ما وقع باستاد القاهرة اول امس خلال وبعد مباراة كيما اسوان مع الاهلي في كأس مصر كارثة مجتمعية بكل المقاييس.. انفلات وهياج انفعالي بكل المعايير تجاوز سلوكي وتهور اخلاقي علي كافة الحضور الملاعب والاستادات والمدرجات لم يتم انشاؤها واقامتها لتشهد مصادمات وتكون مسرحا لصراعات ومواجهات دامية الثروات القومية التي انفقت علي هذه المؤسسات لا يجب ان تكون عرضة للاهدار . الدماء الذكية والثروة البشرية والارواح النقية لابد من صيانتها والمحافظة عليها.. الاسر والعائلات التي تفرز وتقدم للمجتمع خيرة ابنائها من الضروري الا تواجه الشتات والضياع وتلاحق ابناءها في السجون او وهم يتعرضون للحجز ويخضعون للتحقيقات..وحتي لا نعتمد فيما نقوله علي رؤيتنا الخاصة التي تدين الطرفين تعالوا نطالع بعض اصحاب الرؤي الثاقبة والاراء المستنيرة. كارثة مجتمعية يقول المهندس حسين صبور رئيس مجلس ادارة نادي الصيد ان هذه الظاهرة الانفلاتية كارثة مجتمعية وانفلات سلوكي واخلاقي ليس له ما يبرره سوي انه خاضع للحالة الهائة والمائجة التي تشهدها الساحة المحلية حاليا خروج بعض الناس عن حدود اللائق والمقبول في التعبير عن رأيهم ومشاعرهم ولجوئهم للتدمير والتكسير والتوليع ثم تعرضهم للايذاء والملاحقات القانونية امر لا يتفق مع التمدين والتحضر الذي تنشده ثوريتنا وعراقتنا . اين الحرية؟! ويقول د. طه اسماعيل الخبير بالاتحادين الدولي والافريقي اري في العنف المبالغ من الجهاز الشرطي ضد جمهور الالتراس الاهلوي جريمة انسانية غير مقبولة في مجتمع متحضر فالجمهور من حقه ان يهتف ويعبر عن رأيه حتي لو كان هذا التعبير مخالفا لرأي الدولة او الحكومة وطالما انه لا يتجاوز في الحدود الكلامية والتعبيرية ولا يلجأ الي استخدام وسائل اخري غير الكلام فلا يجب ان يتعرض للايذاء والضرب المبرح ثم الاعتقال والتحقيق.. فاين الحرية والديمقراطية اللتين يتحدثون عنها ولعلي الاحظ انه لاول مرة منذ فترة ليست بالقصيرة يتم اعتداء من الشرطة علي الجماهير بالمدرجات ولم تكن الجماهير بادئه بالاعتداء.. الشرطة لها سلطات رادعة وواعية لكنها لا يجب ان تستخدم لترويع وارهاب المواطنين.. لابد ان يعلم الجميع ان التجاوز غير مطلوب السياسة لها دخل ما وقع بمدرجات الاستاد ليس حماسا رياضيا بل لعلي اراه تعبيرا سياسيا ورد فعل عما وقع بقاعة محاكمة الرئيس السابق قبلها هكذا يقول اللواء حرب الدهشوري.. اندس في الالتراس الاهلوي بعض العناصر السياسية المحسوبة علي جماعات وقامت بتصعيد هتافاتها لدرجة غير مقبولة ومن ثم تحولت المدرجات من حماسها الرياضي الي انفعالاتها السياسية.. وهذا خروج عن المتداول في الساحة الرياضية وتحول ضد الرياضة لابد وان يسترعي انتباه كل من يعمل في الساحة . وانا اري ان الالتراس شباب متحمس يحتاج الي قيادة فكرية ولابد من التنسيق بينهم وبين الجهات التي يشجعونها اما الشرطة فانا اراها تتحمل فوق طاقاتها وتسعي لاكتساب ثقة الشارع من جديد وتبذل غاية وسعها في استعادة هيبتها