يقف ممسكا مقصه الحديدي وبابتسامته الصافية يستقبل سامح سلام زبائنه بصالونه بشارع الهرم منذ اكثر من 15 عاما.. يعمل بجد وعرق من اجل لقمه العيش.. وفي ذات مرة وهو يتابع احد فيديوهات الفيسبوك لأحد اصدقاء مهنته في دولة العراق الشقيقة وهو يقوم بتركيب باروكة لطفل مريض بالسرطان، وتأثر سامح بهذا الفيديو وبالأخص بعدما شاهد فرحة الطفل العراقي فقرر خوض نفس التجربة في مصر، وبابتسامته الحنونة قرر سامح تطبيق مقولة: »عندما تصبح نعمك التي تملكها حلمًا لغيرك، حينها ستدرك تفاهة هذا العالم» وقام بمساعدة الأطفال المصابين بالسرطان وتركيب »باروكة» لكل طفل بالمجان فوالدي يعمل علي غزل الشعر وصناعة الباروكات وبيعها وعندما عرضت عليه فكرة مساعدة أطفال مرضي السرطان أقدم علي مساعدتي في جلب شبك الباروكة من المستوردين وكان حظي حلو أن والدي بيصنعها وبيبعها ودا وفرلي اموال كثيرة لأن سعر الباروكة بيعدي الألفين جنيه. »حاولت أخفف عنهم الألم النفسي والجسدي اللي بيشعروا بيه شوية علشان يقدروا يعيشوا سعداء ولو بشكل بسيط فهناك احتمال بأن هذه الابتسامة تولد او تحفز من هرموناته ليحارب المرض» بهذه الكلمات بدأ سامح حديثه عن الطفل شريف مصاب السرطان والذي قرر مساعدته وادخال الفرحة والسرور علي قلبه، فقد عاش الطفل شريف رحلة معاناة مع العلاج الكيماوي والذي افقده شعره، واضاف سامح : »كنت اقوم بكتابة بوستات علي فيس بوك وكمان بروح أزور مستشفيات بتعالج مرضي السرطان مثل »مستشفي 57357 لعلاج أطفال مرضي السرطان ومعهد الأورام»، وأوضح سلام أنه استشار الأطباء في الخامة الأفضل للشعر الاصطناعي حتي لا يسبب مشاكل لبشرة الأطفال، ونصحوه بتركيب »الفايبر»، وبسبب ذلك قابلت أكثر من حالة وركبت ل 4 حالات باروكات مجانًا.. ومن ضمن هذه الحالات الطفل شريف والذي كان لقائي مع والده في المستشفي وعرضت عليه الفكرة ورحب جدًا بها»، فقلت لوالده محمد رمضان: مستعد اركب لابنك باروكة ومش هحملك أي تكاليف وفهمته ان دي هتكون هدية منه للولد علشان يرفع من معنوياته».. وبالفعل جاء الطفل الي المحل بشارع ابو الهول بالهرم واثناء تركيبي للباروكة، اقتطع طرف الحديث وقال لي : »أنا مبسوط جدا أني هيكون عندي شعر»، وبعدها قمت بمشاركة الحدث عبر صور وفيديوهات عبر صفحتي الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك»، ولاقي الفيديو رواجًا كبيرًا وتفاعل معي الكثيرون، وبعد نجاح الفكرة قررت أني لازم أنفذ المبادرة دي عشان أفرح الكثير من الأطفال وأديهم أمل يحاربوا بيه مرضهم وخاصة البنات منهم». ويختتم سلام: »حملة لاسعاد طفل مريض الحملة دي عامة لكل واحد فينا يخرج الانسان اللي جواه ويحاول يسعد ويساعد المحتاج بشكل عام فهي قمة السعادة وبالذات بعدما ترسم الابتسامة علي وجه طفل مريض..... في ناس كتير كلمتني حبين يساعدوا الاطفال دي لي صديق عنده أكاديمية لكرة القدم ويوجد بها سباحة والعاب مستعد يعمل لهم كارنيهات مجاني للدخول اي فرع من فروع الاكاديمية... وكمان اكتر من لاعب كرة قدم صديق لي وعميل عندي متبرعين لهم بباروكات وهدايا مستعدين يخرجوهم ويتصوروا معاهم ومن هنا أقدر أكون وصلت رسالتي».