طرحت منذ أسابيع قليلة اقتراحا بتشكيل حكومة وطنية عسكرية للأسباب التي ذكرتها من قبل وعلي رأسها فشل حكومة شرف علي مدي أكثر من سبعة شهور في تحقيق إنجازات حتمية ومهمة في هذه المرحلة الانتقالية وأهمها الفشل في السيطرة علي الانفلات الأمني الذي انتشر في جميع المحافظات، وفشل الحكومة في الملف الاقتصادي، وفشلها أيضا في السيطرة علي المظاهرات الفئوية التي أدت إلي ضعف الانتاج وعدم طرح حلول لتحقيق الاستقرار النسبي، الفشل في طرح مشروع ولو علي مرحلتين العاجلة منها والمستقبلية بشأن المعلمين وأساتذة الجامعات ونحن في بداية العام الدراسي والكل يتوعد بالمظاهرات والاعتصامات، والفشل في عودة رجال الشرطة في كثير من المواقع، والتباطؤ في محاكمة البلطجية والسرقات بالاكراه علي الطرق الصحراوية والدائري وغيرها بالمحافظات.. الخ، وعلي مدي شهور متصلة طرحت فيما يسمي »بمشروع حكومة مصر« حيال الوضع الراهن وكيفية الخروج من عنق الزجاجة وللأسف الشديد لم تطرح الحكومة برئاسة عصام شرف رؤية واضحة ولا برنامجا يناقشه الشعب أو علي الأقل ليطمئن وليتجاوب ويتفهم جميع الاجراءات الواجبة لتحقيق نمو وتطور ملحوظ، وبناء علي ذلك يزداد الاحتقان ويزداد التوتر والارتباك في جميع مؤسسات الدولة، وترتب علي ذلك أيضا الاستمرار في المليونيات كلما استشعر الثوار والشعب بعدم توافق ما يجري بأهداف الثورة الطموحة، ولكن العكس صحيح إذا ما عرضت الحكومة رؤيتها مدعمة »بجدول زمني محدد يتوافق مع الملفات الرئيسية خلال هذه المرحلة، مع وضع ضوابط وقواعد محددة لمتابعة الإنجازات من قبل الأحزاب المختلفة وائتلافات الثورة، فالأمر يحتاج إلي حكومة قوية وطنية عسكرية تتسم بالخبرة الإدارية والانضباط والثقافة، ولم تستطع حكومة شرف القيام بالمهام المشار إليها وسط هذا الارتباط والانفلات في جميع مناحي الحياة الذي انعكس علي المواطنين بالحزن والألم لما يجري في البلاد، فمصر في محنة حقيقية ولا نريد سفك دماء ولا نريد مليونيات، الثورة تعني العمل بجدية، زيادة الانتاج، العمل علي تحقيق أعلي معدلات الجودة في كل شيء من خلال معايير محددة وليس تستيف أوراق كما يحدث في كثير من المؤسسات المختلفة، الثورة علي وضع أهداف بعينها وبذل كل الجهود بالوسائل العلمية والمنهجية لتحقيقها، الثورة ليست أبواق للتنافس علي المصالح بل هي عصر جديد متغير إلي الأفضل والأعظم لمصر وأبنائها.. وإذا اعتبرنا بأن المرحلة الانتقالية لأي ثورة تغلب عليها هذه الفوضي.. ولكن في حيز زمني محدود يتضاءل كلما تحركت الثورة هي المجتمع إلي الأمام وهذا هو الأمر الطبيعي، أما الأمر غير الطبيعي هو زيادة وتعاظم الانفلات والفوضي وعزوف الناس عن العمل والاحباط من جراء الأحداث المحزنة وتباطؤ الحكومة في تحقيق إنجازات بمعدل يتوافق مع زمن هذه المرحلة الحرجة والتي تشير إلي أن الثورة في خطر، وهذا لم يقبله الشعب، لذا فإن اقتراح نهر الفن بتشكيل حكومة عسكرية وطنية للقيام بالمهام المنوطة في هذه المرحلة الخطرة والحرجة، حتي تستقر الأوضاع والانتهاء من الانتخابات بجميع أشكالها ثم تشكل حكومة مدنية في ظل مجلس شعب جديد منتخب ورئيس دولة جديد منتخب، لتنطلق مصر نحو عصر ديمقراطي حر جديد يحقق لها تقدمها ونموها بما يليق بحضارتها وبشعبها.