قبل أسابيع قليلة أجريت بحثا علي الإنترنت عن الفنان شريف الدسوقي، لم أجد سوي نتائج بسيطة متواضعة لا تحمل أية تفاصيل، وبين ليلة وضحاها أصبح الدسوقي حديث الإعلام المصري، بعد فوزه بجائزة »أفضل ممثل» في مهرجان القاهرة السينمائي عن دوره في فيلم »ليل خارجي»، ليعيد إلقاء الضوء علي موهوبي مصر من أبناء الفنون المستقلة. علي الرغم من عدم شهرته الكبيرة وسط أبناء جيله، يدرك جيدا الفنان شريف الدسوقي حجم موهبته، ويتحدث بثقة المحترفين، مؤكدا إنه بدأ التمثيل منذ طفولته، ونشأ في أسرة فنية، وتتلمذ علي يد كبار نجوم زمن الفن الجميل، ويعتمد علي الحكي والارتجال في فنه، واعتبر الدسوقي فوزه بالجائزة تكليلا لسنوات من الاجتهاد والعمل الجاد، بينما اعتبرها فنانو الإسكندرية انتصارا لهم جميعا، وتأكيدا علي أن الأحلام تتحقق ولو بعد حين.. وقال الدسوقي في لقائه ب »الأخبار»: بدأت تمثيل منذ كان عمري 8 سنوات، وتربيت في مسرح إسماعيل يس حيث كان والدي مديرا له منذ إنشاته في 1952، وحتي تم هدمه في أوائل التسعينيات، وتتلمذت علي يد أساتذة نقف أمام أعمالهم الآن في ذهول وتجلي كبير، مثل محمود المليجي وفريد شوقي، وتدربت كثيرا لأطور من نفسي، وأصبحت مدربا للتمثيل وخرج من تحت يدي نجوم لامعون في الوسط الفني حاليا، كما حصلت علي العديد من الجوائز في مصر وخارجها، وحصلت من النمسا علي لقب »حيوان مسرحي»، وهو لقب مهم جدا لم يحصل عليه سوي 7 في العالم، ويقصد به الشخص الذي نشأ في بيت فني وعمل بالفن طوال حياته ولم يمتهن أية مهنة آخري. وأضاف: كما كنت ممن ساهموا في بناء السينما المستقلة في الإسكندرية، وشاركت أيضا في العديد من الأفلام الروائية القصيرة، كما شاركت في أكثر من فيلم روائي طويل قبل »ليل خارجي» ومنها »حاوي» و»حار جاف صيفا»، وعندما تحدث معي المخرج أحمد عبد الله عن الفيلم تحمست له بشدة وبدأنا في التحضيرات، فكان متابعا لعملي وأنا أيضا من محبي أفلامه، وانسجمنا كثيرا في التصوير، فرغم أن الفيلم كتب 11 مرة، إلا إننا في النهاية اعتمدنا علي الارتجال والتوحد مع الشخصية وليس التمثيل. وعن توقعه للنجاح الذي حققه الدور قال: تعلمت من أساتذتي إنه علي الممثل أن يكون سلعة تعلن عن نفسها طيلة الوقت ولا ينتظر النتيجة، لأعافي نفسي من الإحباطات النفسية، فليس لدينا نظام معين يحدد متي وكيف يصل الفنان إلي النجومية، وقد منحنا العديد من الأمال في السنوات السابقة، بأنه بعد أدوار معينة سنحقق نجومية ساحقة، ولم يحدث ذلك، لذا قاعدة النجاح الحقيقية هي »وقت ما ربك بيشاور». وأضاف: شعرت من البداية أن »ليل خارجي» سيحقق لي شيئا مختلفا، فرغم حبي لأراء المتخصصين لمست دعما كبيرا وإعجابا من الجمهور العادي عند مشاهدة الفيلم، وتوقعت أن يكون لهذا الفيلم صدي كبير.