مع كل التقدير لقضائنا العادل، فإن شهداء الثورة الاعزاء يستحقون ماهو أفضل بكثير في محاكمة الرئيس المخلوع وأركان نظامه.. خارج قاعات المحاكمة.. من غير المفهوم ان نترك بلطجية النظام السابق يعتدون علي أسر الشهداء ويحاولون إفساد كل شيء، بينما بعض رجال الامن يلتزمون بالحياد »!!« وكأننا في مباراة لكرة القدم نطالب فيها المتنافسين بالتمسك بالروح الرياضية ونناشد فيها شباب »الالتراس« بعدم اطلاق الصواريخ!! نحن هنا أمام دماء طاهرة سالت علي ارض الوطن فأنبتت الثورة، بينما علي الجانب الآخر قتلة ومجرمون ينتظرون القصاص منهم، وفلول تبذل كل جهدها لافساد المحاكمة وتعطيل العدالة والانتقام من أسر الشهداء.. فهل تنتظر اجهزة الأمن أن يذهب الألوف من شباب الثورة نجوا من رصاص القتلة لكي يردوا بأنفسهم علي البلطجية ويلقنوهم الدرس المفترض في احترام الشهداء. أما داخل القاعة. ورغم الحسم الذي أبدته هيئة المحكمة الموقرة، ورغم انضمام عدد من كبار المحامين لهيئة الدفاع الممثلة لاسر الشهداء، ورغم جهود نقيب المحامين السابق سامح عاشور ورفاقه لانقاذ الموقف، رغم كل ذلك فمازال مشهد هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني لايليق، ومازالت تصرفات بعض السادة المحامين تمثل اهانة للشهداء!! كان الخطأ من البداية.. حين غاب كبار المحامين عن أشرف مهمة يمكن ان يقوموا بها. ولم يتحركوا الا بعد أن شاهد الجميع الأداء المتردي للدفاع الممثل لاسر الشهداء والمصابين في أولي جلسات محاكمة مبارك. ورغم الجهود التي بذلت فمازال مطلوبا المزيد من التنظيم لهيئة الدفاع الممثل لاسر الشهداء، لنجد رموز المحاماة وهم يقودون العملية علي اتم وجه، حتي ونحن نعرف ان الدور الاساسي في المحاكمة هو للنيابة العامة، وأن مهمة هذه الهيئة في هذه المرحلة هي مساعدة النيابة في اثبات الاتهامات، ولكن هذا لايمكن ان يتم في ظل ماشاهدناه من »البعض« الذي جاء باسم الشهداء لكي يظهر فقط في التليفزيون، او لكي يسيء لهيئة الدفاع الممثلة للمدعين بالحق المدني من اسر الشهداء والمصابين، أو لكي يتصرف وكأنه يدافع عن القتلة وليس للقصاص منهم!!