الأبرياء والبسطاء وحدهم هم الذين اندهشوا من الأنباء التي خرجت من الكويت منذ أيام عن كشفه شبكة تجسس إيرانية داخل الأراضي الكويتية تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني.. نفس الأبرياء والبسطاء »سياسياً« الذين عمدوا إلي إسقاط واقعة احتلال إيران لثلاث جزر إماراتية، ثم برروا حرب السنوات الثمانية بين إيران والعراق علي أنها عدوان من جانب صدام حسين! وبعد ذلك عندما عاثت إيران فساداً في الأراضي العراقية، بعد الغزو الأمريكي، تصور هؤلاء البسطاء أن إيران تساعد العراق وتسانده ضد »الشيطان الأكبر«!! أما عن التكنيك الذي تلجأ إليه إيران للتغطية علي مخططها العدواني تجاه دول الخليج فإنه كما جاء أمس الأول علي لسان راحين مهمان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الذي أعلن في تعقيبه علي ردود الفعل الكويتية حول شبكة التجسس الإيرانية، أعلن السيد راحين مهمان »أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة! وتأتي في إطار الحرب الاعلامية التي ترمي إلي بث الفرقة فيما بين الدول الإسلامية!! وأن هذه المزاعم تهدف إلي صرف أنظار الجماهير العربية والإسلامية عن الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة »إسرائيل طبعاً«!!! وفي ذلك فنحن لا نختلف أبداً مع السيد راحين مهمان في تلك الجزئية الخاصة بأن إسرائيل تمثل خطراً حقيقياً يهدد المنطقة.. لا نختلف أبداً في ذلك، ولكن في الوقت ذاته فإن العقلاء من بيننا يرون أن إيران الثورة تمثل نفس الخطر الذي يهدد المنطقة العربية، وإن كان خطر إسرائيل صريحاً وواضحاً، فإن خطر إيران يلتحف بمذهب »التقية« الذي برع فيه الملالي، أما من هم أكثر حكمة وعقلاً في أرجاء العالم العربي فإنهم أيقنوا منذ فترة طويلة أن طهران تستغل عدوان وانتهاكات إسرائيل للتغطية علي انتهاكات إيران التي بدأت بالامارات، والعراق، وأخيراً الكويت.. والبقية تأتي!