لدينا القدرة علي صنع النجاح.. ولدينا القدرة أيضا علي صنع المشاكل.. عشت بكل إعزاز بناء أول مركز للمعلومات ودعم القرار لمجلس الوزراء المصري وما تابعته من إنشاء مراكز مماثلة في كل وزارة وكل محافظة وكل مدينة وكل حي وثلث القري المصرية وهيئات ومؤسسات وصل عددها إلي ألف وخمسمائة مركز وعدد العاملين بها إلي ما يقرب من أربعين ألفا وعدد من يتدرب من ابناء المجتمع إلي ثلاثمائة ألف سنويا ويتجاوز عدد مشروعاتها إلي تسعمائة مشروع من حصر ديون مصر إلي الرقم القومي إلي بناء قواعد معلومات وطنية في جميع القطاعات إلي إدخال ونشر الانترنت.. كل هذه المشروعات نقلت مصر من عصر إلي عصر جديد للمعلومات.. وصلت هذه المبادرة إلي القمة وقدرت عالميا بالعديد من المراكز الأولي وأرفع الأوسمة والتقديرات العلمية والعملية ونالت المبادرة تقدير و احترام وحب ومشاركة العديد داخل الوطن وخارجه.. واخرجت من العاملين بها والمشاركين فيها قيادات عديدة رؤساء وزراء ووزراء وقيادات بكل قطاعات الدولة.. وإذا كانت هذه الصفحة مشرفة فما هي قصة اعتصام العاملين بمراكز المعلومات المحلية علي رصيف مجلس الشعب والتي تم حلها بالأمس فقط؟... القصة ببساطة أن هناك قرارا عشوائيا لمسئول سابق- كما هي العادة - أراد بها تحقيق مكسب سياسي وهو قرار- غير مدروس- بتعيين خريجين بمجالات مختلفة ومشروعات في الحكومة السابقة كان منها اقتراح بتعيين مؤقت لمراكز معلومات التنمية المحلية وهي المراكز التي انشئت في المحافظات وكانت أنجح المشروعات التي استحدثت في الثمانينات ونشأت وانتشرت في التسعينات وكان مدير المشروع السيد اللواء رضوان سعيد ورغم ان البعض حارب هذا المشروع إلا أنه للتاريخ قد سانده السيد الرئيس حسني مبارك ورأي نتائجه في محافظات مصر، ولن أنسي زيارته التاريخية لمحافظة سوهاج في مايو 9991 والتي تم فيها لأول مرة الاعلان عما تم في51 عاما في عهده لادخال مصر عصر المعلومات وتقرر عرضه علي المجتمع والعالم في سبتمبر 9991في مشهد لعبور علمي وعملي وانجاز غير مسبوق لدولة سيكتب له ولعصره وكانت من نتائجه المباشرة تغيير حكومة وإنشاء أول وزارة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ثم تعيين رئيس حكومة شارك في إنشاء المركز وتلاه رئيس حكومة آخر من أبناء المركز... يؤسفني ان أري ان نتعامل سطحيا مع قضية المعلومات وقضية عاملين لا ذنب لهم فتح لهم باب التعيين المؤقت ثم بعد ذلك وصل بهم الضغط إلي التظاهر علي رصيف مجلس الشعب لمدة شهر كامل لتلبية حقوقهم المشروعة.. واتساءل ايضا أولا: هل تقوم مراكز المعلومات المحلية بدورها الآن مثلما كانت في التسعينات واستفادت منها مصر ورأي نتائجها العملية مجتمع من أبناء القري والمحافظات إلي رئيس مصر؟، وثانيا: هل يتم تحديث البيانات والمعلومات مثلما كان يحدث في الماضي؟، وثالثا: هل يتم تشجيع العاملين في هذه المراكز وتحفيزهم وفق الانجاز الحقيقي وما هو متعارف عليه من أسس ثواب وعقاب قانوني؟ هل هذه المراكز قاطرة للتنمية أم هي عبء عليها؟ هل هذه الرواتب التي تم رفعها إلي 183 جنيها للمؤهل و023 جنيها هي دعم أمام أسس لعمل حقيقي سيتم الاستفادة به واستثماره لمزيد من النماء للوطن ولمزيد من الدخل للعاملين بها... رأيت كيف يصل ابناء مصر بالقيادة الحكيمة إلي القمة وأري للأسف تم دفع ابناء مصر إلي الرصيف دون قيادة ودون ضمير.. مسئولية هذا تقع علي قيادات سابقة وقيادات حالية أفرغت مراكز المعلومات من رسالتها واصبحت دون محتوي ودون قيادة... إنجازات مراكز المعلومات الثمانينيات والتسعينيات هي التي ساهمت في صنع مصر المعاصرة.. بالمعلومات تتقدم الأمم.. وبغياب المعلومات تنهار الأمم... أحيي السيد اللواء عبدالسلام المحجوب الوزير المخلص »ممثلا للحكومة« والأستاذ الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب للتدخل لحل قضية صنعها وباعها آخرون لم نحاسبهم.. وللحديث بقية.