كل سنة وانت طيب. كل سنة ومصر تنشر عطرها علينا جميعا بالخير والمحبة. كل سنة وثورتنا تمضي في طريقها نحو دولة العدل والحرية التي نتمناها ونستحقها. كل سنة ونحن أقدر علي قهر أعدائنا واصلاح أخطائنا وضرب أوكار الفتنة التي تعطل مسيرتنا. كل سنة وانت طيب. ومصر بألف خير. أعرف ان كل ما حولنا يثير القلق ويزيد المخاوف علي وطن لا يستحق إلا الخير.. ولكنها مصر كنانة الله في أرضه.. كم هزمت من غزاة، وكم أسقطت من حكام، وكم انتصرت علي المستحيل، وكم خرجت من أصعب الظروف رافعة رأسها لتؤكد في كل مرة ان من أرادها بسوء قصمه الله. يتكاثر الأعداء الآن في لحظة ارتباك طبيعية بعد الثورة. أعداء الخارج يريدون استنزاف قوانا وقطع الطريق علي استعادة مصر لنفسها وبناء قوتها وفرض واقع جديد يعيد الأمور الي طبيعتها، ويعيد لمصر مكانتها ودورها في المنطقة. يتوهم هؤلاء ان انقسامات الداخل في هذه المرحلة تتيح لهم الفرصة ليضغطوا بكل أوراقهم الاقتصادية والسياسية ثم العسكرية، ويفوتهم ان مصر - في لحظات الخطر - تعبر الخلافات وتتجاوز الانقسام لتتوحد في مواجهة العدو، وفي التصدي للعدوان.. ولعل ما حدث بعد العدوان الاسرائيلي يكون رسالة لعواصم كثيرة حتي لا تخطيء الحساب!! أيضا.. يخطيء الحساب هؤلاء الذين يملأون الدنيا بالضجيج في الداخل، ويفتعلون المعارك، ويتصورون ان الثورة التي اخرجتهم من السجون سوف تسمح لهم بأن يدخلوا مصر كلها في سجونهم التي يقيمونها بالتعصب والكراهية والفهم والمتخلف لأعظم الرسالات السماوية واكثرها تسامحا وايمانا بالعلم والحرية وكرامة الانسان. ولكن ذلك كله لا ينبغي ان ينسينا لحظة واحدة ان روح مصر العظيمة اقوي من كل ذلك وانها ستنتصر حتما علي مؤامرات الخارج وعلي انقسامات الداخل وان الشعب الذي علم الدنيا معني التوحيد وقيمة التحضر لن يسلم قيادة لمن يريد اعادته لظلام القرون الوسطي.. وان اسلام الأزهر لن يستسلم امام اسلام طالبان، وان من يملك تراثا امثال محمد عبده وطه حسين ومشرفة وسيد درويش لن تكون نهايته في كهوف افغانستان.. بل في رحاب التقدم والنهضة والعلم والديمقراطية ومصر التي نحلم بها وطنا للعدل والحرية. كل سنة وانت طيب، ومصر بألف خير، وثورتنا علي طريق النصر بإن الله.