اسمها عايدة تجمع بين الشباب والشيب مع انها مسنة تبلغ من العمرثمانين عاما، اكل منها الدهر وشرب،لا تستطيع اكمال معلومة أو تذكرها، حيث تتوه الكلمات علي لسانها واحيانا لا تتذكر اسمها لانها تعاني من مرحلة زهايمر متأخرة،ومع ذلك تجيد العزف علي الآلات الموسيقية والتحدث بالانجليزية لسابق عملها في العلاقات العامة بالسفارة الانجليزية وتتلو القرآن مع اتقان أحكامه وطرق تلاوته. وجدت نفسها في دار أمي لعلاج مرضي الالزهايمر بجمعية الباقيات الصالحات بالمقطم حيث تحرص د. عبلة الكحلاوي رئيس الدار علي تنظيم حفل ترفيهي كل فترة يتم خلاله دمج المرضي من الرجال في» دار ابي» ويضم 40 مسنا والاطفال مرضي السرطان في دار»ضنايا» اضافة إلي دار »امي» التي تضم 45 مسنة وتحيطهم بالحب والرعاية ويقول اللواء اسامة آدم مدير العلاقات العامة بجمعية الباقيات الصالحات ان السيدة عايدة ارملة وليس لديها ابناء وكانت تعيش في مستوي اجتماعي راق لكن الوحدة جعلتها تصاب بمرض الالزهايمر وعندما بدأت اعراضه تظهر عليها خاف اقاربها ان تتعرض لأذي فاحضروها إلي الدار منذ عام واندمجت وسط اقرانها، وعن طريق الحفلات الترفيهية التي تحرص الدار علي تنظيمها دوريا ويتم خلالها اكتشاف مواهب المرضي، فنجدها تقوم بالعزف علي الاورج الموجود بحجرة الاطفال مرضي السرطان، اعتقادا منها بانها تقوم بتدريبهم علي العزف، كما قامت بعزف موسيقي لاحدي اغاني الاطفال، وتجاوبوا معها في سابقة فريدة لمسني مرضي الالزهايمر وادخال البهجة علي الاطفال وخلق حالة من الود والتراحم بينهم وبين المسنين. ويشير آدم إلي أن من مواهب هذه السيدة تلاوة القرآن الكريم بصوت جميل رغم اصابتها بالمرض لان كتاب الله محفور في ذاكرتها ولم يطله النسيان واضاف ان مرض الالزهايمر يمر بثلاث حالات اخطرها المرحلة الاخيرة حيث ينعزل فيها المريض ويمتنع عن الاكل والشرب ويكون كثير الحركة بدون السيطرة علي نفسه مما يعرضه للانتحار ونحن في الجمعية نقدم الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية للمريض للحفاظ علي عدم تدهور حالته وتبلغ تكلفة علاج كل مريض نحو 10 الاف جنيه شهريا يتم تدبيرها عن طريق التبرعات من اهل المرضي القادرين ومن اهل الخير لعلاج غيرالقادرين.