دائما نصل المحطة بعد تحرك القطار.. سئمنا مقولة: القطر فاتك ياوالدي.. لماذا لم نتحرك حتي الآن بشكل جدي للحصول علي حصتنا العادلة من كعكة إعمار ليبيا.. وهل ننتظر توزيع العقود علي الدول الغربية والولايات المتحدة ثم محاولة الحصول علي الفتات من الباطن. لدينا مميزات نسبية كبيرة تؤهلنا للحصول علي نصيبنا فنحن دولة جوار وقوة إقليمية لابد وأن يكون لها الدور الأكبر سياسيا واقتصاديا في الشأن الليبي وإن كانت ظروف تداعيات ثورتنا عرقلتنا بعض الشيء عن لعب دور سياسي واضح ومعلن تجاه الثورة الليبية فلا يجب علي الإطلاق أن نتغاضي عن دورنا الاقتصادي المطلوب.. لا يجب اختزال حصتنا في إعادة إعمار ليبيا في تصدير العمالة ومجرد تغطية احتياجات السوق الليبية في هذه المرحلة من السلع الغذائية فأمام قطاع المقاولات المصري الميزة التنافسية والخبرة السابقة التي تؤهله للحصول علي نصيب الأسد في عقود إعادة الإعمار.. لقد خرجنا بخفي حنين من عقود إعمار العراق والمؤشرات تشير إلي أننا سنخرج أيضا من كعكة الإعمار الليبية. كل دول العالم الكبيرة والصغيرة أرسلت وفودا علي أعلي مستوي لترتيب دورها في عمليات إعادة الإعمار ولهذا السبب كانت زيارات ساركوزي وكاميرون وأردوغان.. و ليس هناك ما يمنع من استثمار علاقتنا الاستراتيجية المتميزة مع الجانب التركي للدخول في شراكات للعمل في السوق الليبية وتنفيذ عقود إعادة الإعمار خاصة وأن المؤشرات تؤكد أن تركيا سيكون لها دور محوري في ترتيب أوضاع ليبيا ما بعد الثورة.. لقد تسربت من بين أيدينا الفرصة تلو الأخري.. ولم يعد لدينا رفاهة وقت للمزيد من الخسائر.