المتظاهرون يرفعون الحذاء لمبارك خلال خروجه من المستشفى شباب سيناء يهتفون: »حالو يا حالو.. مبارك شعبه ذله« و» مع السلامة يا أبو ذمة مايلة« عاشت مدينة شرم الشيخ ليلة طويلة متسارعة الأحداث طوال ليلة أول أمس الثلاثاء وحتي صباح الأمس قبل نقل الرئيس السابق مبارك من مقر محبسه في مستشفي شرم الشيخ الدولي الي قاعة محكمة أكاديمية الشرطة بالقاهرة لحضور أولي جلسات قضية قتل المتظاهرين . "الأخبار" رصدت بالصور كافة الأحداث التي أحاطت بعملية نقل مبارك لحضور المحاكمة. كانت هناك أنباء قد تسريبها عمدا من داخل مستشفي شرم الشيخ عن أنه سيتم نقل الرئيس السابق في موعد الافطار بالتزامن مع صلاة المغرب..وهو ما لم يحدث حيث حضرت السيارة الميكروباص التابعة لرئاسة الجمهورية وتحمل لوحتها المعدنية رقم "ل ج 3518 " في تمام الساعة السادسة مساء قادمة من منتجع الجولي فيل الجولف محملة بوجبات الافطار الخاصة بأطقم الحراسة والسكرتارية الخاصة بمبارك وتم توصيلها الي جناح مبارك بالدور الثالث..وعاد أحد ضباط الحراسة في تمام الساعة السادسة والنصف ومعه مجموعة من الملفات والأظرف الورقية وخرج بها من المستشفي بواسطة نفس السيارة التي أحضرت طعام الافطار. وقبل أن تمر أكثر من 01 دقائق علي انطلاق مدفع الافطار بتوقيت شرم الشيخ سمع دوي اطلاق نار في المنطقة المحيطة بمستشفي شرم الشيخ..ولم تمر دقائق قليلة وفي تمام الساعة السابعة بدأت سيارات نقل محملة بمئات العمال الصعايدة من منطقة سكن العاملين بالفنادق المجارورة لمحبس مبارك يتوافدون علي المستشفي واقتحموا السياج الأمني ومعهم عدد من المصابين بأعيرة نارية. تم ادخال 3 مصابين ومعهم 3 من المرافقين الي المستشفي لتلقي العلاج..وبدأت الأحداث في التسارع بعد محاولات اهالي واصدقاء المصابين من "الصعايدة" اقتحام المستشفي من خلال البوابة الرئيسية الا ان قوات الامن المتواجدة حالت دون ذلك. وفي تمام الساعة السابعة والنصف مساء قام العمال "الصعايدة" بقطع طريق السلام الرئيسي في الاتجاهين في المنطقة المواجهة لمستشفي شرم الشيخ وتم منع السيارات من المرور..وذلك للمطالبة بتدخل الجيش لحل ازمتهم والثأر للمصابين من البدو الذين اعتدوا عليهم بالاسلحة النارية..وظل الطريق مغلقا لأكثر من ساعة ونصف تم خلالها قيام "الصعايدة" بالتعدي بالضرب علي 3 افراد من البدو تصادف مرورهم من أمام المستشفي وتم تحطيم سيارة أحدهم..وقامت قوات الامن المركزي بالتراجع الي داخل المستشفي لتحيط بسور مستشفي شرم الشيخ من الداخل منعا للاحتكاك مع العمال المحتجين. وبعد محاولات عديدة من عدد من ضباط الداخلية وضباط الشرطة العسكرية قام "الصعايدة" بفتح الطريق في تمام الساعة التاسعة مساء ..وفي الساعة الحادية عشرة والنصف مرت سيارة نصف نقل يستقلها مجموعة من البدو قاموا بإطلاق أعيرة نارية عشوائية علي المستشفي . أكد شهود العيان ل"الاخبار" ان الاشتباكات التي وقعت امام المستشفي كانت بسبب مشادة وقعت بين شخصين احدهما من البدو والآخر من الصعيد تلتها قيام مجموعة من البدو بالتعدي علي "الصعايدة" بالاسلحة النارية في مقر سكنهم بسكن العاملين خلف مستشفي شرم الشيخ الدولي في ساعة الافطار بعد آذان المغرب. في حين أكد مصدر أمني رفيع المستوي ل"الأخبار" أن سبب الازمة يرجع الي مشكلة قديمة بين البدو والصعايدة علي ارض تقع عليها مجموعة محلات تجارية مملوكة للصعايدة..