حشد كبير من البدو حضر لعرض مشاكلهم ومطالبهم لصحفىى » الأخبار (انتبه !! انت في سيناء وبالتحديد في رفح علي الحدود الشرقية لمصر.. لاتنظر امامك او خلفك ولكن دقق النظر جيدا في الجبال والصحراء المحيطة بك .. حتي تتجنب عبور مناطق غير مسموح بها ,ليس هذا اجراء امنيا لكنها اجراءات اعلنتها قبائل رفح لدخول اراضيها ( المحررة ) علي حد قولهم .. امسك بطاقتك الشخصية بيدك وارفع كاميرتك واخبرهم ان دليلك الشيخ حسن عتيق احد افراد قبيلة الرميلات .. اذا حاول احد سؤالك عن سبب دخولك رفح .. اخبره انك جئت لاخذ الواجب ولاتتحدث بعدها .. هذه هي الرسالة التي ارسلها لنا الشيخ حسن عبر الهاتف المحمول بعد ان اخبرناه اننا جئنا للجلوس مع قبائل رفح لمعرفة مطالبهم وتوصيلها الي المسئولين في الحكومة . »قرية الحسينات« كانت المكان المتفق عليه لاجراء المقابلة تبعد عن الحدود الشرقية لمصر عشرة كيلو مترات تحيط بها اشجار الموالح من كل الاتجاهات.. وتزينها الجبال الخضراء .. قرية اكثر مايمكن وصفها انها جنة آمنة.. سكانها هادئون.. نظامها الامني والقضائي تحكمه العادات والتقاليد والقضاء العرفي.. اهلها كرماء.. لكن نفوسهم حزينة وناقمة علي النظام السابق بكل فلوله من امن الي مسئولين في المجالس المحلية . علمنا من الشيخ حسن الذي استقبلنا في مدخل القرية ان هذه القبائل حضرت لامرين الاول من اجل الاحتفال بخروج اثنين من ابناء الشيخ عطا الله عودة احد شيوخ قبائل رفح من السجن بعد ان برأتهم محكمة النقض من الحكم الصادر ضدهم بالحبس 25 سنة بسبب مشاجرة نتج عنها متوفي وعدد من المصابين.. اما السبب الثاني فهو قدومنا لرصد مشاكل اهل القرية. »نحن وطنيون« (ياإخوتي قبل ان ترصدوا مشاكلنا يجب ان تعرفوا وطنيتنا وحبنا لمصر.. نحن غاضبون من النظام السابق واعلامه.. غاضبون من كل من اتهمنا زورا وألقي كل مشاكل العالم علي كاهلنا.. واكتبوا هذه الرسالة وعلي مسئوليتنا اذا حملت الحكومة علم السلام فنحن اول من نرفع غصن الزيتون.. واذا اعلنت الحرب فنحن اول من يرفع السلاح) هكذا خاطبنا مشايخ البدو في كلمات مقتضبة.. بدأها الشيخ محمد الكاشف وهو برلماني سابق لمدة 3 دورات.. حيث اكد ان قبائل البدو ومشايخها حموا مصر وحدودها وقت ثورة 25 يناير بعد ان انسحبت الشرطة من مواقعها.. وقفوا باسلحتهم وباجسادهم دروعا امام اطماع اي مستعمر يهودي يحاول او يفكر في دخول مصر.. ياأخي نحن وطنيون يكفينا اننا نقع في منطقة ذات اطماع من كل الاتجاهات.. قبائل البدو لايحزنها سوي هذه الصورة المغلوطة التي نقلها الاعلام الرسمي طيلة الاعوام الماضية.. هم الآن يمدون ايديهم الي الحكومة الجديدة لهم مطالب ويجب تحقيقها. حماسة الشيخ الكاشف دفعتني الي سؤاله اي مطالب تتمنونها ان تتحقق خلال الفترة الانتقالية؟.. قال نحن لانطلب اكثر من حقوقنا.. ان تلغي المحاكم العسكرية وان تسقط كافة الاحكام الغيابية التي صدرت ظلما من النظام السابق وتوابعه من رجال الامن علي ابناء سيناء.. ان تغير الحكومة سياستها بالنسبة لتمليك الاراضي لاهالي البدو .. مطالب الشيخ محمد الكاشف لم ترض طموح الشيخ سامي عرفات الذي صاح بصوت مرتفع قائلا ماكان يفعله