لاشك ان هذا العدوان الصهيوني الغاشم والبربري كما تعود ان يفعل مع كل الجيران لما يتمتع به من سمة العدوانية باعتباره الغاصب والاستعماري، يحتاج إلي وقفة حاسمة تتفق ومكانة الثورة المصرية العظيمة التي اسقطت نظام مبارك الخانع والاستسلامي. وقد رأت إسرائيل في نظام مبارك بل وفي شخصه »الكنز الاستراتيجي« للمصلحة القومية الاسرائيلية والصهيونية، حيث كان الرجل لا يدخر وسعا في استقبال أصدقائه الصهاينة للاتفاق علي كل شئ في عاصمته الخيالية »شرم الشيخ« وبعيدا عن عيون المتلصصين من المعارضة، ولا يدخر وسعا في الاستجابة لكل مطالبهم حتي التفريط في المصلحة العليا للبلاد، والتي تتطلب توجيه تهمة الخيانة العظمي، لهذا الرجل ومساعديه.. فقد استهدفت اسرائيل من وراء هذا العدوان ثلاثة أهداف أساسية هي: 1 اختبار قوة أو جس نبض لنظام ما بعد ثورة 52 يناير. 2 تشتيت الجهود واضطراب الأولويات لاجهاض الثورة. 3 انكشاف ضعف الأمن المصري في سيناء تمكينا للتدخل الأمريكي للتأثير علي توجهات صناع القرار وتأميم سياسات التغيير. ولاشك ان نجاح هذه الأهداف أو فشلها يتوقف علي رد الفعل المصري، ومدي ثبات الشرعية الثورية الجديدة، وانتهاء عصر حسني مبارك المخلوع ونظامه، وسياساته الاستسلامية الخانعة التي فرطت في الدور القيادي لمصر، وقد لوحظ ان رد فعل الحكومة المصرية التي من المفترض انها تحكم باسم الشرعية الثورية، كان »مرتبكا« و»غير متوافق« مع فيضان الشرعية الثورية والدعم الشعبي غير المحدود للحكومة والمجلس العسكري اللذين يحكمان في الفترة الانتقالية، وكان الأمر يستوجب رد فعل قوي يتسم بالمبادرة والشجاعة والحسم والقوة مع اتباع خطوات »التصعيد المحسوب« وتوزيع الأدوار، بما يحول دون تحقيق أي هدف من أهداف هذا العدو المركزي للوطن العربي وفي المقدمة مصر العظيمة. وقد كانت لزيارة رئيس الأركان المصري »سامي عنان« إلي سيناء وللحدود وتوجيه الأمر بالضرب بالنار مباشرة لأي اسرائيلي يقترب من الحدود المصرية أو يبادر بضرب النار علي أي فرد بالجيش المصري، الأثر الطيب لدي قطاعات واسعة من الشعب المصري، وقد قابل ذلك تحركات شعبية كبيرة تجاه مقر السفارة الصهيونية في القاهرة عند كوبري الجامعة وحديقة الحيوان بالجيزة، تطالب بطرد السفير الاسرائيلي وانزال العلم الصهيوني من علي العمارة، ورافقها اعتصام مفتوح لحين القصاص وتلبية مطالب الشعب المصري. وفي ضوء ذلك فإن أجندة عاجلة تفرض نفسها، حتي يتم التفرغ لاقامة نظام سياسي ديمقراطي حقيقي في مصر الثورة، تتضمن ما يلي: 1 اعادة العلاقات الدبلوماسية فورا مع إيران، ليكون هذا القرار أكبر لطمة لإسرائيل وأمريكا. 2 سحب السفير المصري من تل أبيب وتجميد العلاقات بين البلدين. 3 طرد السفير الصهيوني من القاهرة ووقف مشروع الكويز. 4 وقف تصدير الغاز لاسرائيل مهما كانت التبعات. 5 تجميد اتفاقية كامب ديفيد تمهيدا لإلغائها واستبدالها باتفاقية حدود مشتركة تضم »مصر/ فلسطين/ إسرائيل«. 6 اسمرار قوات الطوارئ الدولية علي الحدود بين الدول الثلاث. 7 فتح جميع الملفات العالقة مع إسرائيل ومنها ملف التعويضات عن استغلال اسرائيل لبترول سيناء خلال فترة الاحتلال بعد 7691 وحتي عام 2891، وكذلك ملف المحاكمات والتعويضات عن مذابح الأسري المصريين التي ارتكبها قادة اسرائيل خلال حروب »6591، 7691، 3791« وكذلك ملف الاغتيال المصري لقيادات فلسطين، والاغتيال العمدي لعدد من المصريين علي الحدود، والثابت »استشهاد 32 مواطنا وعسكريا مصريا واصابة 12 مواطنا في الفترة من »4002 - أغسطس 1102« فقط وكل الحالات المشابهة، وكذلك فتح ملف اغتيال عدد من علماء مصر ومنهم د. المشد، د. حامد ربيع، وآخرين. وعلي الجانب الآخر، فإن أجندة الثورة العاجلة تتطلب في ظل تحديات علي الجبهة المصرية الاسرائيلية الفلسطينية حسبما ظهر مؤخرا ما يلي: 1 الاسراع في تحديد النظام الانتخابي طبقا لما استقر عليه جميع القوي السياسية »نظام انتخابي بالقائمة النسبية غير المشروطة والمغلقة«، وتوزيع الدوائر حسبما توافق هؤلاء، واستبعاد نظام التزاوج بين القائمة والفردي، لأنه نظام مشبوه يستهدف اعادة الحياة لنظام مبارك. 2 تحديد برنامج زمني للفترة القادمة، يبدأ بانتخابات مجلس الشعب فقط، في شهر فبراير 2102م، حتي لو تم الاعلان عن ذلك بنهاية سبتمبر 1102م، حتي يتيسر احاطة الناخب المصري بالنظام الجديد. 3 التطهير الشامل والكامل لكل رموز نظام مبارك، علي المستوي التنفيذي والسياسي، وسبق ايضاح ذلك من قبل وذلك قبل بدء الانتخابات البرلمانية، وفورا حتي يتم تهيئة البيئة السياسية الملائمة للانتخابات. 4 استمرار مكافحة الفساد وتشكيل هيئة تحقيق مستقلة لانهاء هذا الملف. 5 سرعة اصدار وثيقة مطمئنة للجميع كمبادئ عامة للدستور تراعي عند اعداد الدستور. 6 وحدة القوي السياسية علي هذا البرنامج، احتراما للثورة ودم الشهداء. وأخيرا، فان بناء النظام الديمقراطي الحقيقي هو أكبر وأقوي الأسلحة في مواجهة إسرائيل وعدوانها.