افقيا : عاشوا بيننا..أكلوا طعامنا، بل قاسمونا اللقمة، لكنهم قصموا ظهورنا بالتلصص والتنصت والتجسس علينا. زال جهاز مباحث أمن الدولة، لكن صحفي أمن الدولة لا يزالون يرتعون ويلعبون داخل المؤسسات الصحفية (قومية وحزبية وخاصة). وكما جري نسف هذه البؤرة الفاسدة من جهاز الشرطة، يجب إزالة ونسف هؤلاء الذين تربوا في حجر أمن الدولة وتحولوا من مخبرين صحفيين الي مخبرين وبس. وبدلا من أن يكتبوا التقارير الصحفية لتنشر في صحفهم، كانوا يكتبون التقارير الامنية في وعن زملائهم. حقيقة أنهم شرذمة قليلون فالغالبية من الاطهار، الا أن سم الشرذمة زعاف. هؤلاء المفعول بهم من كتبة أمن الدولة، لم يكونوا القطب السالب فقط في توصيل التقارير الي طالبيها،بل كانوا في نفس الوقت القطب الموجب الذي يأتي بتقارير المباحث لنشرها باعتبارها مواد صحفية، وزاد هؤلاء في تبجحهم الي حد وصف هذه التقارير بأنها "انفراد" او "سبق صحفي" او " ضربة صحفية" في حين كانت ضربة في فلب كل من تواطأ ودلس وخان وباع من أجل دراهم معدودات او مناصب زائلة. فضحوا أنفسهم بهذه التقارير فأصغر صحفي كان يدرك انه لا يمكن ان يكون هناك مصدر واحد علني يمكن اللجوء اليه للحصول علي مثل هذه التقارير الامنية "الصحفية" بل هي مكتوبة ومعدة ومرسلة من أمن الدولة، وكل مهمة الصحفي المرشد ان يمهر التقريرباسمه. وحين رأينا ضباط أمن الدولة يتحكمون فيما ينشر او لا ينشر بل حتي في طريقة النشر، ترحمنا علي أيام طلعت خالد وكيل وزارة الاعلام الاسبق ورئيس مكتب الصحافة المسئول عن ابلاغ الصحف يوميا في السبعينات عما ينشر او لا ينشر. فعلي الاقل كان ذلك يصدر من موظف لا مخبر، وكنا نسمي هذا المكتب تندرا" مكتب حرية الصحافة. بل زاد الامر سوءا ان ضباط امن الدولة بدأوا منذ عام 2000 في الظهور العلني داخل المؤسسات الصحفية، وللاسف فقد تطوع البعض- دون طلب - بالتجسس علي زملائهم ظنا منهم أن هذا هو الطريق الوحيد للصعود لا الكد والاجتهاد. والحمد لله ان زمان الهوان قد ولي. هذا الزمان الذي تحولت فيه مقالات الصحفيين المعارضين الي نوع من"ألاحراز" كالبندقية والرصاصة في جرائم القتل. حدث ذلك مع المناضل الوفدي عبد الفتاح حسن حين فوجيء في السبعينات بالمدعي العام الاشتراكي يفض "أحراز" قضيته وكانت عبارة عن مقال كتبه في مجلة اسبوعية قومية. وهو نفس ما فعله الصحفي "المنتفخ " حين كان مديرا لمكتب جريدة عربية في القاهرة وحرز مقالا لكاتب وأرسله لأمن الدولة . والان ليسمح لي استاذنا جمال الغيطاني أن أختلف معه وأقول انه يجب تطهير المؤسسات الصحفية- ليس فقط القومية بل الخاصة ايضا - من هؤلاء المخبرين الذين لا يزالون يكتبون بين ظهرانينا بل ويعبرون - دون حمرة خجل او ذرة حياء- عن تأييدهم للثورة، أحدهم وهو رئيس تحرير صحيفة اسبوعية معارضة، كان رجل صفوت الشريف وسط صحافة المعارضة. هذا الصحفي وقف يتقلب خلال الثورة بين تأييدها يوما والتملص منها آخر، فأعلن تأييده لمبارك بعد خطابه ليلة موقعة الجمل، وفي يوم آخر نقل كذبا علي لسان وائل غنيم انه يدعو الثوار للعودة لمنازلهم. ونحن لا نقف في طابور من اتهمه "بالقبض" من القذافي وصدام حسين وأمير قطر، ولكن نريد تفسيرا لقيامه بنشر الكتاب الاخضر كملحق للجريدة التي كان يصدرها في التسعينات. يجب تطهير الوسط الصحفي من كل هؤلاء الذين تسببوا في أن يتولي أمورنا - في بعض الاوقات - شرارنا. رأسيا : ننصح الاخ نجيب ساويرس أن يخفف من ثوريته بعض الشيء، خاصة بعد أن اعلن عدد من اعضاء حزبه (المصريين الاحرار) التفكير في الاستقالة ما لم توقف شركة الطيران التي يملكها »اوراسكوم افييشن« للطيرانس رحلاتها الي اسرائيل. كما ان مواقف نجيب اثناء الثورة تدعو للريبة فقد اعلن لتليفزيون بي بي سي ان لديه ( 3"احساسات" (يقصد أحاسيس)، الاحساس الاول ان النظام(يقصد نظام مبارك لان التسجيل اثناء الثورة) جاد في اتخاذ خطوات نحو ديمقراطية حقيقية). ثم وصف النظام بأنه:( وضعه غير سهل، لانه في ظروف أمنية مفككة، جهاز الشرطة تفكك، وانا " مويقن" (يقصد متيقن) ان هناك بالفعل محاولات لزعزعة الموقف الداخلي، محاولات خارجية بالفعل، بتستغل الموقف الحالي، انا عندي قناعة بذلك وعندي معلومات ايضا، بالتالي رأيي الشخصي ان الحل الموجود علي ارض الواقع دلوقتي ان الشباب دول في التحرير ليس هناك قيادة محددة يستطيع الانسان ان يتفاوض معها، المطالبة برحيل الرئيس مبارك مرفوضة من قطاع كبير جدا من الشعب المصري، علي قد ما هم طالببينها، علي قد ما فيه ناس كتيرتانية، وانا زي ما بقولك انا واحد منهم، رافضين ده، عاطفيا، ادبيا، مكانة، عسكريا علي اللي عمله للبلد( يقصد مبارك)، كما ان عهده ما كانش كله سيئات، ما يصحش ان شعب عريق زي ده، يبقي فيه بذاءات وقلة ادب، ودي مش طبيعة شعبنا وانا لا أقبل هذا"). تفريغ طبق الاصل للرابط التالي علي الانترنت : www.youtube.com/watch?v=vEY8fVkUEM