أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعلاقات الثنائية المتميزة بين مصر والكويت، وأوضح أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين هي مسيرة ممتدة بالتعاون والتفاهم، واصفا العلاقات بأنها تمثل نموذجا يحتذي به للتعاون والأخوة الصادقة بين الدول العربية.. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية ووكالة الأنباء الكويتية ومجلس إدارة جمعية الصحفيين الكويتية بحضور السفير محمد النويخ سفير الكويت بمصر. وقال الرئيس السيسي: »لن تكون مبالغة عندما نقول: إن ما يجمع كل الدول العربية هو مصير مشترك وليس فقط المصالح المعتادة في العلاقات الدولية، فالمصير المشترك يعني أننا في قارب واحد»، مضيفا أن »ما يؤثر علي أحدنا بالخير ينعكس علي الباقين والعكس صحيح». واستذكر في هذا الصدد امتزاج الدماء المصرية والكويتية في حرب السادس من أكتوبر 1973 وحرب الخليج 1991 مشيرا إلي أن ذلك »دليل قاطع علي المصير المشترك وهو الأمر الذي استمر حتي الآن». وأكد السيسي مجددا وقوف مصر قيادة وشعبا مع الكويت مشددا علي أن »أمن الكويت من أمن مصر». وفي رده علي سؤال حول رؤيته لما حدث في عام 2011، قال الرئيس السيسي: إن »ما حدث في المنطقة من أحداث غير مسبوقة عام 2011 كان علاجا خاطئا لتشخيص خاطئ وغير حقيقي». إنارة الطريق وأوضح، أن التشخيص السليم »يتطلب من مثقفي ومستنيري الأمة العربية القيام بدورهم في إنارة الطريق للجموع وللأجيال المقبلة من خلال التوصيف السليم للأوضاع الحقيقية في دولنا». كما اكد الرئيس السيسي »ضرورة المحافظة علي الدولة الوطنية وترسيخ مفهومها في نفوس الأجيال الجديدة كي ينشأوا علي فهم دورها ومسؤولياتها بدقة وواقعية ومن ثم يدركون أهمية الحفاظ عليها وعدم هدم مفهوم وكيان الوطن لصالح كل من يريد ذلك». واضاف: »بالنسبة لمصر فقد رفض الشعب المصري في مشهد تاريخي فريد في 30 يونيو 2013 سيطرة التيارات التي لا تنتمي لعالمنا المعاصر وتريد دفع عجلة الزمن إلي الوراء وفرض رؤيتها الطائفية المغلقة علي أغلبية الشعب». وأضاف أنه »ولأول مرة ربما في التاريخ يخرج الملايين بهذه الغزارة والكثافة إلي الشوارع لينقذوا وطنهم وهويتهم ومقدراتهم». كما قال: »وأنا بمنتهي الوضوح لا أملك إلا تلبية الإرادة الشعبية الواضحة التي تجلت في ثورة 30 يونيو» مشددا علي أن الإرادة الشعبية »أمر لا يرد ونداء يتوجب عليّ تلبيته». وعن جهود مصر في الملف الفلسطيني للتهدئة بين حركة (حماس) وإسرائيل وفي المصالحة الفلسطينية قال الرئيس السيسي: إن السلام بالنسبة لمصر »خيار استراتيجي.. حاربنا من أجل السلام وحافظنا عليه ونبذل أقصي الجهود للتوصل إلي تسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية». وحول الأزمات في سوريا واليمن وليبيا قال الرئيس السيسي: إن »أخطر ما حدث في المنطقة خلال السنوات التي تلت عام 2011 هو انهيار الدولة الوطنية لصالح الميليشيات والتنظيمات الإرهابية وهذا خطر وجودي غير مسبوق». وأشار إلي أن »هذه الدول العربية هي صمام أمان لا غني عنه لتحقيق حياة آمنة لملايين المواطنين، وهذه مقدرات شعوب ولا يمكن العبث بها أو التعامل معها بخفة وعدم جدية». تحسن ملحوظ وعن المعركة ضد الإرهاب في سيناء والوضع الأمني في مصر قال الرئيس السيسي: »هناك تحسن ملموس يشعر به الجميع ونحمد الله علي ذلك» معربا عن الشكر »لأبناء مصر الأشداء الأوفياء من الجيش والشرطة الذين تحملوا الكثير خلال السنوات الماضية». ووجه الرئيس السيسي »تحية من القلب» لأبطال الجيش والشرطة وللشهداء ولأسرهم مشيرا إلي أن هذه التضحيات »الغالية من هؤلاء الأبطال هي السبب الأساسي للتحسن الذي يحدث وسيستمر إن شاء الله، وهو ما يدركه الشعب المصري العظيم الذي يقف وراء قواته المسلحة والشرطة ويدعمهما بلا حدود». وأكد أن لمصر وقيادتها »موقفا واضحا» في التعامل مع هذا الأمر في أنه »لا مكان في مصر لمن يرفع السلاح في وجه المواطنين أو يروعهم أو يرهبهم ولا مكان لمن يرفض التعايش السلمي ولا يؤمن بحق جميع المواطنين في الحياة الآمنة الكريمة». قناعة شعب مصر وشدد علي أن هذه »قناعة شعب مصر التي أكدها أكثر من مرة» مضيفا »وأنا حريص علي تأدية هذه الأمانة». وحول مسيرة التنمية والأوضاع الاقتصادية في ظل المشاريع الضخمة التي تنفذها مصر قال الرئيس السيسي: »لقد نجحنا بفضل الله وبشهادة المؤسسات الدولية في تحقيق العديد من الإنجازات خلال فترة زمنية قياسية حيث تم وما يزال جاريا بناء العديد من المدن الجديدة». وأشار الرئيس السيسي إلي مضي الدولة قدما في عملية إصلاح اقتصادي »جادة ومدروسة كان للشعب المصري الدور الأهم في تحمل نتائجها الصعبة بما لديه من وعي وإدراك لطبيعة المرحلة التي تمر بها مصر». وأكد، أن عملية الإصلاح الاقتصادي »بدأت تؤتي ثمارا يشير إليها التحسن المستمر في المؤشرات الاقتصادية»، ومنها معدل نمو بلغ في العام المالي (2017/ 2018) حوالي 5.3٪ وحجم احتياطي نقدي تجاوز 44 مليار دولار وسط جهود لتخفيض عجز الموازنة إلي أقل من 10٪ من الناتج القومي الإجمالي. ثقة متبادلة وحول استراتيجية مصر إزاء التعامل مع (سد النهضة) الإثيوبي قال الرئيس السيسي: إن »استراتيجيتنا هي التعاون والتعاون البناء وترسيخ الثقة المتبادلة.. عملنا معا لسنوات وتم التقدم في مسارات، ونأمل أن يتم علي جميع المسارات وأرسينا إطارا قويا للثقة والتعاون». وأكد ان العلاقات التي تربط القيادة المصرية مع رئيس الوزراء الإثيوبي طيبة للغاية »وهناك تواصل مستمر ونأمل أن تتقدم الأمور بين الأجهزة الفنية المعنية بحيث يتم تحقيق رؤية القيادتين السياسيتين في مصر وإثيوبيا وهي ضمان حق شعب مصر في الحياة وحق شعب إثيوبيا في تحقيق التنمية» مشددا علي أن هذا هو التزام مصر »وهو ما نعمل علي تحقيقه».
