» كرفان « احدى السيارات بعد حرقها اثناء الشغب يعقد البرلمان البريطاني جلسة استثنائية اليوم لبحث الأزمة الناجمة عن وقوع أعمال شغب امتدت إلي مدن وبلدات جديدة، في الوقت الذي ساد الهدوء العاصمة لندن بعد نشر الآلاف من رجال الشرطة، وتشكيل مئات من السكان لجان "دفاع شعبية" لحماية الممتلكات. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه سمح للشرطة باستخدام خراطيم المياه للمرة الاولي في انجلترا، لمواجهة أعمال الشغب التي لم تشهد بلاده مثيلا لها منذ 30 عاما. وقال كاميرون في مقر رئاسة الوزراء في لندن ان خراطيم المياه التي كانت مخصصة حتي الان للاضطرابات في ايرلندا الشمالية التي تشهد اعمال عنف سياسية طائفية بصورة متكررة، ستكون متوافرة في غضون اربع وعشرين ساعة اذا دعت الحاجة. وأضاف ان عملية تعقب كبري تقوم بها الشرطة لمثيري الفوضي، مؤكدا أنه "لن يسمح بأن تسيطر ثقافة الخوف علي الشارع البريطاني". وأعلنت شرطة مانشستر، أن المدينة الواقعة في شمال غرب إنجلترا شهدت أسوأ أعمال شغب منذ 30 عاماً، مشيرة إلي حدوث اشتباكات وأعمال نهب وعنف وترويع. وقال قائد الشرطة جاري شيوان، إن أعمال العنف هذه يرتكبها أشخاص "ليست لديهم أي أسباب للتظاهر" وقد "جلبوا العار إلي شوارع المدينة. وفي سالفورد بالقرب من مانشستر ألقي مثيرو الشغب الحجارة علي الشرطة وأشعلوا النيران في المباني. وتعرض مصور تلفزيوني يعمل بهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) لهجوم. وقالت الشرطة انه في مدينة "وست بروميتش" و"ولفرهامتون" أحرقت سيارات وجرت مداهمة المتاجر، كما ألقت مجموعة تضم عشرات الأشخاص قنابل حارقة علي مركز للشرطة في مدينة "نوتنجهام" مما أدي لاحتراقه. وفي حي توكستيث بليفربول قالت الشرطة إن مثيري الشغب أضرموا النار في سيارتي اطفاء وسيارة احد ضباط مكافحة الحرائق. وقالت رويترز إن هناك تقارير عن اضطرابات طفيفة وقعت في برمنجهام وميدلاندز وميلتون كينز شمالي لندن وجلوستر في الجنوب الغربي. وشكل المئات من سكان لندن لجان دفاع ذاتية في الشوارع، ففي ساوثول بغرب لندن تجمع المئات من السيخ امام معبدهم بعد شائعات ترددت حول احتمال استهدافه من قبل مشاغبين. كما نظموا دوريات بدراجات نارية تراقب محطة القطار المحلية لرصد وصول اي مشاغبين. وفي حي انفيلد بشمال لندن، جاب نحو مائتين من السكان الحي لحراسة الشوارع. وتجمع عدد مماثل من هواة كرة القدم ايضا في ضاحية الثام جنوب شرق المدينة حيث سرت ايضا شائعات باحتمال وصول مشاغبين. وفي حيي هاكني وكنتيش تاون بشمال لندن، وقف تجار غالبيتهم من الاتراك يحرسون متاجرهم بأسلحة بسيطة. وقالت الشرطة انها اعتقلت 770 شخصا خلال الليالي الأربع الماضية، بحسب آخر حصيلة. علي الصعيد الدولي، حثت فرنسا والنمسا رعاياها علي توخي الحذر عند زيارة بريطانيا وخاصة المناطق التي تقع في وسط المدن بعد حلول الظلام. كما قالت وزارة الخارجية الايطالية انها اقامت خطا ساخنا يعمل 24 ساعة يوميا لرعاياها الذين تأثروا بأعمال الشغب. من جهته، أدان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس ما اعتبره "السلوك الوحشي للشرطة البريطانية" في مواجهة اعمال الشغب، وطلب من مجلس الامن الدولي التدخل. واضاف "بدلا من سلوك كهذا، كان علي القادة البريطانيين الوقوف في صف الشعب والاصغاء اليه. بدلا من ارسال قوات الي العراق وافغانستان وليبيا لنهب النفط كان من الافضل لهم التفكير في شعبهم".