لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات وجه آخر بعيدا عن ساحة الحرب وخطط الخداع الاستراتيجي ونصر أكتوبر واقرار السلام.. هذا الوجه الآخر يتمثل في دوره في بلاط صاحبة الجلالة، وحكايته مع عمالقة الصحافة في اخبار اليوم وهذا الدور الذي بدأه مبكرا، بحبه الأدب والفن والشعر، وقاده لأن يمتهن مهنة الصحافة، فكان رئيسا لمجلس إدارة دار »أخبار اليوم»، وربطته بعمالقتها العديد من الروابط الإنسانية وعلاقات الود والصداقة، كما أسس الرئيس السادات جريدة الجمهورية أول صحيفة تصدر بعد ثورة يوليو 1952، ومن قبلها عمل السادات صحفيا بمؤسسة دار الهلال. حكايته مع مصطفي أمين ارتبط الرئيس الراحل أنور السادات بعلاقات وطيدة مع العديد من رموز دار »أخبار اليوم»، سواء قبل الثورة أو بعدها، عندما عين مشرفا سياسيا علي أخبار اليوم في مرحلة ما بعد الثورة، وكان للعملاق مصطفي أمين علاقة طيبة بالرئيس أنور السادات، فقد كان الأخير هو من أصدر قرارا بالإفراج عن مصطفي امين الذي سجن خلال عهد الرئيس »عبد الناصر» وعاد مؤسس »أخبار اليوم» عام 1974 إلي بلاط صاحبة الجلالة مرة أخري. وفي يوم 15-8-1978 اختفي عمود فكرة لمصطفي امين بعدما هاجم أعضاء مجلس الشعب الذين أسرعوا للانضمام إلي حزب انور السادات، كما أصدر السادات قراره أيضا بوقف نشر »سنة أولي حب» التي كتبها مصطفي، كما أمر بحذف جملة - أسسها مصطفي أمين وعلي أمين - من صحف »أخبار اليوم». لكن هذا التوتر لم يدم طويلا، فقد كان السادات حريصا علي أن تربطه علاقات إنسانية طيبة مع الجميع، فأرسل السادات، بعد ذلك الكاتب الصحفي موسي صبري، وأحمد رجب، لدعوة مصطفي أمين، لفرح ابنه جمال، لإذابة الجليد بينهما، وبالفعل بعدها أمر السادات، بعودة عموده اليومي فكرة، دون أن يقدم مصطفي امين أية تنازلات في تمسكه بمبادئه، وأهمها حريته في كتابة ما يراه صائبا. الصديق موسي صبري وارتبط السادات أيضا بعلاقة وطيدة مع الكاتب الصحفي الكبير موسي صبري ووقع الاختيار علي صبري ليتولي رئاسة تحرير الأخبار، بعد خروج مصطفي أمين من السجن وعودة علي أمين من لندن عام 1974، ولم تمضِ سوي شهور قليلة حتي أصبح عام 1975 رئيسًا لمجلس إدارة دار »أخبار اليوم».. وظل موسي صبري محتفظًا بمنصبه كرئيس مجلس إدارة دار »أخبار اليوم» ورئيس لتحرير صحيفة »الأخبار» طوال فترة حكم السادات، وفترة من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكان موسي صبري مقربا من الرئيس السادات، وكثيرا ما كان يستشيره في العديد من الأمور المتعلقة بالصحافة والسياسة علي حد سواء. مع إبراهيم سعده أما العملاق الراحل ابراهيم سعده فكانت علاقته بالرئيس السادات لغزا من ألغاز صاحبة الجلالة، فقد اختاره الرئيس الراحل السادات ليكون رئيسًا لتحرير صحيفة »أخبار اليوم»، رغم غضب السادات منه في فترة مبكرة بسبب عدد من مقالاته، وجه فيها الكاتب الصحفي النقد لمسئولين كان يثق بهم الرئيس، واستبد الغضب به لدرجة تأكد معها »سعده» أن مستقبله في ظل وجود السادات مقضيا عليه، لكنه فوجئ وفطاحل الصحافة آنذاك باختياره لرئاسة تحرير واحدة من أعرق الصحف المصرية. كان إبراهيم سعده ينتقد في مقاله »آخر عمود»، تصرفات بعض المسئولين الكبار في الدولة، لم يكن يذكر أسماءهم صراحةً، ولكنه كان يحدد مناصبهم وصفاتهم المعروفة، واستبد الغضب بالسادات وطلب من رئيس مجلس إدارة »أخبار اليوم» آنذاك موسي صبري أن يفصل إبراهيم سعده، لكن السادات عاد وتراجع بعد ذلك عن قرار الفصل.. ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي يغضب فيها الرئيس السادات علي إبراهيم سعده، فقد وقع خلاف آخر بينهما، عندما انتقد سعده حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في »آخر عمود»، الأمر الذي أغضب السادات بشدة، فطلب من مصطفي أمين فصل »سعده» علي الفور، لكن مصطفي أمين تمكن من إقناع السادات بالعدول عن قرار الفصل، في ذلك الوقت، تلقي إبراهيم سعده عرضًا من صحيفة عربية تصدر في لندن، وطلب منه مهاجمة سياسة مصر وبعض قرارات الرئيس السادات، لكن سعده رفض ذلك، فتأكد السادات أن سعده يتحرك بوازع من ضميره المهني، فكان القرار بتعيينه رئيسا لتحرير »أخبار اليوم». بلغت جرأة أفكار إبراهيم سعده ذروتها عندما عرض علي السادات أن يقدمه بصورة جديدة ومختلفة للمصريين، بتصوير الرئيس في أوضاع وأماكن مختلفة وبأشكال غير مألوفة أو معتادة بالنسبة لمنصبه وهيبته، ومن هنا خرجت مجموعة الصور، التي التقطها المصور فاروق إبراهيم ونشرتها »أخبار اليوم» تحت عنوان »يوم في حياة رئيس»، وكان الأمر غريبًا حيث ظهر السادات مرتديًا الملابس الداخلية، ويحلق ذقنه بنفسه في حمام بيته.