النظام السابق في اهالي سيناء ظلم ظلم وأن الاوان كي نحصل علي حقوقنا ولن نتنازل عنها نحن نملك السلاح ونملك السلطة وسيناء اليوم (محررة) من امن النظام السابق الذي كان يستبعدنا.. وحان الوقت كي نضع الشروط.. سألته وماهي شروطك.. قال بالاضافة الي ماذكره الحاج الكاشف فإن مطلبي ان يدخل ابناء سيناء الكليات العسكرية (شرطة وحربية) وان يتم تعيينهم في الوظائف المتاحة في شمال سيناء نحن لانرغب في وجود ابناء الوادي هنا.. هم لديهم محافظاتهم يعملون بها.. وهذه بلادنا لماذا نعزل منها.. في هذه اللحظة اشتد الحوار إلي آخره . تعالت اصوات المشايخ بدأ الاختلاف يظهر بينهم حول المطالب المحددة.. ألقي الشيخ الكاشف ورقة المطالب من يده.. وترك الاصوات تتعالي.. حتي فوجئت بصوت محمد ابو عويضة وهو بدوي من سيناء لكن كما عرف نفسه اشتراكي قديم قال لن نترك السلاح.. نحن اليوم في موضع قوة.. عانينا سنوات عديدة من بطش النظام وامنه.. كانوا ينتهكون حرماتنا يدخلون البيوت ويأخذون النساء والاطفال رهينة حتي يسلم ابناؤنا انفسهم علي جريمة لم يرتكبوها.. وتساءل بصوت مرتفع من يستطيع ان يأتي بدليل واحد علي ان اهالي سيناء ليسوا وطنيين فليأت.. ياأخي كل المحافظات خرج منها جواسيس لليهود.. وسيناء بشمالها وجنوبها لم نسمع ان احدا من ابنائها تم القبض عليه لعمله لصالح اليهود.. نصيبنا من الامن كان الاهانة وتلفيق التهم.. يقومون بالتفجير والجاني معروف ابناء سيناء .. لكن هذا الزمن لن يعود مرة اخري بعد ثورة 25 يناير التي طهرت البلاد من الفاسدين. لماذا حمل السلاح ؟ هذا الحماس الشديد لقبائل البدو دفعني لسؤالهم أليس حمل السلاح مرفوضا قانونيا ومجتمعيا في وطن تحكمه مؤسسات ويسود فيه قانون.. اجاب الحاج جميل سلام احد مشايخ البدو.. نعم نرفضه ولكن لم يعد امامنا غيره.. في وقت كنا نعامل فيه مواطنين من الدرجة الثانية.. نهان ونضرب وتنتهك حرماتنا.. ويسجن اولادنا بدون ذنب.. وتصدر الاحكام الغيابية عليهم في تهم لم يرتكبوها .. نحن مستعدون لتسليم السلاح ولكن بشرط تحقيق مطالبنا.. ان تعاملنا الحكومة كمصريين وليس كما روج اعلامها الفاسد اننا خونة وجبناء.. سألته ومن اين يأتي السلاح .. قال نحضره من العاصمة القاهرة .. وغير صحيح انه يتم تهريبه من السودان او عبر الانفاق في رفح في هذه اللحظة وبعد ان تحول النقاش الي توجيه اتهامات وسباب الي النظام السابق وامنه .. حاولت الخروج من الحديث عن السلاح فسألتهم ولكن الوضع مقلق في شمال سيناء.. الامن غائب فكيف تسير الامور في مناطقكم .. قال جميل حسين سالم موجه بالتربية والتعليم واحد مشايخ البدو .. نحن تحكمنا العادات والتقاليد بمعني سلطة القبيلة والقضاء العرفي .. فكل الاراضي التي شاهدتها خلال الطريق الي هنا مملوكة للقبائل وكل قبيلة تعرف حدود القبيلة الاخري ومن يتعدي يعاقب بما يقرره مشايخ القبائل.. سألته وهل تملكون الاراضي ام انها وضع يد. اجاب الشيخ محمد الكاشف ذكرت لك من قبل ان مطالبنا ان يتم تمليك الاراضي لاهالي سيناء لانهم اصحابها بوضع اليد ورثوها عن اجدادهم ولن يتنازلوا عنها.. هم عاشوا فيها وادري بشئونها.. وهم يطرحون اليوم مصالحة