فعلا هو أشهر قفص في تاريخ مصرنا الحبيبة.. لأنه ليس »قفص الفاكهة« ولا »القفص الصدري« ولا »قفص الفراخ أو حتي الحمام زغلول«!.. انه قفص محاكمة مبارك ونظام حكمه.. صورته وهو عامر بالمتهمين له معني ومغزي.. سيكتب عنه التاريخ انه رمز لعظمة مصر وعظمها شعبها.. سيذكر انه يؤكد رفض المحكومين لظلم وقهر الحاكم.. وان المصريين الذين تعاطوا حبوب الصبر طيلة 03 سنة، انتفضوا وثاروا وتعاطوا حبوب الاصرار والتحدي فخلعوا حاكمهم وقدموه للمحاكمة.. سيذكر التاريخ أيضا ان الطغاة قد سيطر عليهم الغباء عندما أنكروا »قانون الزمن«، وتوهموا قدرتهم علي التحكم في صياغة مواد هذا القانون لصالحهم! أخطاء نظام مبارك تقبلها الشعب وصبر عليها.. لكن عندما تحولت الأخطاء إلي خطايا جاءت الوقفات الاحتجاجية كانذار للحاكم وحاشيته.. ورغم ذلك تمادي النظام في تعاليه وقهره وجبروته.. وبدلا من الحوار مع الشعب تعمد مبارك السخرية من أبناء وطنه.. قال عن البرلمان الشعبي الموازي الذي تشكل عقب آخر وأخطر انتخابات برلمانية فاسدة: »خليهم يتسلوا«!.. .. ثم أطلق »كلاب حراسة نظامه« لتنهش في لحم القوي السياسية.. وتعقر كل غلبان يصرخ من مذلة الظلم والجوع.. فكان من الطبيعي ان تأتي ساعة الحساب الذي طال انتظارها.. ساعة مثول رأس النظام ونجليه أمام القاضي داخل القفص الذي يتمني المصريون ان يتم الاحتفاظ به في المتحف المصري.. نعم ايداعه المتحف المصري لقيمته التاريخية، ودلالته السياسية! مصر كانت »سهرانة« نامت إلا كثيرا ليلة تجهيز مبارك للترحيل من شرم الشيخ للمحاكمة في القاهرة.. ترقب.. جدل بين الناس.. تشكيك في حضوره.. توقع غيابه عن المحاكمة بالتمارض.. ولم يهدأ الناس إلا بعد مشاهدته داخل القفص.. ولهم العذر في ذلك فالرجل الذي حبسهم في القمقم علي مدي 3 عقود، أرادوا ان يروه حبيس قفص الاتهام ولو لساعة واحدة! صحيح ان البعض تعاطفوا معه وهو راقد علي سرير المرض داخل محبس المحكمة.. لكن الأغلبية أبت مشاعرها ان تهتز بهذا التعاطف.. لماذا؟.. لأن من لا يرحم لا يرحم -بضم الياء- والشعب الذي عاني جبروت وطغيان رئيسه يتمني سقوطه ووقوعه في دائرة الضياع في أي لحظة.. ثم ان مبارك الذي أعياه المرض وأضناه الخلع، أبكي الملايين بسياساته الفاسدة وجهم فرية للفقر والجوع والمرض.. بل أطلق زبانيته لترويع وقتل من نجوا منهم من المرض والجوع! أقول لهم المجلس العسكري »مثول مبارك داخل القفص يبطل مفعول الثورة المضادة، ويؤكد مجددا حماية الجيش للثورة«. د.علي السلمي »كلامك جميل بشأن انهاء الخضخصة والاهتمام بالقطاع العام.. لكن بعد ايه؟ ولاد الحرام ما أبقوش حاجة لولاد الحلال«! بشار الأسد -مرة أخري- »يا ريت تستفيد من دخول مبارك القفص«! جمال مبارك »متغطرس حتي وانت داخل القفص.. لو كنت ورثت الحكم، كنت عملت فينا ايه«؟!