Alakhbar@hisham_elsherif.com هل سيسرق الوطن من المصريين؟،... لقد نجحت ثورة الشعب... وسيسجل التاريخ ما قام به المصريون لرحلة ومسيرة التقدم الإنساني العالمي... ما حدث منذ شرارة الشباب في 52 يناير وحتي 11 فبراير سيدرس في كل كتب التاريخ في كل دول وشعوب العالم... وسيقف أمامه العالم كثيرا لتحليل »أم الثورات«... إضافة للحضارة وللديمقراطية... ولكن ماحدث بعد نشوة النصر الشعبي شئ يدعو للقلق... ولا زلت أري مصر في مفترق طريق... مفهومي للثورة أن تتحول - وفورا - الي ثورة بناء وثورة تقدم وثورة علم، وثورة انتاج، وثورة عدل، وثورة تكافؤ، وثورة تصدير وثورة سياحة وثورة ديمقراطية... ألخ، وليس مفهومي للثورة أن تكون ثورة فوضي وهدم وتدمير وحرق وخيانة وسرقة واغتصاب وارهاب... لقد نجحت الثورة في إعادة الروح الوطنية المصرية للمصريين نراها في عيونهم وأعلامهم، وفي آمالهم وأحلامهم... نراها في رغبة للمشاركة غير مسبوقة في مسيرة التقدم والبناء... ولكن هناك من يهدم وهناك من يسعي للوصول الي السلطة بأي ثمن... وأكرر بأي ثمن... ويتساءل المصريون عما يحدث؟ بل أن جموع المصريين تعاني من اجهاد متزايد لما يتابعونه يوميا ونري مؤشرات عديدة لسرقة الثورة سعيا للسلطة... واتساءل... أولا: هل ستخرج مصر سالمة خلال ال 002 يوم القادمة؟، ثانيا: هل سيكون هناك إطارا ديمقراطيا حقيقيا؟، ثالثا: هل سيكون هناك ممارسة ديمقراطية حقيقية يكون فيها ثلاثة أو أربعة أحزاب قوية (علي الأقل) تعبر عن كل المصريين لكل منها ربع أو ثلث البرلمان؟، رابعا: هل سيتم تعبئة الطاقات الكامنة للمصريين للممارسة السياسية الحقيقية في أطر شرعية؟، خامسا هل سيتم تعبئة القيادات بما فيها الكامنة لمنافسة شريفة بقواعد محددة من أجل الأفضل للوطن؟، سادسا: هل سيتم انتخاب رئيس الجمهورية ممن هم علي ساحة الأمس أم من أبراز رموز الوطن الكامن من أسوان للاسكندرية ومن السلوم لرفح؟، سابعا: هل سيسطر حزب واحد (مرة أخري) علي مقلدات الوطن لعشرات السنوات القادمة؟ وهل سيطر علي رئيس الجمهورية والحكومة وجميع المؤسسات الوطنية للدولة؟، ثامنا: هل ستكون مصر دولة مدنية أم أمارة دينية؟، تاسعا: هل سنري إرهاب فكري وسياسي بديلا عن إحتكار سياسي وفكري؟، عاشرا: هل سيتم الاستيلاء علي الاعلام الوطني (العام والخاص)؟... وإسمحوا لي أن اتسائل من هو الفائز لو حدثت انتخابات اليوم؟ ومن هو بعد ال 002 يوم؟... ومن هو المستفيد من حالة الفوضي والارهاب والتخبط التي نراها في الوطن الآن؟... ولماذا لا نري فقط غير الفساد والمفسدين؟... لماذا لا يتوازن الاعلام بين الفساد والبناء، وبين الأمس والغد، وبين الهدم والتقدم؟ وبين الأسود والأبيض؟... لماذا يسعي البعض لهدم كل ما في الوطن؟... مشاهداتي ومعلوماتي تؤكد أن مصر في خطر... ومؤسسات الدولة في خطر... والقيادات في خطر... والشباب في خطر... وجموع المصريين في خطر... والثورة في خطر... علي الوطن والمصريين الصحوة والممارسة والمشاركة في إطر شرعية تتنافس يمينا ويسارا ووسطا... ونختار الأفضل لخير الوطن... البديل لا قدر الله هو الاستيلاء علي السلطة أو حرب شوارع... ويضيع مع أي منها الثوار وأهداف الشعب ومستقبل المصريين... مرة أخري... فهل هناك مخطط للاستيلاء علي السلطة؟.