مع النظام وجاهزون لتقديم الاوراق المطلوبة لتقنين اوضاعهم علي هذه الاراضي.. قلت وهل التمليك هو المشكلة فقط.. قال انها مشكلة من مئات المشاكل التي تواجه الاهالي هنا.. الحكومة لاتسمح لهم باستخراج رخصة لحفربير من اجل ري محاصيلهم.. واذا نجح احد المشايخ في استخراج رخصة عليه الانتظار عاما او عامين حتي ياتي اليه المشرف لتقييم الوضع هذا فضلا عن الاف الجنيهات التي سيدفعها واذا انتهي من كل ذلك فهناك مشكلة اخري وهي الحصول علي موافقة من الكهرباء وفي هذا الطلب حدث ولا حرج.. انتظر لسنوات للحصول علي عداد.. وفي النهاية لن تحصل علي شئ ويموت محصولك بعد ان تنفق عليه الالاف من الجنيهات.. وقال سيناء اليوم اصبحت منتجة.. هناك مزارع في رفح تنتج فواكه مطلوبة عالميا. واليوم نرغب في ان يكون شمال سيناء كله من دير العبد حتي حدود فلسطين مزارع خضراء يستفيد منها كل ابناء مصر . اسألوا رموز النظام ؟ سألتهم ولكن ابناء الوادي يتهمونكم بتجارة المخدرات وزراعتها واغراق مصر بها وتدمير اولادها .. لاحظت ان السؤال أثار غضب الكثير من مشايخ القبائل حيث ظهرت الهمهمات وكاد احدهم ان ينسحب الا ان ابراهيم حماد سليمان وهو احد ابناء سيناء وناشط سياسي قال ان النظام السابق حاول من خلال اعلامه ان يخلق فجوة بين ابناء سيناءوالوادي .. ونحن لانستبعد ان هناك عددا من ابناء سيناء من ضعاف النفوس يتم استغلالهم في ذلك.. لكن الاغلبية من تجارة المخدرات متورط فيها رموز من النظام السابق بتواطؤ مع بعض رجال الامن في سيناء.. واستكمل مصعب ابو الفجر الناشط السياسي السيناوي ان النظام سقط.. وانه اليوم يجب ان نتكاتف من اجل نجاح الثورة واهم شيء لتحقيق هذا النجاح هو سماع الحكومة لمطالبنا وتحقيق هذه المطالب .. وقال يجب ان يكون عضو مجلس الشعب عن سيناء يهدف الي تحقيق مطالب السيناوية وليس نائب الخدمات. لسنا غرباء ! قبل ان يكمل حديثه قاطعه الشيخ سامي عرفان .. قائلا يجب ان تكتب اننا نعامل كأننا غرباء في سيناء .. في حالة خروج احدنا واستقلاله سيارة الي القاهرة يتم معاملته اسوأ معاملة من قبل كردونات الامن .. يتم تفتيشه بطريقة غير آدمية فضلا عن ركنه لمدة ساعتين او اكثر للتحري عنه .. والغريب ان ذلك يحدث اعلي كوبري السلام .. اما مساعد سلام وهو احد المزارعين بسيناء كانت لديه شكوي خاصة اكتشفت بعد ذلك انها شكوي تخص مئات المزارعين والتي تتعلق بارض ( المعسكر ) وهي ارض كانت مخصصة كمعسكر للانجليز ثم جاء الاتراك ومن بعدهم اليهود وقاموا بتوسيعها.. الا انها حاليا تقع تحت يد القوات المسلحة والتي اتخذت قرارا باقتطاع 50 فدانا من اراضي الواحتين وطلبنا من رئيس مجلس مدينة رفح بالتدخل لاقناع الجيش بعودة هذه الارض الي المزارعين مرة اخري لكنه فشل بعد ان اعتبر النظام السابق انها »خط أحمر« . كوبري سيناء وقبل ان يكمل حديثه صرخ سالم العوضي وقال اكتب اننا ارسلنا طلبا لمحافظ شمال سيناء والمجلس العسكري وطالبنا خلاله بتغيير اسم كوبري مبارك السلام الي كوبري سيناء حتي لانتذكر شيئا لهذا النظام الذي عاملنا كعبيد طيلة حكمه.. ولم يتوقف الحديث عن مشاكل المزارعين عند هذا الحد بل ان احمد السمري تاجر ومزارع هاجم بنك الائتمان الزراعي وطالب بالغائه.. وقال نحصل علي قروض من البنك .