كتبت إيمان طعيمة: وردة أم لستة أطفال، ولكن شاء القدر أن يكون ثلاثة منهم مصابين بضمور في المخ مما سبب لهم اعاقة دائمة تمنعهم من الحركة طوال حياتهم. وردة من أسرة فقيرة تعيش في حي الوراق بالجيزة، وما ان تقدم لها جارها أحمد حتي وافقت عليه.. تزوجت وردة وأنجبت ولم يعد الأجر اليومي للزوج الذي يعمل فرانا يكفي متطلبات الأسرة.. وقالت وردة ان لديها 6 أبناء .. اكتشفت الأم مرض ابنتها أمنية وعمرها 6 شهور وبدأت معها رحلة العلاج حتي أصبحت 14 عاما، فتذهب بها وردة 3 مرات أسبوعيا إلي المعهد الحركي والعصبي بإمبابة وتحملها طوال هذه السنين من الدور السابع يوميا حتي تصل بها للمستشفي وأخبرها الأطباء أن »أمنية» لديها ضمور كلي بسبب خطأ أثناء الولادة وتحتاج لأدوية وعلاج طبيعي طوال حياتها. أما شروق فكانت بصحة جيدة حتي عمر عام وبدأت تقع أثناء المشي فأجرت لها »وردة» أشعة لتعرف السبب فوجدتها مصابة أيضا بضمور في المخ وبدأت في علاجها أيضا لتسعفها قدر الإمكان، وأخيرا جاء مصطفي ليكمل معاناة شقيقاتيه، بالإضافة لإصابته بكهرباء في المخ. صبرت وردة وتحملت رحلة العلاج اليومية لأبنائها الثلاثة، وبالفعل بدأت تستجيب شروق للعلاج وبدأت في التنقل بمفردها وهي مستندة علي الحائط، لذلك قررت الأم أن تقدم لها في المدرسة لتتلقي التعليم مثل بقية أشقائها الأصحاء. لذلك فكرت وردة في تدبير مصروف البيت الذي لم يعد يكفي متطلبات الحياة اليومية وشراء العلاج ومصاريف الحفاضات اليومية لأنهم لا يستطيعون قضاء حاجاتهم كبقية الأطفال..فعملت تلك الأم الصابرة علي الاشتراك مع جيرانها في جمعية صغيرة في محاولة منها لتدبير مستلزماتها.. وأرسلت خطابا لباب »ليلة القدر» تطلب منه مساعدتها علي تحمل نفقات علاج أبنائها المرضي.. وعلي الفور قام »ليلة القدر» بمساعدة وردة والوقوف بجانبها وقررت تقديم عشرين ألف جنيه لتساعدها علي المعيشة وتوفير الأدوية اللازمة لأبنائها المرضي. وحتي تخفف عن الزوج بعض الأحمال الثقيلة التي ينوء بها كاهله.. عندما علمت »وردة» بهذا الخبر السعيد بكت ورفعت يدها للسماء تشكر الله علي كريم عطاياه لها، كما قدمت الشكر للقائمين علي باب »ليلة القدر» الذين لا يتأخرون في البحث عن المحتاجين في كل مكان وتقديم يد المساعدة لهم.