المشهد داخل القفص لا يوحي بالاطمئنان.. جمال مبارك من الواضح انه ضمن المحاكمة أو هكذا سولت له نفسه بناء علي ما يسمعه من محاميه فريد الديب فتحرك داخل القفص ولوح بيديه واستفز الناس بحركاته.. بعض المحامين من دفاع الرئيس المخلوع هتفوا له من القاعة فتصور الوريث انه نال البراءة.. مؤكد ان هذا المشهد مرتبط بالمشهد الآخر خارج أكاديمية الشرطة حيث اعتدي بلطجية النظام السابق من مؤيدي مبارك علي أهالي الشهداء والمصابين وضربوهم بالزجاجات الحارقة وزجاجات الشطة والاسلحة البيضاء والسيوف والصواعق الكهربائية.. ما بين المشهدين يعكس إلي حد كبير حالة الاطمئنان التي ظهر عليها مبارك ونجلاه في محاكمة الأمس خاصة أن التهم التي يحاكمون عليها امام المحكمة هي تهم بسيطة ممكن أن يخرجوا منها بسهولة مثل الشعرة من العجينة فالقاضي يحكم علي الأوراق التي امامه ولا يحكم طبقا لمؤثرات خارجية ولا تحكمه هتافات الشارع أو المظاهرات.. لا يتأثر القاضي بما يدور حوله ولذا فإن بالامكان ان يخرج مبارك ونجلاه من هذه الاتهامات.. نحن لم نحاكم مبارك علي الفساد الذي أحدثه في مصر وتدمير اقتصادها وزراعتها ومصانعها وصناعاتها وتدمير شبابها الذين ذهب منهم العشرات ضحايا لأسماك القرش في البحر وهم يتسللون عبر البحر المتوسط الي أوروبا.. نحن لم نحاكم جمال علي افساده الحياة السياسية والبرلمانية وتزويج المال بالسلطة واستغلال النفوذ وتدخله في تعيين الوزراء وسرقته لأموال مصر وكذلك نحن لم نحاكم علاء مبارك علي نهب مئات الملايين من البورصة والسمسرة واستغلال النفوذ .. نحن نحاكمهم علي تهم بعيدة تماما عما فعلوه بهذا الشعب الذي أوصله أبوهم المخلوع الي ما تحت خط الفقر! أما الشئ المستغرب حتي الان فهو ترك الزوجة التي خططت وعمدت علي مدي سنوات طويلة لتوريث حكم مصر لابنها المدلل فهي بدون تهمة حتي الآن.. لم يقترب منها احد وما تزال حرة طليقة ويكفيها تهمة واحدة فقط وهي تعيين حصة من الوزراء بمعرفتها وقد أفسدت وأفسدوا وزاراتهم والعاملين معهم وتربحوا من وظائفهم وكانوا في حمايتها آمنين.. كل ما نتمناه ان تنضم سوزان ثابت الي المتهمين قريبا حتي تنال عقابها علي الأرض قبل أن تنال عقاب السماء فلن ينجو آل مبارك من هذا العقاب حتي وان هتف المئات من الفلول والمستفيدين اسفين ياريس ! مين يعدي الأول! ماذا حدث للناس.. أصبح أهل المحروسة أكثر عنفا وشراسة.. الاسلحة النارية والسنج والسيوف أصبحت لغة الحوار بين الناس في الشوارع وعلي أتفه الاسباب.. مين يعدي الأول.. عبارة قد تشعل معركة بالآلي والمولوتوف.. علي رأي صديقي المهندس زكريا والمحاسب منير.. أحنا فراعنة ومحتاجين دكتاتور يحكمنا لاننا نحن الذين نصنعه ونسبغ عليه من الالقاب ما لا يعد ولا يحصي! قد لا أتفق مع صديقي بعد ثورة 25 يناير فقد ذهب الدكتاتور بلا رجعة ولن يعود وأعتقد انه لم يعد مسموحا في مصر أن يصعد الي الحكم أي دكتاتور جديد !