احد الأسباب الرئيسية في تدهور العلاقة بين اهالي سيناء ورجال الشرطة في العهد السابق هوعدم المام معظم القيادات الامنية بتقاليد وعادات ابناء سيناء ومن هنا فقد كان هناك صدام علي طول الخط بلغ مداه الي حدوث احتقان داخلي وعدم ثقة بين الطرفين ولذا فان الملف الأمني في سيناء يتطلب معالجة لهذه النقطة تحديدا وضرورة اللجوء الي رموز القبائل والقيادات الطبيعية وكذلك إلي القضاة العرفيين للاستعانة بهم باعتبارهم من القيادات التي لها دور حيوي ومؤثر، ولهم تواجد وحضور جماهيري في مجتمع سيناء ولان المرحلة المقبلة تعتبر غاية في الأهمية وتتطلب الاستجابة إلي مطالب المواطنين عند اختيار القيادات الأمنية التي تعمل علي ارض المحافظة فقد استجابت وزارة الداخلية لهذا المطلب وذلك بتنظيم حوارات مجتمعية مع الضباط الجدد المعينين بمحافظة شمال سيناء الشيخ يحيي الغول القاضي العرفي احد هذه القيادات التي قامت بلقاء مجموعة الضباط الجدد الذين تم توزيعهم علي المقار الأمنية بالمحافظة ممن قبلوا العمل في الظروف التي تعيشها المحافظة حاليا الأخبار حاورت القاضي العرفي للتعرف منه علي طبيعة الحوارات والدور المجتمعي في عودة الأمن وتحقيق الاستقرار علي ارض سيناء من هوصاحب فكرة الحوارات المجتمعية مع ضباط الشرطة ؟ اكد القاضي العرفي يحيي الغول ان هذه الخطوة أقدم عليها اللواء صالح المصري مساعد وزير الداخلية مدير امن شمال سيناء باعتباره من قيادات الشرطة التي عملت علي ارض سيناء لفترة طويلة قبل ان يتقلد منصبه الحالي وهويدرك اهمية هذا المطلب بحكم معرفته بطبيعة مجتمع سيناء ومن هنا كان توجيه طيب منه لربط ضباط الشرطة بالمواطنين في إطار دعوة أبناء سيناء لاختيار ضباط للعمل في سيناء لديهم معرفة بأساليب التعامل مع أبناء المنطقة حتي لا يحدث صدام مستقبلي مع رجال الشرطة وتستطيع كذلك تادية مهامها في اطار تبادل الثقة مع المواطنين ما هي تجربة الحوارات المجتمعية مع ضباط الشرطة الجدد؟ قال القاضي يحيي الغول انه تم عمل حوارات من جانب المجتمع المدني مع عدد 50 من الضباط حديثي التخرج قبل توزيعهم علي المقار الامنية واقسام الشرطة بهدف توضيح العادات والتقاليد التي يتعامل بها المجتمع السيناوي من اجل كسب ود الناس وتحقيق الامن علي ارض المحافظة في ظل تعاون مشترك مع ابناء سيناء هل كان هناك استجابة لهذه الحوارات ؟ قال يحيي الغول الحقيقة انه كان هناك تجاوب كبير من الضباط لمعرفة المزيد عن سيناء وعاداتها وتقاليدها لتأهيل أنفسهم للتعامل مع أبناء سيناء في إطار روح القانون ومحاولة محوالصورة السيئة التي تركها النظام السابق لدي أبناء سيناء والتي سببت احتقانا لديهم وفقدانا للثقة مع رجال الشرطة وكان ضباط الشرطة الجدد لديهم طموح لمعرفة المزيد عن المجتمع السيناوي بل أن الحوارات خرجت عنها أسئلة تأكيدا علي وجود رغبة في التعامل مع المواطنين خلال المرحلة القادمة وقبول لطبيعة المجتمع ماهي ملاحظاتك علي الضباط بعد انتهاء الحوار المجتمعي ؟ البعض كان يفضل الاقتراب من الناس كإحساس داخلي من جانبهم لقبول التعامل مع الآخر ومقدمة أساسية ايضا للتواصل مع أبناء سيناء خاصة وأنهم من محافظات مختلفة و لم اشعر ان هناك تخوفا بين الضباط الجدد ولم اشعر أن لديهم فكرة عن المنطقة اوالمواطنين وعلي أية حال فهي مرحلة تأهيل لهم لكيفية التعامل مع ابناء المحافظة ما هي طبيعة الحوارات ؟ ركزت الحوار المجتمعي علي طبيعة أبناء سيناء وبعض العادات والتقاليد التي يجب علي رجال الشرطة إدراكها عند التعامل معهم لتحقيق الهدف كما أن هناك العديد من المظاهر السلبية التي يجب حث المواطنين علي التصدي لها خاصة وان هناك تأثيرا سلبيا علي مجتمع سيناء في الآونة الأخيرة في مقدمتها الالتزام بالقانون, وعدم حمل السلاح،وعدم السير بسيارات بدون لوحات معدنية وان التعامل يحب أن يسير بصورة ودية تحقق الأمن والاستقرار ولا يحدث هناك أي صدام مع المواطنين ماهي رؤيتك للأحداث الأمنية الحالية علي ارض سيناء ؟ قال الحاج يحيي الغول انني اري أن الوضع يسير إلي الأفضل بعد انتشار الجيش في مدن المحافظة وإحكامه السيطرة علي مداخل ومخارج المحافظة لكن نتمني أن يكون هناك ترتيبات أمنية لمستقبل سيناء والا تكون العملية مؤقتة وان تكون بطرق مدروسة للسيطرة علي مساحة سيناء بحيث يكون هناك هيبة للدولة في اطار من الاحترام المتبادل للمواطن ما دور القضاء العرفي في تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي؟ قال ان القضاء العرفي عملية مكملة لدور الأجهزة الأمنية ورغم ذلك كان للقضاء العرفي والاحتكام إلي الشرع والعلاقات الاجتماعية علي مدي ال7شهور الماضية دور أساسي في تحقيق الاستقرار في إطار علاقات اجتماعية بين المواطنين والعائلات وقد كان احد الرموز المعروفة المرحوم الكاشف محمد الكاشف الذي كان له دور بارز بحكم علاقاته مع المواطنين وقد توفي أواخر شهر رمضان ولكن المطلوب هو استتباب الأمن وتثبيت القانون الوضعي والتعامل به كدور رئيسي للدولة كيف يمكن استكمال هذا الدور ؟ المطلوب من الأجهزة الأمنية التنسيق مع رموز وقيادات طبيعية من المخلصين والنظر بعد الاستقرار في خدمة المواطن من الناحية البشرية والاقتصادية والتنموية خاصة وان هناك إقداما من جانب المواطنين علي تقديم مساعدات وخدمات في إطار شرعي وقد سبق ان شكلنا لجانا لدعم المصلحة العامة والموظفين العموميين بالإضافة إلي دور القضاء العرفي الذي قام بمساهمات فردية لحل العديد من المشكلات التي كان لها دور مؤثر في تخفيف حدة الخلافات بين المتنازعين لذا فان المواطن يأمل في ضبط الأمن من خلال عمل مؤسسي للدولة يشارك فيه العقلاء والمثقفون ومن هنا لابد من اختيار قيادات ورموز طبيعية من ابناء سيناء لها دراية بأحوال سيناء للاشتراك في اللجان المشكلة من قبل المجلس العسكري والتي تقوم حاليا بدراسة سيناء سواء الملف الأمني اوالتنموي ما مدي مساهمة المشايخ والقضاة العرفيين في مساعدة أجهزة الأمن؟ اشار القاضي العرفي يحيي الغول الي ان هناك مساعدة فعلية لاجهزة الامن كما ان هناك سيطرة للشيخ علي أبناء عشيرته ولكن لكل قاعدة شواذ فلسنا في مدينة فاضلة. لذا فان المرحلة القادمة تحتاج إلي عواقل القبائل ورموز القبائل دورها مستمر في إقرار الأمن للنهوض من مرحلة الي مرحلة ولوتحقق الاستقرار الامني سنفكر في مساندة الدولة عند إقامة مشروعات تنموية وقومية كما يجب ان يكون هناك تنسيق كامل وفعلي بين الاجهزة الامنية بمختلف مسمياتها ثم التنسيق مع المؤثرين في مجتمع سيناء من العواقل والمشايخ والرموز من ابناء هذه القبائل. كيف تري دور مشايخ القبائل في المرحلة المقبلة ؟ دور المشايخ شعبي ووطني وله كيان وسط عائلته ولكن في السابق الكل كان مجبرا ان يكون ضمن النظام ولكن يجب ان نأخذ الجانب الايجابي من هذه المرحلة وندعم تطلعات المستقبل حتي لا نفقد قيمة الماضي نحن ننظر لمشايخ القبائل الحاليين كمهمة عمل ولسنا بصدد تقييم من يصلح ومن لا يصلح. ولكن المطلوب في المرحلة المقبلة زيادة عدد المشايخ وإعطاء فرصة للأجيال الجديدة لتكون قيادات حسب رغبة ابناء قبائلها ويجب الاستفادة من خبرات المشايخ الحاليين في دعم وتفعيل الحيوية والنشاط لدي الشباب لان بإدماج الفكر بين جيلين سيكون هناك حنكة في التعامل مع الأحداث ومساعدة الأجهزة الأمنية في القيام بدورها بين المواطنين ما هودور أبناء القبائل والعائلات في الحزب الوطني ؟ كان يفرض عليَّ الحزب الوطني تمثيل القبيلة وهذا التمثيل كان من بينه عناصر ايجابية والبعض سيء لكنه لا توجد هناك عناصر فلول للحزب الوطني والانتماءات للحزب كانت بحكم الوضع السياسي والآن لا يمنع أن يختار الشعب أفضل ممثلين له تحت قبة البرلمان سواء الشعب اوالشوري واعتقد انه لوكان هناك تمثيل من القبيلة اوالعائلة لرمز له قبول وسط قبيلته ولديه قبول من جانب المواطنين سيجتمع عليه الآخرون. كيف تري من وجة نظرك اقرار الامن والتنمية؟ قال يحيي الغول لابد من زيادة عدد قوات الامن بما يتناسب مع جغرافية سيناء وعادات وتقاليد سيناء لانه لابد ان يشعر المستثمر بانه مؤمن وقادر علي ممارسته عمله دون خوف اوتوتر ولابد من توظيف ابناء القبائل "درك المناطق "وقصاص الأثر لما لهم من ادوار حيوية لتقديم الخدمة الأمنية كخبرات لها تعامل مع الطبيعة وان يتم توظيف شباب القبائل في المناطق الصحراوية وخاصة وسط سيناء في حراسة المنشات العامة والوظائف المدنية وهم أجدر للقيام بهذه المسئولية وذلك للحفاظ علي مسئولية المجتمع. من هي العناصر العدائية التي نفذت الهجوم؟ الأجهزة الأمنية هي التي تدرك حقيقة هذه العناصر وهي التي تحدد هوية هؤلاء علي ضوء نتائج التحقيقات ولا يمكن لاحد ان يعرف او يسمي احدا اوجهة بعينها اذن لابد وان ننتظر إلي أن تثبت الأدلة والحقائق من جانب اجهزة الأمن كي نعرف حقيقة هؤلاء سواء عناصر داخلية اوخارجية ما رأيك في مقترح الدوائر الانتخابية الأخير ؟ قال الحاج يحيي الغول قاضي عرفي ان هذا التغيير يمثل ضررا علي أبناء العريش ويجب ألا تكون العاصمة تابعة لمراكز أخري ولابد ان تظل كما هي دائرة مستقلة فعدد سكانها أكثر من 60٪ خاصة وان هناك مسافات بعيدة عن منطقة بئر العبد وكذلك وسط سيناء ولا يمنع ان يكون هناك دائرة رابعة لان المفهوم الأساسي لأعضاء البرلمان هوترسيخ مبادئ الخدمات لهذه المنطقة وان يسعي الأعضاء من خلال مؤسسات الدولة ووزاراتها إلي تقديم مزيد من الخدمات وتعيين أبنائها في المنشات الحكومية وان يتم ضخ الاستثمارات في المنطقة علي ضوء الثروات التعدينية الموجودة في المنطقة والسعي إلي توفير حزمة حوافز للمستثمرين لجذب الاستثمار إلي سيناء وخاصة منطقة وسط سيناء.