»لم يعد الرجل رجلا بمعني الكلمة في تحمل مسئولياته دون نقصان، ولم تعد المرأة ودودا مطيعة تقوم بواجباتها علي أكمل وجه. والنتيجة تؤكدها البيانات الإحصائية». قالت لي موظفة الجوازات بمطار لشبونة، بعد أن أنهت إجراءات الدخول: لا تنس ان تخبر زوجتك ان من أنهي إجراءات دخولك البرتغال امرأة! استغربت من طلبها، وسألتها: لماذا تقولين هذا؟! ردت مبتسمة: لان المرأة لديكم حبيسة البيت ولا تعمل! قلت مندهشا: فكرتك عن المرأة المصرية مخطئة تماما. المرأة لدينا تعمل في كل المجالات، ولها ذمة مالية منفصلة، اي ان راتبها لنفسها. فالزوج شرعا هو المكلف بالإنفاق علي أسرته. واذا اختارت الزوجة البقاء في المنزل بارادتها الكاملة فلا يستطيع الزوج إرغامها، بل يقوم البعض بتخصيص مصروف شخصي لها بخلاف مصروف البيت. ردت اندهاش: معقول هذا يحدث لديكم! قلت بثقة: طبعا.. بالشرع والقانون. علقت ضاحكة: انا اتحمل نصف نفقات أسرتي والنصف الآخر يتحمله زوجي.. ليتني كنت مصرية. قلت: ان نساءنا في كل الاحوال اميرات مكرمات.. ولسن سجينات مضطهدات كما تتصورين. قلت هذا رغم علمي ان هناك نساء يشاركن أزواجهن تحمل نفقات أسرهم، في ظل صعوبة الحياة. لكن هذا لا يغير حقيقة ان ما تفعله هؤلاء الزوجات تفضل وكرم منهن وليس إلزاميا لكن رغم نجاحي في تصحيح صورة المرأة المصرية في عيون موظفة الجوازات البرتغالية إلا أننا يجب ألا ننكر الواقع المر الذي تعيشه الأسر المصرية خاصة الشابة منها بسبب التخلي عن الثوابت الاجتماعية. فلم يعد الرجل يقوم بدوره كاملا في الإنفاق علي أسرته، ولا يستحي ان يرغم زوجته علي مشاركته في الإنفاق. بل يصل الأمر إلي ارغامها علي تسليمه راتبها بكامله. ولا يمكن التحجج بالظروف الاقتصادية في ذلك، إلا إذا تم ذلك برضا كامل من الزوجة. كما لا يجب ان تستغل بعض الزوجات المشاركة في الإنفاق علي الأسرة مبررا لتقاعس الزوجة عن القيام بدورها الأساسي في المنزل أو عدم طاعة الزوج. وأظن أن تخلي ستات ورجال هذا الزمان عن دستور الحياة الزوجية الراسخ منذ عقود هو السبب في الحال المايل. فلم يعد الرجل رجلا بمعني الكلمة في تحمل مسئولياته دون نقصان، ولم تعد المرأة ودودا مطيعة تقوم بواجباتها علي أكمل وجه. والنتيجة تؤكدها البيانات الإحصائية حيث زادت حالات الطلاق بشكل عام وبين الشباب بشكل مفزع، خاصة في الفئات العمرية من 25- 39 عاما وسجلت 103 آلاف حالة طلاق العام الماضي من إجمالي 198.2 ألف حالة طلاق مسجلة، وبلغ معدل الطلاق للعام الماضي 2.1 في الألف أي 2.1 حالة طلاق لكل ألف من السكان أما علي مستوي المحافظات فسُجل أعلي معدل للطلاق بمحافظة القاهرة، حيث بلغ 4 في الألف تليها محافظة الإسكندرية بمعدل 3.6 في الألف، ثم محافظة بورسعيد ب 3.5 في الألف، وفي المقابل جاءت محافظتا أسيوط والمنيا بأقل معدلات الطلاق بين محافظات مصر ب 1 فقط في الألف، ما يحتاج تفسيرا من خبراء الاجتماع يتبعه روشتة علاج قبل فوات