هل ممكن أن تتحول مصر الي ثورة تقدم؟ هل ممكن ان يتحول الوطن الي شعلة بناء؟ هل ممكن ان نعبئ الشعب الي انطلاقة نماء؟. الإجابة نعم.. وبالتأكيد ان صحوة مصر والمصريين هو البديل الوحيد للحياة.. والبديل الاخر (لا قدر الله) هو استمرار مسلسل الفوضي والتخبط والانهيار والهدم.. التقدم يتطلب قادة وجيشا للتقدم، لم يحدث تقدم في تاريخ الأمم عشوائي.. فهل من هم علي الساحة يمثلون قيادات التقدم؟.. هل يمكن ان نري بهم انطلاقة لوطن ليصبح من أكثر عشرين دولة تقدما في عشرين عاما.. السائد علي الساحة هو ما أوصلنا لما نحن فيه من إنهيار وهو استمرار لسياسات تم ترسيخها عبر أكثر من ثلاثين عاما هو نظام طارد للتقدم ومرسخ للفساد ومعمق للفقر من الحين والآخر نري قيادات تلمع سرعان ما يتم اقصاؤها ومحاربتها بقيادات الفساد والجهل.. التقدم هو قيادة واعدة وقادرة ذات عزم.. التقدم جيش له قيادة وأركان حرب وقيادات للألوية والكتائب والسرايا والفصائل.. التقدم هو قيادة ومؤسسة وصف ثان بل وثالث وهكذا القيادة ليست رئيس جمهورية أو رئيس وزراء فقط ولكن وزراء وسكرتيرو عموم ووكلاء وزراء وصف ثان مؤهل ومعد علي أرفع مستويات علمية وعملية.. التقدم هو تعليم وتدريب واعداد لوطن وشعب.. التقدم هو رؤية وبرنامج تنفيذ ومتابعة وتطوير وتأهيل مستمر.. ويتساءل المصريون هل لدينا القدرة علي التقدم؟ وهل لدينا العدد الكافي في القيادات؟ بكل تأكيد ودقة مصر قادرة علي تحقيق انطلاقة للتقدم والتكافؤ والعدالة الاجتماعية وما يسمي بثورة البناء ولكن يجب عليها انتقاء القيادات الحقيقية للصف الاول والثاني والثالث.. وهو ما لم يتيحه أو يوفره النظام الأسبق.. مصر انتصرت في حرب اكتوبر بجيش له قيادات متميزة وجنود معدة علي كافة المستويات.. مصر بنت السد العالي بنفس المفهوم بقيادات ومهندسين ومدرسة للبناء والتشييد عاش عليها ما بقي من تعمير الوطن خمسين عاما.. مصر دخلت عصر المعلومات بمراكز معلومات ودعم القرار وتسعمائة مشروع وقيادات الصف أول وثاني وثالث كنت اختارها وفق معايير القيادة والفكر والعطاء والتنفيذ علي ارفع مستوي ولازالت تتواصل عبر ربع قرن تبني وتعمر بلغة عصر المعلومات والانترنت.. ويتساءل المصريون.. أولا هل لدينا رؤية للتقدم أو رؤي نتنافس ونتكامل بها وحولها؟ وثانيا هل لدينا قيادات واعية وقادرة لانطلاقة الاصلاح والتقدم بل والنهضة وثالثا هل لدينا قيادات الصف التالي التي يتم اعدادها لتسلم العلم وشرف القيادة من الصف الاعلي.. وعلي كافة المستويات؟ ورابعا هل من الممكن عمليا اعداد جاد للقيادة اسوة بما فعلته وتفعلة الهند؟ وخامسا هل يمكن ان تحدث صحوة وثورة للتعليم ليكون في افضل عشر دول بالعالم في خلال عشرين عاما مثل ما فعلته الصين وفنلندا وسنغافوره؟ وسادسا هل يمكن ان نرسخ ثقافة النماء بدلا من ثقافة الفهلوة والبلطجة والفوضي والعشوائية؟ وسابعا هل يمكن ان نري إعلاما يرسخ فكر النهضة بدلا من التركيز علي الماضي والفساد ودعم الانهيار والاثارة والفوضي؟ ومن اين نبدأ باعلام النهضة؟ وأين هم قادة التغيير؟ وأين المؤمنون بثورة البناء وبدور الاعلام فيها؟ وثامنا هل لدينا النظام القادر علي اجتذاب وانتقاء واختيار وتشجيع واحتضان جيش التقدم وقياداته؟ وتاسعا هل لدينا السياسات القادرة علي تفجير طاقات الوطنيين وفريق النهضة؟ وعاشرا متي سنبدأ البناء؟ ومتي سنوقف الانهيار.. التحول لمسيرة التقدم والنهضة هو عزيمة واختيار وانتقاء واعداد لقيادات علي كافة المستويات وليس فقط لرئيس جمهورية أو اعضاء لمجالس الشعب والشوري.. الشعب يريد انطلاقة وطن وليس وجوها جديدة لنظام قديم.. تقدم الوطن هو قيادات عديدة ورؤية مؤمنة بالنهضة والرخاء لكل المصريين.