وتم الاتفاق بينهم منذ فترة علي قيام الصعايدة بدفع مبلغ تبقي منه 05 ألف جنيه لم تدفع وهي سبب المشاجرة. ومع انتصاف الليل عاد الهدوء الي المنطقة المحيطة بالمستشفي وعاد جنود الامن المركزي الي مواقعهم بعد انتهاء الاحداث التي في حالة استمرارها كان من المستحيل امنيا ان يتم نقل مبارك في ظل حصار الصعايدة للمستشفي.. وهو ما جعل البعض بشرم الشيخ ان يذهب بتحليلاته الي ان هذه الواقعة مدبرة حتي لايتم نقله للمثول في القفص اثناء المحاكمة. وظلت الامور هادئة امام المستشفي لا تنبئ بأية مؤشرات حول نقل مبارك..حتي الساعة الثانية والنصف فجرا عندما حضر مجموعة من المواطنين معظمهم من الشباب وجلسوا علي الرصيف المواجه للمستشفي لمتابعة عملية نقل الرئيس السابق.. وباتوا ليلتهم بلا نوم في الرصيف المواجه لمحبس مبارك.. واشتعلت هتافاتهم المناهضة لمبارك منذ ظهور الاضواء الاولي لليوم وكان ابرزها " حالو ياحالو.. مبارك شعبه ذله" و" مع السلامة مع السلامة.. ياأبو ذمة مايلة" . وحضرت هايدي الجمال زوجة علاء مبارك النجل الأكبر للرئيس السابق في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرا بواسطة سيارة بي ام دبليو كحلية اللون.. وفي تمام الساعة الخامسة والربع فجرا ظهر الطبيب الذي رافق مبارك خلال جلسة المحاكمة بصحبة 3 اطباء آخرين صعدوا الي سيارة الاسعاف للتأكد من التجهيزات الطبية بالسيارة ووقفوا لعدة دقائق في الممر الخاص بسيارة الاسعاف. وفي الساعةالخامسة و54 دقيقة قام عدد من ضباط الامن المركزي بابعاد مجموعة من الاهالي المتظاهرين امام المستشفي الي الجهة الاخري من الشارع وتم عمل كردون امني بواسطة مجندين من الامن المركزي حولهم قبل ان تحضر سيارة شرطة مدرعة وتتمركز امام المستشفي مع سيارتين جيب من السيارات التابعة لتأمين الرياسة. وفي تمام الساعة السادسة تم ادخال سيارتي اسعاف احداهما التي عاينها طبيب مبارك الي ممر الاسعاف وهو الطريق الوحيد المؤدي الي المصعد الذي سيتم إنزال مبارك من خلاله الي سيارة الاسعاف..وظلت السيارتان لمدة نصف ساعة داخل الممر قبل ان يحضر اللواء محمد نجيب مدير أمن جنوبسيناء الساعة السادسة والنصف والذي أشرف علي تنفيذ عملية تمويه لمنع تصوير مبارك اثناء وضعه في سيارة الاسعاف بعد أن شاهد عدسة "الاخبار" علي سطح العمارة المواجه للمستشفي والتي كشفت الممر بالكامل..حيث قام نجيب بإدخال سيارة إسعاف ثالثة في الممر وتم إحضار سيارة ترحيلات خاصة بالأمن المركزي لاغلاق الممر بالكامل منعا لتصوير الرئيس السابق. وفي تمام الساعة السادسة و05 دقيقة خرج من مستشفي شرم الشيخ ركب وهمي يتضمن سيارة اسعاف وعدة سيارات شرطة ودراجة بخارية تابعة للشرطة اتجهت الي طريق السلام في اتجاه منطقة الهضبة..تلا خروجها بدقيقة واحدة الركاب الحقيقي الذي يحمل مبارك في الاتجاه المعاكس الي مطار شرم الشيخ الدولي من خلال الطريق الدائري..ووصل ركب مبارك الي المطار بعد 01 دقائق في تمام الساعة السابعة.. ودخلت السيارات حتي سلم الطائرة التي كانت بانتظار مبارك.. وهي كما تؤكد الصور التي تنفرد "الاخبار" بنشرها ليست طائرة عسكرية او مروحية كما اشيع امس.. ولكنها طائرة عادية صغيرة الحجم.. بيضاء اللون وعلي ذيلها علم مصر.. وفي مقدمتها يوجد الشعار الخاص بوزارة الصحة.. وتم حمله الي الطائرة قبل ان تتحرك طائرته في تمام الساعة السابعة والنصف متجهة إلي مطار الماظة الذي وصلت اليه قبل الثامنة والنصف بدقائق.. وبمجرد اقلاعها خرجت سيارة الاسعاف من المطار عائدة للمستشفي.. بينما لم تعد سيارات الشرطة الي محبس مبارك كما غادرت باقي سيارات الامن المركزي والمدرعة وباقي سيارات قوات الامن مكانها المعتاد منذ حوالي اربعة اشهر في الساحة الامامية للمستشفي.. وبالرغم من ذلك بقي الدور الثالث بنفس التأمينات السابقة رغم رحيل مبارك عنه.. ومغادرة اخر افراد اسرته منه في حوالي الساعة الثامنة والربع صباحا وهي هايدي راسخ وخديجة الجمال زوجتي ابنيه علاء وجمال .