مع تطور الاحداث في سيناء وتصاعد أخطار المؤامرة علي أمننا القومي لابد وان تكون هناك اجراءات حاسمة وعاجلة للمواجهة والتصدي دون ابداء أي اهتمام لأي معوقات تمنع هذا التحرك. لقد اشرت في مقالي بالأمس إلي العمليات الاجرامية المسلحة المنظمة والتي أصبحت وبعد تكرارها تنبيء عن مخطط شيطاني لا يستهدف سيادة مصر فحسب وانما يدخل ضمن مؤامرة كبري تعمل علي القضاء نهائيا علي أمل قيام الدولة الفلسطينية علي أرض فلسطين الحقيقية والتاريخية. ان الصهيونية العالمية والامبريالية الامريكية واعوانهما يسعون الي ان تكون في هذه الخطوة نهاية لهذه القضية لصالح اسرائيل. وكما راحت الحقوق الفلسطينية في الماضي ضحية للخيانات والتنازلات وبيع الممتلكات للمنظمات الصهيونية العالمية فإن التاريخ يعيد نفسه من جديد. ان هذه الحقيقة تتجسد في شكل تنسيق وتجاوب من جانب بعض جماعات غزة للقيام بهذه العمليات الاجرامية في سيناء سواء كان ذلك بعلم حكومة حماس أو بغير علمها كما تزعم. ان هدفهم المشاركة في تنفيذ مخطط اقامة امارة اسلامية علي شاكلة امارة غزة في سيناء تخصص لاستيطان الفلسطينيين الذين لفظتهم اسرائيل وتصر علي طردهم من اراضيهم ووطنهم. ومع تصاعد التنفيذ لهذه الجريمة الاستعمارية الجديدة استغلالا لفوضي ثورة 52 يناير فإنه لا يمكن تبرئة جماعات مصرية متعاطفة مع تآمر حكومة حماس في غزة علي الامن القومي المصري وهو ما يجعل من السهل وصمها بالخيانة العظمي. ولا يمكن فصل ما يحدث في سيناء حاليا والمسلسل الغريب والمثير الذي توالت احداثه خلال الايام الاولي للثورة واسفر عن قيام جماعات مسلحة منظمة بمهاجمة السجون والافراج عن مسجونين فلسطينيين ولبنانيين شاركوا في عمليات تخريبية ضد مصر وتم تقديمهم للمحاكمة. وحتي الآن فإن احدا من مسئولي دولتنا لم يقل لنا أي كلمة عن هذا الذي حدث وكيف تم نقل هؤلاء المجرمين من الاراضي المصرية الي غزة والي لبنان بعد ساعات من قيام الثورة ليعقدوا المؤتمرات الصحفية ويقولوا في تحد انهم قادرون علي اختراق الأمن القومي المصري. وبالطبع فإنه ما كان يمكن ان تتم مثل هذه العمليات دون ان تكون هناك عناصر مصرية خائنة قد ساعدتهم في تنفيذ هذه العمليات وبهذه الصورة الروائية. وهنا لابد من الاشارة الي ما قيل عن اتفاقات سرية قد تمت بين هذه الجماعات التي تحمل الجنسية المصرية وحزب الله وحماس علي حساب الامن القومي المصري. ان شعب مصر وهو يري ويعيش هذا الخطر من حقه ان يطالب الجهات الامنية في مصر بأن تقول لنا كيف تم هذا الاختراق لامننا القومي حتي في ظل الفوضي وحالة الضياع التي صاحبت احداث الثورة، انها ولا جدال مسألة خطيرة للغاية ان تتمكن هذه العصابات من القيام بهذا العمل الاجرامي. في ظل هذا الخطر الذي يتعرض له امننا القومي فقد اصبح علي قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية والسياسية أن تعيد النظر في كل بنود اتفاقية السلام الخاصة بتواجد قواتنا لحماية حدودنا في سيناء. ليس هناك ما يمنع من اتخاذ اجراءات فردية في حالة عدم التوصل الي اتفاق حول تعديل هذه البنود لتحقيق هذا الهدف باعتبار ان الامر يتعلق بأمننا القومي. من ناحية اخري فلابد ان يكون هناك تحرك فوري لانهاء فوضي الانفاق التي يتم استخدامها لتهريب كل شيء بما في ذلك الافراد والسيارات والعمل علي اغلاقها. لم يعد هناك مبرر لوجود هذه الانفاق بعد ان قررت مصر وبشكل دائم فتح معبر رفح لمرور احتياجات شعب غزة المشروعة من خلاله. ان تدمير هذه الانفاق اصبح مطلبا للحفاظ علي سيادة مصر وامنها القومي. ليس معقولا في هذه الحالة الادعاء بأن الاقدام علي هذه الخطوة لصالح اسرائيل. ايها المصريون ان أمننا القومي في خطر.. افيقوا .. يرحمكم الله.