طاهر قابيل [email protected] كلما سافرت لدولة أوربية أو عربية أو حتي شرق أسيوية أشعر بحزن علي حال المرور لدينا .. فكل شئ لديهم يسير مثل الساعة فالسرعات محددة.. وخطوط المشاة والطريق تحترم .. والاولوية دائما للنقل الجماعي ..اما عندنا فالشارع اشبه بطبق السلطة ".. .فالمرور لديهم نظام وانضباط.. ولدينا فوضي وتسيب ! في بداية التسعينات ذهبت في مهمة عمل الي العاصمة الكرواتيه "زغرب" واثناء عبوري خطوط المشاه باحد الشوارع الضيقة التي لا تتعدي المسافة بين الرصيفين 3 امتار.. وجدت اثنين من العجائز ينظرون لي شذرا..اعتقدت في بداية الامر ان شكلي الشرقي هو السبب.. ولكني عندما شاهدت اشارة المشاه حمراء ذبت خجلا من نفسي!. أول شئ يمكن ان يحدثك عنه اي زائر لمصر هو فوضي المرور.. وقد حدث معي هذا اكثر من مرة كان اخرها عندما زرت سنغافورة العام الماضي.. ولسنغافورة تجربة مرورية تحترم.. فبعيدا عن الحكومة الالكترونية المطبقة بشكل كامل والتي لا تدفعك للنزول الي المصلحة الفلانية في شرق القاهرة لانهاء ورقة ثم الذهاب الي الغرب للحصول علي توقيع موظف اوعلي ختم ..فالاماكن السكنية خارج وسط المدينة ويربطها بها مترو انفاق.. ومواصلات عامة.. وهناك تراخيص لشراء السيارات تتم عن طريق تقديم عروض عند فتح الباب لذلك طبقا لرؤية الحكومة لمنع التكدس المروري وهناك تراخيص برسوم اقل للسيارات التي تعمل في غير اوقات الذروة اوبالطاقة النظيفة.. اما السرعات في المدينة فلا يتم تجوزها.. والاشارات وخطوط الطريق المتصلة التي لا تسمح بالمرور تحترم .. والمشاه لايعبرون ابدا من نهر الطريق.. ففي سنغافورة والدول المتحضرة لا يعرفون كلمة »معلش« فالمخطئ يتحمل نتيجة خطأه! اذا كنا لا نستطيع ان نحل مشكلة المرور التي نعيش فيها منذ عشرات السنين فعلينا اولا تنظيم الزحام للحد من التكدس وسرعة السلحفاة التي نسير بها وذلك باحترام السرعات وخطوط الطريق وازالة المواقف العشوائية فكفانا اهدارا للصحة والوقت والمال العام وحرق بنزين وسولار »عمال علي بطال«!