اعترفت روسيا امس بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا كحكومة شرعية في خطوة لتعزيز نفوذها في جهود اعادة الاعمار بعد الحرب وحماية مصالحها الاقتصادية في الدولة المنتجة للنفط. ودعت المجلس إلي القيام بإصلاحات واسعة المدي. كما اعرب وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي عن استعداد بلاده للاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي عندما يشكل حكومة ممثلة لجميع الفئات والطوائف. والجزائر هي البلد الوحيد المجاورة لليبيا في شمال افريقيا التي لم تعترف بعد بالمجلس الانتقالي. واكد مدلسي أن الجزائر لن تمنح حق اللجوء للقذافي نفسه رغم أنها سمحت لزوجته صفية وثلاثة من أبنائه بدخول البلاد هذا الاسبوع.ونفي أيضا اتهامات بأن الجزائر سمحت لمرتزقة تابعين للقذافي ووقود مهرب بدخول ليبيا عبر الحدود الجزائرية.وعندما سئل مدلسي عما اذا كان القذافي موجودا في الجزائر أجاب "من الواضح جدا انه ليس موجودا بها." من جانبه اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان الجزائر تبنت "موقفا ملتبسا" خلال النزاع في ليبيا واعرب عن اسفه لعدم اعتراف السلطات الجزائرية بالمجلس الانتقالي الليبي. جاء ذلك قبل ساعات من بدء مؤتمر "اصدقاء ليبيا" في باريس بهدف رسم الخطوات التالية للمجلس الوطني الانتقالي في مرحلة ما بعد سقوط نظام القذافي، وما يجب أن يقوم به التحالف الدولي لاحقا. ويركز جدول الاعمال المزدحم للاجتماع علي اعادة البناء السياسي والاقتصادي وترغب القوي الغربية في تجنب الاخطاء التي ارتكبت في العراق بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة لكن المحادثات التي تجري علي الهامش ربما تكشف الصراع المبكر علي فرص النفط والبنية الاساسية.ويعطي المؤتمر الذي يشارك فيه وفودا من 60 دولة ومنظمة عالمية المجلس الانتقالي أول منبر لمخاطبة العالم كي يعرض مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي المحادثات خارطة الطريق للمجلس والتي تشمل وضع دستور جديد واجراء انتخابات خلال 18 شهرا وسبل تجنب عمليات الانتقام. وسيلقي لاحقا كلمة في مؤتمر صحفي مسائي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. ورغبة من المجلس الانتقالي في تلبية الاحتياجات الفورية للسكان من المتوقع أن يطالب بالحصول سريعا علي مليارات الدولارات من الاصول الليبية المجمدة في الخارج بعد فرض عقوبات من الاممالمتحدة. وتوقع مسئولون امريكيون ان يطلع المجلس المشاركين في المؤتمر علي جهوده لاخضاع فلول القذافي في مدينتي سرت وسبها وايضا خططه لما سيحدث اذا تم اسر القذافي. واعربت تركيا عن املها في ان يخلص المؤتمر الي اعتراف المجتمع الدولي بالمجلس الانتقالي والي الافراج عن الاموال الليبية.واعلن رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ان بلاده لن تشارك في المؤتمر.