لو بحثنا ونقبنا في صفحات التاريخ منذ أن بدأت الخليقة لن نجد قوما يحبون الأذي قولا وفعلا مثل بني إسرائيل. بنو إسرائيل تأخذ جانبا كبيرا من سور القرآن حيث توضح آياته علاقتهم بأنبيائهم ما بين التكذيب والتنكيل والقتل والهروب من ميدان المعركة لأنهم لا يملكون شجاعة الرجال ومواجهة الأعداء. وقد فعلوا هذا مع نبي الله موسي عليه السلام كما حارب نفر قليل منهم مع سيدنا داود. بنو إسرائيل تملك من صفات الخسة والنذالة حتي وأنت تدعوهم للهداية والصبر لا يتخلون عن هذه الصفات ويكفي قولهم لسيدنا موسي »قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا« وهو يدعوهم للصبر علي البلاء حتي ينالوا الجزاء الأوفر من الله عز وجل. ما حدث في سيناء من قتل لجنودنا ليس بعيداً عن هذه الصفات البذيئة التي يملكها بنو إسرائيل وكالعادة وكما كان يحدث إبان النظام السابق ستردد مقولة انه قتل خطأ وبلا دية! إسرائيل هي المستفيدة علي الإطلاق من هذا الحادث فقد أطلقت آلة المكر لتحقيق أكثر من هدف بضربة واحدة، منها حماية نتنياهو من السقوط بسبب الاعتصامات التي بدأت تواجهه مطالبة بزيادة الأجور وتحسين الأحوال المعيشية في وقت تزيد فيه ميزانية وزارة الدفاع لأن المذهب الصهيوني مذهب حرب وليس سلام سواء لشعبه أو للآخرين ولتعيد كسر الهدنة مع حماس لتعاود الحرب علي غزة بزعم ان المقاومة الشعبية هي المسئولة عن هذا الحادث وأخذت تردد ان المسلحين الذين أطلقوا النار والصواريخ جاءوا من غزة ومن ناحية أخري تختبر رد فعل القيادة المصرية بعد الثورة.. هل هو امتداد لما سبق وتعودت عليه من غض الطرف عما تفعله إسرائيل بجنودنا وضباطنا علي الحدود من قتل وجرح لهم وللتشويش علي رد الفعل فقد ذكر رئيس المخابرات الحربية في إسرائيل أثناء أحداث العريش أن الأمن في سيناء يواجه صعوبات جمة وهذا بالتالي يؤثر علي أمن إسرائيل والتقط باراك وزير الدفاع طرف الخيط بمجرد أن وقع الحادث وأكد علي كلام رئيس مخابراته بأن الحادث يؤكد ضعف سيطرة مصر علي صحراء سيناء مما يستدعي الاستعانة بوحدات من قوات الجيش الإسرائيلي علي الحدود مع مصر وتكثيف تواجدها وتحريك آلياتها العسكرية وطائراتها حتي وإن اخترقت تلك الحدود، وقد تم ذلك حيث تحركت القوة العسكرية والطائرات لتمشيط الحدود الإسرائيلية المصرية فأصابت جنودنا وضباطنا ولا أدري من أين لإسرائيل هذه السرعة الفائقة بمجرد أن وقع الحادث اللهم إلا إذا كانت علي علم به وتركته لتحقق أهدافها وما خفي كان أعظم. أيضا الآلة الدعائية الإسرائيلية نجحت في تصدير وجهة نظرها للعالم لدرجة جعلت قادة بعض الدول تطلب من مصر الاهتمام بالأمن في سيناء لأن هذا يعرض السلام مع إسرائيل للخطر وهذا بالتالي يعطي الحق لإسرائيل أن تعود إلي سيناء لحماية السلام وليس للاحتلال! نحن ساهمنا بقدر كبير في تفعيل المكر الإسرائيلي بأن جعلنا جيشنا ينشغل بالوضع الداخلي بعد الثورة بأكثر مما يجب. هل هذا معقول .. إننا بحاجة ماسة إلي الوقوف صفاً واحداً مع جيشنا لنرد كيد المعتدين إلي نحورهم ولنؤكد لهم ما جاء في الآية الكريمة »يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين«. يا بني إسرائيل نحن نعلم انكم الأذي بعينه ولكننا نخبركم بأن للصبر حدود علي أذاكم وفي صد عدوانكم لنا عناوين تعلمونها جيدا. البطل الذي أنزل العلم الإسرائيلي من السفارة ورفع العلم المصري مكانه، ما هو إلا رسالة قصيرة المدي كبيرة المعني لما يمكن أن يكون عليه رد الفعل المصري إزاء غطرسة واستهتار إسرائيل بأمننا.