يتناقل بين المثقفين بعض المقولات الرافضة للحلول الوسط وخصوصاً ونحن علي ابواب ثقافة تحمل معني الحرية وجدية العمل وعدم الخوف والسير تحت الشمس. وبرغم هذه المساحة الرائعة غير المتنازل عنها فيما هو قادم تأتينا وزارة الثقافة دائما بحلول خائفة ومرتعشة تصيب جدية الفترة والتطلع للمستقبل وغالباً ما تكون لها امتداد للماضي بشكل ما واذا اردنا الوقوف مع قيمة الوقت والزمن فلا معني لاي وزير ان يتكلم بأنه وزير تسيير اعمال او انها وزارة انتقالية.. والا لماذا لجأت الحكومة لتعيين وزراء ومحافظين.. وقامت بتغيير بعض من نطلق عليهم فلول النظام القديم وبالطبع هم كانوا كذلك.. وللمتابعين والقارئين للتاريخ.. نعلم ان المراحل الانتقالية فيما بعد الثورات.. اهم الف مرة من مراحل الاستقرار فإما شخوص تحمل جينات ثورية نظيفة وتقوم الان بترتيب البيت من الداخل.. وتسترد الحقوق المهدرة وتدافع عن المظلومين من النظام البائد وتطهر وتدعو للتطهر احيانا اذا لزم الامر او هم امتداد للسلف.. ولا يوجد مبرر واحد للسكون وعدم الحركة في الاتجاه الصحيح. الان وليس غداً علي وزير الثقافة بصفته الوظيفية من قبل حكومة الثورة ان يصنع ثقافة حقيقية ويفعل ما وعد به من فكر تثقيفي للقاعدة العريضة من الشعب ولا يقف عند مثقفي وسط البلد وبعض الاماكن المأهولة فعلا بالمثقفين وان يختار لشغل المناصب الشاغرة شخوصاً قادرة علي القيادة في لحظات تاريخية فاصلة ولا يأتينا بمن يأكلون علي كل الموائد يأتينا.. نريد ان يوضع علي رأس الثقافة في كل الاتجاهات وليس الفن التشكيلي فقط برجال يعرف الحق بهم وليسوا مرتزقة نريد اصحاب هوي لمصر وليسوا مدعين نريد ان نري قرارات تخرج من وزارة الثقافة تحمل معني التغيير وليس الامتداد للقديم ولعل السيد وزير الثقافة الدكتور عماد الدين ابو غازي قد يكون محاصرا ببعض من الاصدقاء واهل الثقة واهل التردد هؤلاء احيانا يكونون اخطر ممن يبحثون عن المناصب فلا يزينونها بركوبهم كراسيها.. اتمني علي الوزير ان يخرج من هذه الدائرة ان كان ما اعتقد صحيحا وليتأكد ان مصر مليئة بالكوادر القادرة علي ملء مساحة الوظائف الشاغرة وارجو ان تبحث الوزارة عن المسنيين بفعل فاعل والكثيرين ممن تركهم السابقين يعضون علي نواجذهم ولن يضر مبدأ التغيير في شئ ولكن سيضرنا جميعا اعادة استخدام القديم فلا يمكن سياده الوزير الحصول علي نتائج مختلفة بفكر ثابت. السيد وزير الثقافة نريد ان يتسع صدرك لذلك فعليك اعادة البحث عن اعمدة صالحة تبني عليها كيان تلك الفترة.. واختيار من يناقشك ويعارضك ما دام من اجل خير مصر حتي نصل للاجود.. واعلم ان افة الكرسي لم تصل اليك بعد.. ولكن احذر من المنتفعين في كل القطاعات فمازال هناك البعض يتربص من لاعبي الكراسي الموسيقية والطبالين والزمارين.. واصحاب المباخر.. اكتب هذه السطور حباً لشخص الدكتور عماد الدين ابو غازي وليس لشخص الوزير وارجو الا يلتبس الامر علي البعض.. واعلم جيدا ان طبيعة المرحلة جعلت الكثيرين يعتبرون الفترة سانحة للانزلاق والحشر داخل الاروقة وتحت المكيفات الحكومية.