وكنا أزاي ودلوقتي بقينا إيه وآه .. وفي ليلة قابلوا المدرس، كلموه سألوه عن العلم سألوه، قال ما اعر فوش ما قابلتوش ولا شوفتوش .. يوه-.يوه - ما تستغربوش هو فيه حد النهار ده بيفتكر.