بيان غريب خرج مؤخرا من مدينة رفح بسيناء يعلن انشاء لجان من السلفيين لفض المنازعات بين اهالي سيناء وإعادة الحق لأصحابه.. الكلام جميل ومقبول.. لكن غير المقبول علي الاطلاق والمخيف أن أصحاب الدعوة من قادة السلفيين بأرض الفيروز أكدوا أن هذه اللجان ستعمل من خلال محاكم شرعية وبديلا للجان العرفية المعروفة لدي البدو .. وستلجأ إألي القوة اذا تطلب الأمر لتنفيذ أحكامها بين المواطنين وهنا مكمن الخطر..كيف ستحكم وتدار تلك المحاكم.. وما معني استخدام القوة لتنفيذ أحكامها مع تأكيد مشايخ الصوفية وجود الآلاف من الشباب المسلح يمثلون الذراع القوية لتنفيذ أحكام اللجان.. بالطبع لا اعتراض لنا علي المشاركة المجتمعية لأي فصيل.. لكن الخطأ والخطر أن ينصب احد نفسه بديلا للشرعية حتي ولو كانت تلك الشرعية اهلية وعرفية ارتضاها الناس منذ عقود..ثم أن استخدام القوة من غير الحكومة - حتي ان غابت الأجهزة الأمنية - يعد بالغ الخطورة ودعوة للفوضي ومع تقديرنا للأهداف النبيلة التي أعلنتها تلك اللجان .. لكن يجب ألا ننسي أن الجماعات التي اتخذت من الإسلام ذريعة لممارسة العنف لسنوات طويلة واساءت للإسلام والمسلمين.. خرجت من عباءة دعوات اسلامية هادئة ووديعة.. ويجب ألا نغفل الحديث الدائر حتي ولو مجرد كلام عن تحويل سيناء لامارة اسلامية! سيناء لا تحتمل المجازفات .. متي تدخل الدولة لتفرض سطوتها حماية لسيناء وأهلها من الخطر القادم من الداخل؟!