تستضيف العاصمة الصينيةبكين الاسبوع القادم منتدي التعاون الصيني -الأفريقي ( الفوكاك)، والذي سيشارك فيه رؤساء وقادة الدول الأفريقية وعلي رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويعقد المنتدي للمرة الثالثة لاعطاء دفعة قوية لتنمية العلاقات الثنائية بين الصين والدول الأفريقية، في إطار تحقيق المنفعة المتبادلة والمكسب المشترك للجانبين، وهو الهدف الأسمي الذي تسعي إليه الصين في علاقاتها الخارجية بما تمتلكه من قوة اقتصادية ضخمة يجعلها ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدة، و تعد الصين في الوقت نفسه اكبر شريك تجاري لافريقيا خلال التسع سنوات الماضية علي التوالي، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 170 مليار دولار امريكي العام الماضي. ومن جانبه قال وانج يي وزير الخارجية الصيني خلال مؤتمر صحفي عقده منذ أيام قليلة، أن القمة تهدف إلي بناء علاقات أقوي ومستقبل مصير مشترك والخروج بأربع نتائج، منوهاً إلي أنها ستجدد الدعوة إلي إجماع قوي من أجل بناء مستقبل مشترك بين الصين وأفريقيا، حيث سيعقد حوار وثيق بين القادة الصينيين والأفارقة من أجل وضع توجه استراتيجي للتعاون وإضافة نقاط جديدة تواكب مستجدات الأوضاع ما يسهم في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. ويري السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية السابق( الاتحاد الأفريقي)ان العلاقات بين الصين والدول الأفريقية تعود إلي أزمنة بعيدة، حيث كانت بعض الصلات البحرية والتجارية تربط بعض دول أفريقيا بامبراطوريات الصين علي مر العصور، مشيراً إلي انه في العصر الحديث بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية خلال فترة الخمسينيات، كانت الصين شبه منعزلة الي حد ما، لكنها بدأت قبل عشرين عاما تركز علي القارة الأفريقية، فضلا عن انها استطاعت أن تزيح الدول الاستعمارية القديمة مثل بريطانيا وفرنسا، بالاضافة الي انها اصبحت تنافس الولاياتالمتحدةالأمريكية في علاقتها مع أفريقيا. وحول ما يتردد من قبل الدول الغربية بأن ما تقوم به الصين تجاه القارة الأفريقية من ضخ استثمارات بمليارات الدولارات بشروط ميسرة وغير مرهقة يمثل استحواذا للصين بطريقة او بأخري علي القارة السمراء، علق الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية السابق , قائلا:» فليتنافس المتنافسون »، فأفريقيا مفتوحة أمام الاستثمارات من كل انحاء العالم، وترحب بكل ما يرغب في الاستثمار بها سواء من الدول الأوروبية او الغربية، إلي جانب الدول الأسيوية،مشيراً الي ان الدول الأفريقية سعيدة ومرحبة بالتعاون الصيني، هذا غير قيام الصين بإلغاء ديون كل الدول الأقل نمواً في أفريقيا، وهذه الدول لها ان تصدر منتجاتها للصين دون تعريفات جمركية، كما ان الصين تنشئ مشروعات بفوائد بسيطة وسهلة لا تنافسها دولة اخري. إن التصديق علي انشاء منطقة التجارة الحرة بأفريقيا من قبل الدول الافريقية في المستقبل القريب والتي كانت مصر من أولي الدول التي انضمت لها ، سوف يؤدي الي زيادة كبيرة في الصادرات المصرية الي أفريقيا،وكذلك زيادة الواردات الأفريقية الي مصر، وهنا يأتي دور الاستثمارات الصينية في افريقيا، هكذا أكد السفير احمد حجاج، موضحاَ انه عندما تقوم الصين بانشاء مشروعات مشتركة مع الجانب المصري داخل مصر، فلن يكون هناك ما يمنع من أن تستخدم هذه الاتفاقية في زيادة نفاذ سلع ومنتجات المشروعات المصرية الصينية الي افريقيا، وبذلك اصبحت مصر عامل جذب للاستثمارات الصينية، وهو الهدف الذي نسعي اليه جميعا عن طريق تحقيق المنفعة المتبادلة والتعاون المشترك. وأشار إلي أن الهند ابدت اهتماماً كبيرا ً ايضا للاستثمار في مصر، من أجل التصدير الي افريقيا. ويتوقع السفير حجاج أن عددا كبيرا من قادة ورؤساء افريقيا سيتواجدون خلال القمة،وستكون فرصة لبحث هذا الموضوع، فمصر والدول الافريقية لا ترغب في وجود توتر في العلاقات الدولية لان هذا ليس في مصلحة احد، كما توقع السفير حجاج ان الصين ستعلن خلال القمة عن حزمة جديدة من المشروعات الصينية التي ستقدمها لافريقيا خاصة في مجالات الانشاءات والبنية التحتية والزراعة ومجالات اخري مختلفة. وعلي الرغم من أن الصين تعد واحدة من اكبر الدول النامية –هكذا يردد الصينيون- فهي تري ان افريقيا لديها امكانات، وان التعاون بينهما يمثل فائدة لكلا الجانبين، خاصة ان بكين لديها التكنولوجيا والخبرة والتمويل المطلوب للمساعدة في دعم التنمية في إفريقيا، مع توسيع نشاط الصين الاقتصادي خارج حدودها.. ويقول السفير حجاج إن القمة تأتي في وقت حرج مرتبط بالعلاقات الدولية، حيث الحرب التجارية الدائرة بين الصينوالولاياتالمتحدةالامريكية.