عندما أكون بالمنزل لا متعة لي الا بالتجوال بين الفضائيات للإطلاع علي أحوال العالم.. وعندما تكون هناك مباراة كرة قدم تكون المتعة أكبر للاستمتاع بالمباراة والتحليل الفني لها. لكن كثرة الفضائيات وتعددها واختلاف مصادر تمويلها تجعلني في حيرة من أمري.. فكل قناة لها أجندتها الخاصة التي تدافع عنها.. تجعل تغطيتها للأخبار والأحداث حسب رؤيتها وليس حسب الموضوعية.. فتغطية حدث معين يختلف من قناة لأخري وعلي المشاهد أن يختار القناة التي تتفق مع ميوله واتجاهاته. ولكن الأمر الأكثر إثارة هو الفضائيات الرياضية.. وقد تحولت إلي أبواق للتعصب.. فقبل أي مباراة بساعتين علي الأقل يبدأ الاستوديو التحليلي ويستمر حتي صلاة الفجر.. وهات يا كلام.. وضرب في ناد ضد آخر حسب مقدم البرنامج وصاحب القناة.. نعم إنهم ينقلون كل شيء بالتفصيل ولكن غالبا ما ينشرون التعصب بين الأندية..وحتي يمكن جذب الجمهور والإعلانات يتم اضافة بعض البهارات اثناء التحليل.. بالله عليكم مباراة تستغرق ساعة ونصف يظل الاستديو التحليلي لها لمدة تزيد علي عشر ساعات. من حق قناة النادي الأهلي أن تدافع عنه بكل قوة.. وموقفها الأخير من الالتراس الأهلاوي الذي أحدث شغبا وتكسيرا وتحطيما بعد مباراة الاهلي وكيما أسوان في الكأس.. ومحاولة تبرير هذه الاحداث بسبب تجاوزات رجال الشرطة.. ولكن ما ذنب المواطن العادي الذي ليس له دخل بكرة القدم في تحطيم سيارته أو اصابته لمجرد عبوره الشارع بعد المباراة.. وهذه ليست المرة الأولي التي تجاوز فيها الالتراس الأهلاوي والذي بسببه تعرض الأهلي لعقوبات آخرها اللعب بدون جمهور في أولي مباريات افريقيا.. والتي كانت نتيجتها السبب الرئيسي في اقصائه من البطولة.. ورغم كل هذا يدافعون عنهم بدلاً من تقويمهم.. نعم من حق قناة الأهلي أن تدافع عنه ولكن ليس بالباطل علي طول الخط. أما قنوات مودرن ودريم فحسب اتجاه مقدم البرنامج.. فالكابتن مدحت شلبي الشهير »بشلبوكة« يقدم في برنامجه اليومي الرياضي مجموعة من الأخبار السياسية ويعلق عليها مع ضيوفه ويستمر في الكلام.. والكلام لمدة ساعات.. ولا ينسي أن يستضيف الدكتور وليد دعبس ليعلق ويحلل تلك الأحداث فهو العضو المنتدب للقناة والكابتن أحمد شوبير عكس شلبوكة تماماً مع أنهما يشتركان في اسم مودرن.. أما خالد الغندور في دريم.. فاتجاهاته معروفة للجميع.. وبالمناسبة رئيس مودرن.. له جامعة خاصة وقنوات فضائية خاصة.. وفي النهاية أسس حزبا سياسيا.. انها سبوبة كبيرة.. إعلام وجامعة وحزب سياسي ماذا بعد ذلك؟ الدكتور توفيق عكاشة.. صاحب قناة الفراعين.. نموذج للتدريس لطلبة كلية الإعلام.. إنه صاحب القعدة.. يتكلم.. ويتكلم ويحكي ان أولاده واحد أهلاوي والثاني زملكاوي.. انه ملم بكل بواطن الأمور.. يقدم النصح للجميع.. مع أنه من فلول الحزب الوطني.. إلا أنه تبرأ منه.. وفي احدي حلقاته ذكر أن عمر بن الخطاب من فلول الكفار ومع ذلك أصبح ثاني الخلفاء الراشدين.. فهل فلول الحزب الوطني أقل منه.. انه يحكي عن بطولاته وجولاته وانجازاته التي حققها في الماضي ويحققها في المستقبل. اما القنوات الدينية.. فإنها تزرع التعصب بين أفراد المجتمع الواحد سواء كانت قنوات اسلامية أو مسيحية. قبل الختام: من يشاهد الفضائية السورية يعتقد أن الجو بديع والدنيا ربيع.. وأن الاضطرابات التي تعم البلاد ما هي الا أوهام الامريكان وأن الشعب السوري يقدس الأسد وأن ما تنقله الفضائيات الأخري ما هو إلا كذب وان الاوضاع علي أحسن ما يرام وليس هناك مانع من استضافة احد المواطنين ليعلن ان الامور طيبة في جميع انحاء البلاد.. انها تذكرني بالاعلام المصري قبل ثورة 52 يناير.