هل انتهت أزمة البطاطس فعلا بكم ألف طن من المخزنة لدي التجار في ثلاجات التخزين ؟وهل استطاعت عشرات اللقطات التي نشرت أن تحقق التوازن في الأسعار بعدما أصابها السعار؟ بالطبع لا تستهدف كلماتي أبدا التقليل من جهود جادة لأجهزة الرصد والرقابة والمداهمة التي تعلم الصغيرة قبل الكبيرة،لكنني بالطبع أرمي إلي معالجة المنظومة المتحكمة في هذا المحصول الاستراتيجي الذي كان إلي شهور قريبة هو الجناح الآخر لتغذية الفقير مع الفول. أتذكر - وأنا من أكبر قرية منتجة للبطاطس في مصر - كيف كانت التقاوي زمان تأتي عن طريق الجمعية الزراعية بشكائرها الخيش المختومة بالرصاص علامة الأمان لتوزيعها بمعرفة وزارة الزراعة،أو علي الأقل تحت إشرافها.وأتذكر أيضا أنه كانت هناك جمعية لمنتجي البطاطس ومصدريها أصابها الوباء واختفت في ظروف غامضة أيام مبارك ووزيره يوسف والي،وبعدها لعب الاحتكار دوره وكبار التجار المعدودين لعبتهم بمباركة وتطنيش الحكومات المتعاقبة التي لم تكن تتدخل. أحد القراء وهو الصديق محمد عاشور من قريتي أرسل لي ردا علي صفحتي يتناول الأزمة وأسبابها كما يعيشها مزارعو البطاطس من الأهالي، وليس من المافيا التي تزرع آلاف الأفدنة..كتب يقول : عما قريب ستأتي تقاوي البطاطس المستوردة ب 20 ألفا و30 ألفا للطن فهل ستتدخل الحكومة في تحديد سعر التقاوي ومراقبة تجار التقاوي والمحتكرين ؟كلا، ثم كلا بل سنسمع من وزير الزراعه كما سمعنا قبلا »اللي عاجبه يزرع واللي معهوش ميلزموش» والسبب في ازمة البطاطس هذا العام التقاوي المستوردة يحتكرها أسماء محددة من المصدرين، ويحددون سعرها كما يحلو لهم ولم تخضع التقاوي هذا العام للفحص الكامل فكانت معظم التقاوي مفيرسة وكانت النتيجة أن المحصول كان النصف من كل عام، ومع ارتفاع التكلفة المهولة من تقاوي وسماد ومبيدات وخلافه وقلة الإنتاج بمعدل النصف كان هذا هو النتيجه الحتمية وكان هذا السعر المغالي فيه متوقعا منذ بداية العام... انتهي كلام القارئ الذي يؤكد كمزارع أن وزارة الزراعة هي المسئول الأول عما جري،وأضيف إليه أنها ليست مسئولية هذا العام فقط بل نتيجة تراكم إطلاق يد المحتكرين لسوق التقاوي والأسمدة والمبيدات والأدوية المضادة،وكم من مرة فرض المحتكرون علي الفلاحين تقاوي فاسدة واحتكروا لأراضيهم الشاسعة أجود الأنواع تحملا وإنتاجية،ووصل الأمر إلي بوار آلاف الأفدنة بعد زراعتها بتلك التقاوي واضطر الفلاحون لإعادة زراعة أراضيهم بتقاوي من السوق السوداء ضاعفت خسارتهم، وتضاعفت مليارات المحتكرين،وتضاعف إهمال الوزارة للفلاح والمحاصيل الغذائية الاستراتيجية ودفع المواطن ثمن الفاتورة مضاعفا. الحملات التي صادرت البطاطس من الثلاجات تستطيع العلاج مبكرا والقضاء علي أسباب واضحة ومعلومة للجميع.. وقديما قالوا الوقاية خير من العلاج.