تزين رواق مجلس الشوري مجموعة من الصور المزيلة بتواريخ، في لوحات تجسد الاحساس بالوطنية والتطور الحقيقي للحياة النيابية في مصر والتي تعد من اقدم البرلمانات في العالم منذ انشاء اول مجلس لشوري النواب عام 6681 في عهد الخديو اسماعيل. وما سبق هذا المجلس من انشاء محمد علي باشا المجلس العالي عام 4281، ثم مجلس المشورة عام 9281. ولكن مجلس شوري النواب برئاسة اسماعيل راغب باشا يعد البداية الحقيقية للمجالس النيابية في مصر. وما بين اسماعيل راغب اول رئيس لمجلس الشوري وصفوت الشريف الرئيس الحالي للمجلس 441 عاما من مشوار الحياة النيابية والسياسية في مصر لسبعة وعشرين رئيسا الذين تزين صورهم رواق هذا المجلس العريق.. الذي سيظل ذا المكانة الخاصة في نفوس المصريين قدم صورة حقيقية لتاريخ مصر وكمنارة بالمنطقة والعالم وعطاء ابنائها من حكماء وشيوخ الامة من نواب المجلس.. والذي مر بمراحل تاريخية ووقفات في حياة مصر حتي تم تشكيل مجلس الامة بعد الثورة عام 75، ثم اعيد تكوين مجلس الشوري مرة ثانية وعقد اول اجتماع له عام 0891. وفي 62 مارس 7002 حقق المجلس اول تطور مهم في نظام عمله بعد التعديل الدستوري الذي اضفي علي المجلس قوة دستورية وتشريعية في حياتنا البرلمانية والسياسية. هذه المقدمة التاريخية التي طالت كانت من الضرورة لنعرف قدر المرحلة الجديدة التي يخوضها مجلس الشوري، من لحظة فتح باب الترشيح للتجديد النصفي لعضوية المجلس منذ امس. انتخابات تأتي في ظل ظروف راهنة تموج فيها مصر بالعديد من التيارات السياسية وحركات المجتمع المدني ومن المنظمات والجمعيات الاهلية وقوي الدعوة إلي التغيير.. وما يواكب ذلك كله من اختلاط الرؤي والفكر علي الساحة الاعلامية من صحافة وفضائيات. لا تنشغل بدورها الجاد في تنوير المواطن، والموضوعية في المناقشة للموضوعات والقضايا المطروحة بقدر السعي إلي تقديم المنافسة الاعلامية القائمة علي الاثارة والتشويش، في الانتخابات القادمة اكثر من الحرص علي المصلحة العامة وحث المواطنين علي الاختيار الصحيح لمن يمثلهم في المجلس وضرورة اقباله علي التصويت ودعم المشاركة السياسية لعامة الناس. وتغيير مفاهيم كانت سائدة سابقا والكثير منها صحيح للاسف ان صوت المواطن لن يقدم أو يؤخر، وان الانتخابات يشوبها التزوير أو تزييف ارادة المواطن. تغيير هذا المفهوم ودعم الاسس التي يجب ان تنطلق علي اساسها الفترة القادمة يجب ان تكون منبرا لنا جميعا ناخبين ومرشحين واحزابا كل القوي السياسية والاعلامية كمرحلة جديدة من العمل الوطني. يبني علي ما شهدته مصر من انطلاقة حقيقية في حياتنا السياسية والديمقراطية تمت علي مراحل عدة مع التعديلات الدستورية والتشريعات القانونية خاصة في ظل الضمانات الحقيقية التي اطلقها الرئيس حسني مبارك لاستكمال هذه المسيرة.. ماذا يجب علينا ان نفعله وما هي المحاذير التي يجب ألا ننزلق إليها؟. هذا حديث اخر ان شاء الله.