ونعجز عن السداد بسبب بوار المحاصيل لعدم موافقة الحكومة علي منحنا تراخيص لحفر الآبار.. ونفاجأ بعد عام ان المبلغ وصل للضعف ونعجز عن السداد.. والغريب ان الحكومة جدولة الديون لكافة المزارعين إلا نحن.. وطالب باسقاط ديون صغار المزارعين. مدارس بلامعلمين تغيرت دفة الحديث مرة اخري وسط النقاش الذي امتد اكثر من 6 ساعات مع مشايخ القبائل بشمال سيناء . طرحت سؤالا عن التعليم في سيناء.. ففوجئت بالشيخ جمال حسين وكما عرفته سابقا موجه تربية وتعليم يفتح قلبه وقال ان الموجود في سيناء حاليا هو تعليم استثماري وكما تسمونه في القاهرة تعليما خاصا.. ففي شمال سيناء توجد المدارس ولكن هناك عجزا كبيرا في المدرسين يصل الي 140 مدرسا في مدارس رفح والشيخ زويد وذلك بعد ان تم نقل 180 مدرسا الي العريش بعد ان تظاهروا لرفضهم العمل في رفح والشيخ زويد لعدم توافر الامن .. وقال 90٪ من هؤلاء المدرسين جاءوا من محافظات مصر المختلفة والحكومة خصصت لهم الشقق للسكن فيها .. لكن اليوم تغير الوضع ابناء سيناء لديهم الشهادات العليا ونسب البطالة بينهم في تزايد .. وهذه البطالة قد تقودهم الي العمل في تجارة السلاح او المخدرات ويجب ان تسرع الحكومة من اجل ايجاد وظائف لهم .. اما عن نوعية التعليم فمعظم المدارس بلا مدرسين انجليزي وفرنساوي معظمهم منتدبون من محافظات نائية وقد يحضرون يوما في الاسبوع وقد لايأتون الي مدارسهم سوي مرة واحدة في الشهر . شروط لعودة الشرطة قلت ولكن كل هذه المطالب لن تتحقق بدون وجود امن واستقرار .. فتحدث مشايخ القبائل بصوت واحد هناك شروط لعودتهم .. ولن نسمح لهم بالعودة بنظامهم القديم .. نحن مصريون خلقنا احرارا ولن نستعبد بعد اليوم. قلت وماهي المطالب .. قالوا ان يتم اطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين والجنائيين وعددهم 5 آلاف معتقل ومتهم جنائي وان نترك الحكم لقضاء القبيلة فهو القادر علي تحقيق العدل بين القبائل .. ثانيا .. ان تلغي المحاكم العسكرية لابناء سيناء وان تسقط كافة الاحكام الصادرة غيابيا ضد ابنائنا المغتربين في دول اخري وان تسمح لهم الحكومة بالعودة ان يعامل الامن ابناء سيناء علي انهم اصحاب الارض .. مصريين وطنيين لهم حقوق وعليهم واجبات وان تكون المعاملة حسنة وفي حدود القانون. ان يحترم الامن عاداتنا وتقاليدنا والا ينتهك حرماتنا مرة اخري لاننا لن نسمح له بالعودة الي نظامه القديم .هذه مطالب اجمعنا عليها وهي ليست شروطا بل مطالب نضعها امام الحكومة لاعادة الحب وتحقيق المصالحة بين الشرطة وقبائل سيناء .. وقال المشايخ نحن نوجه دعوة الي الدكتور عصام شرف لزيارة شمال سيناء والالتقاء مع مشايخها لمعرفة مشاكلهم ..يجب ألا يخطيء الدكتور شرف ويرتكب ما ارتكبه النظام السابق من عزل ابناء سيناء عن مصر .. واختتم الشيخ عطا الله الحديث بانه قام بتقديم التماس إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة لإسقاط الحكم الغيابي الصادر ضده في تهمة تحريض علي القتل مع أولاده.. حيث انه كان متواجد في السعودية وقت صدور الحكم .