عقد مجلس النواب العراقي أمس جلسة طارئة لبحث تطورات في البصرة جنوبي البلاد بعد يوم من تصاعد حدة المظاهرات الغاضبة وغير المسبوقة حيث قتل ثلاثة أشخاص وأصيب نحو 50 شخصا آخرون بينهم شرطيان ليرتفع بذلك عدد ضحايا الاحتجاجات ضد سوء الخدمات العامة والفساد منذ اندلاعها الثلاثاء الماضي إلي 12 شخصا. وقبل انعقاد الجلسة بساعات أطلق مهاجمون مجهولون أربعة صواريخ كاتيوشا باتجاه مطار البصرة القريب من القنصلية الأمريكية في حين أكد موظفون أن حركة الطيران في المطار لم تتأثر. واشتدت حدة المظاهرات في البصرة خلال الايام الماضية حيث شهدت المحافظة أمس الأول اقتحام محتجين القنصلية الايرانية واضرام النار فيها واحتجاز رهينتين في منشأة نفطية لفترة وجيزة فضلا عن حرق مقار أحزاب سياسية مطالبين بتوفير الخدمات العامة وفي مقدمتها الماء الصالح للشرب والكهرباء والقضاء علي الفساد والبطالة. وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أمام البرلمان أن الوضع في البصرة »خراب سياسي» موضحا أن هناك تحديا يواجه المسئولين في البصرة جزء منه سياسي والجزء الآخر يتعلق بمطالب مشروعة لأهل المحافظة. ووافق العبادي علي استثناء البصرة من بعض الفقرات بقرار تنفيذ الموازنة والقرارات الحكومية مؤكدا أن الفراغ السياسي سبب تفاقم أزمة البصرة والمخربين من خارج المتظاهرين.ودعا بعزل الجوانب السياسية عن الجوانب الأمنية والخدمية في البصرة محذرا من تحول الخلاف إلي اشتباكات مسلحة.. جاء ذلك بعد ساعات من اجتماع طارئ للحكومة أصدر العبادي خلاله أمرا بإحالة القوات الأمنية المسئولة عن حماية المؤسسات العراقية والقنصلية الإيرانية في البصرة إلي التحقيق لعدم قيامهم بواجباتهم في توفير الحماية اللازمة. كما أصدرت قيادة العمليات المشتركة في العراق أوامر بتفويض القوات الأمنية بالتعامل بحزم مع أعمال الشغب في الاحتجاجات. وتقرر فرض حظر التجول بالبصرة من الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي بعد أن أعلنت قيادة عمليات البصرة رفع حظر التجول الذي فرضته أمس الأول.