الاوان.. لقد كان الطلاق أمرا نادرا بين ابناء جيلنا والأجيال السابقة بسبب توافر قدر كبير من الاحترام بين الزوجين وقيام الآباء والأمهات بالدور المنوط بهم وإيمان كل طرف بقدسية العلاقة وحقوقه وواجباته. لكن ما نشهده حاليا من وقوع حالات طلاق لأسباب تافهة مثل الخلاف علي مشاهدة برامج التليفزيون او سهر الزوج في الخارج مع أصحابه او خروج الزوجة مع صاحباتها او زيارة اسرتيهما وأي أسرة لها الأولوية او الخلاف علي اختيار نوعية تعليم الطفل او شراء سيارة او شقة جديدة وغيرها من الأمور التي تستوجب نقاشا للوصول إلي قرار صائب. وبدلا من الوصول إلي قرار صائب يرتكب الزوجان أبغض الحلال وهو الطلاق. انهم حقا رجال وستات.. آخر زمن!! توطين التكنولوجيا الاثنين عرفته منذ 15عاما، شابا طموحا، يطمح كمهندس إلكترونيات في إحداث نقلة نوعية كبيرة في الصناعات الالكترونية. حاول ترجمة أحلامه وطموحاته إلي واقع ملموس لكنه اصطدم بالروتين والعقليات المتجمدة في الجهات الحكومية فحزم حقيبته ورحل إلي إحدي دول الخليج، حيث وجد من يحتضنه وأفكاره وحقق نجاحا كبيرا، لكن حلمه القديم ألح عليه فقرر العودة إلي أرض الوطن متسلحا بخبرات أكثر واصرار علي النجاح في توطين التكنولوجيا الحديثة والصناعات الإلكترونية في أرض مصر. انه المهندس محمد شلبي رئيس جمعية الصناعات الصغيرة بمدينة بدر الذي زارني في مكتبي حاملا بين جوانحه حلمه القومي في توطين الصناعات الالكترونية بأرض الكنانة. يقول المهندس محمد شلبي: ذهبت إلي جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة وهو تابع لوزارة الصناعة لطلب تمويل لمصنعي وهو أول مصنع لاشارات المرور الالكترونية في مصر والتي تحتاجها الطرق والشوارع خصوصا بعد الطفرة الكبيرة في الطرق في مصر وبدلا من استيرادها رأيت أن اقوم بتصنيعها لتقليل استنزاف الدولار ولتشغيل الشباب وتقليل البطالة وكذلك عرضت بعض دراسات لمشروعات الكترونية شبيهة (حيث أحاول من خلال جمعية الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر التي أرأسها دعم الصناعات الالكترونية). استقبلني بعض المسئولين بترحاب شديد والبعض الاخر بفتور وعدم اهتمام خصوصا الذين سيقومون بإعداد التقارير الائتمانية وقد يكون لهم بعض العذر لأنه منتج غير مألوف لديهم وتقييمه صعب بالنسبة لهم من جميع النواحي فهم لا يعلمون سوي ما يملي عليهم من لوائح ودراسات جدوي لمشروعات مألوفة وتقليدية مثل ورش النجارة ومصانع البلاستيك والملابس والصابون والشامبو وسألتهم: هل لديكم دراسات جدوي لمشروعات مثل أجهزة إنذار الحريق (يوجد في مصر أكثر من خمسة وعشرين مستوردا لها ولا يوجد مصنع واحد) إنذار سرقة - أجهزة مكبرات صوت - أجهزة حضور وانصراف - أجهزة الكشف عن المعادن - أجهزة قياس- أجهزة معملية-صناعة قطع غيار السيارات؟ وغيرها الكثير من المنتجات الصغيرة التي تحتاج إلي امكانيات بشرية من مهندسين وفنيين مدربين ولا تحتاج إلي امكانات مادية كثيرة أو مصانع ذات مساحات كبيرة فمصنع صغير 300 م2 يمكن ان ينتج ما يكفي للسوق المحلي ويصدر للدول المجاورة. نحتاج إلي العلم والعقل وعدم الخوف عندما نسمع تكنولوجيا أو الكترونيات فلدينا عقول وكفاءات لا تحتاج سوي التشجيع والاحتضان وسألت: لماذا لم تقوموا بالبحث مع مراكز بحثية أو جامعات أكاديمية أو متخصصين للتعاون معهم لخلق جيل جديد من الصناعات الصغيرة تكون البوابة الكبري لدخولنا عصر الصناعة نعم نحتاج ورشة النجارة والملابس والبلاستيك ولكن هذه صناعات تقليدية ولا يجب التعويل عليها كاملا لنهوض الاقتصاد المصري فهذه الصناعات التقليدية تأثيرها ضعيف جدا بالقياس للصناعات التكنولوجية والالكترونية التي يكون عائدها أضعافا مضاعفة. وطالب شلبي المسئولين بافساح المجال لانطلاق هذه الصناعات وتوطينها في مصر وتوفير التمويل اللازم لها بسهولة ودون تعقيدات ويكون هناك متخصصون في الجهاز لتقييمها دون خوف أو رعب منها. علينا أن نري العالم ماذا يصنع؟ وماذا ينتج؟ ونفهم أن التكنولوجيا أصبحت عصب الصناعة وعمودها الفقري وتفتح الآفاق للتطور والتقدم لمختلف مقومات الحياة اليومية. لا نريد أن نكون مستهلكين للتكنولوجيا ولكن نريد إنتاجها، فالفخر ليس لراكب السيارة الفخمة ولكن لصانعها. شوقي يتغني بالمنايفة الثلاثاء »قل للسَّراة المنوفيين لا برحوا.. للفضل أهلا وللخيرات عنوانا» هذا البيت الرائع لأمير الشعراء لا شك يسعد كل منوفي. وهو احد ابيات قصيدة لامير الشعراء احمد شوقي بعثها إلي الشاعر المنوفي الصديق احمدي الشلبي وهي من كتاب الشوقيات المجهولة لمحمد صبري السوربوني طبعة بيروت.. وأكد ان القصيدة القيت في احتفالية ضخمة بدار الاوبرا الملكية في اواخر القرن التاسع عشر بمناسبة تاسيس جمعية المساعي المشكورة التي يعود اليها الفضل في نشر التعليم بمحافظة المنوفية. ففي سنة 1892؛ اتفق جماعة من كبار ملاك المنوفية؛ علي التبرع بأطيان كثيرة؛ وأوقفوها لجمعية المساعي المشكورة بشبين الكوم؛ حيث لم يكن بالمنوفية حتي أواخر القرن التاسع عشر مؤسسات تعليمية سوي الكتاتيب؛ التي تؤهل للالتحاق بالأزهر الشريف، ومدرسة ابتدائية وحيدة تابعة لمجلس مديرية شبين الكوم - وقامت الجمعية بإنشاء مدرسة ابتدائية في عاصمة كل مركز من المراكز الخمسة، وافتتحت مدرسة البنات الابتدائية بشبين الكوم 1899 في مجتمع ريفي تحكمه تقاليد صارمة؛ تحد كثيرا من حركة الفتيات، فكانت المدرسة الثانية لتعليم الفتيات في مصر كلها بعد المدرسة السنية التي أنشأها الخديو إسماعيل بحي السيدة زينب بالقاهرة. وفي عام 1904 افتتحت الجمعية مدرستها الثانوية للبنين بمدينة شبين الكوم لاستقبال تلاميذ المدارس الابتدائية الخمس التابعة لها، آخر كلام الخميس لأنك غير جميع النساء أطالبك أن تأخذيني إلي عالمك فإني أتوق إلي العيش فيه ولو لحظة دعيني أسافر في مقلتيك لعلي أطهر قلبي وأسعد نفسي وأنفض عن كاهلي نائبات الزمان