شهدت السنوات الاخيرة تزايدا في ظاهرة انتاج مسلسلات دينية تتخذ الرسل والأنبياء والصحابة واهل البيت مادة لها بدأت هذه الظاهرة مع بداية فن السينما تقريبا وبالتحديد عام 6291 عندما رغب الفنان يوسف وهبي في تجسيد شخصية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في فيلم انتاج شركة المانية واخراج التركي وداد عرفي واثار الامر وقتها جدلا وصل الي مجلس الامة واعتذر يوسف وهبي عن الدور بعد ضغوط من الازهر الذي اصدر وقتها فتوي تمنع تماماً ذلك علي اساس انه محرم شرعاً. وكانت المحاولة الثانية من إنتاج فرنسي وتم الإعداد له ليصور في مصر وذلك عام 9291 ويظهر فيه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وبعدها جسد الفنان الراحل حسين صدقي شخصية خالد بن الوليد وظهر يحيي شاهين معه في شخصيه بلال بن رباح وكلاهما صحابي جليل ومع مرور السنوات اتسعت دائرة الممنوعات في الأزهر الشريف لتشمل الخلفاء والصحابة والمبشرين بالجنة الي درجة ان ظهور شخصية »حمزة بن عبد المطلب« عم الرسول وسيد الشهداء هو سر منع عرض فيلم »الرسالة« إخراج »مصطفي العقاد« بمصر علي مدي 03 عاماً ولم يصرح به إلا قبل عامين فقط وقد جرت العادة أن ترسل شركات الانتاج المصرية والقنوات التابعة للدولة أي نصوص دينية للأزهر أولاً للحصول علي الرأي الفقهي وفي حال ابداء أي ملاحظات أو اعتراضات يعدل النص أو يلغي المشروع نهائياً الازمة في السنوات الاخيرة تأتي من الاعمال التي يتم تنفيذها بعيدا عن مصر سواء كانت ايرانية او عربية وفي الايام الاخيرة ظهرت قضيه تجسيد الانبياء والصحابة واهل البيت علي السطح مع الاعلان عن مسلسل »الحسن والحسين ومعاوية« الذي يتناول فترة الفتنة الكبري ومقتل سيدنا عثمان بن عفان وسيدنا علي والامام الحسين رضي الله عنهم الذي رفض التليفزيون المصري عرضه بسبب رفض الازهر له في حين سيتم عرضه علي اكثر من فضائية مصرية وعربية. قرار الأزهر واضح وعن الموقف الرسمي للازهر الشريف قال ضياء الدين محمد مدير عام البحوث والتأليف والترجمة ان قرار الازهر واضح ويقضي بمنع ظهور الملائكة والانبياء والرسل والعشرة المبشرين بالجنة والصحابة واهل البيت وهذه منطقة محرمة بالنسبة للجميع وممنوع الاقتراب منها واكد بأن الازهر قد رفض العام الماضي مسلسلا لمدينة الانتاج يتناول فترة الفتنة الكبري باسم (الاسباط) واكد علي رفض الازهر لعرض مسلسل (الحسن والحسين) واضاف بأن احد اسباب الرفض هو ما يمكن ان يحدث من ربط لدي المشاهدين بين الفنان والشخصية التي يجسدها وعن قيام عدد من العلماء باجازة ظهور بعض الشخصيات بل ان ايران تقدم الانبياء في اعمالها الفنية قال ان عقابهم وثوابهم عند الله سبحانه وتعالي. العنف ليس من مبادئنا وعن موقف نقابة الاشراف قال نقيبها والمتحدث الرسمي باسمها السيد الشريف لم نشاهد مسلسل (الحسن والحسين) حتي نحكم عليه وهناك الكثير من البيانات المغلوطة التي خرجت في بعض الصحف منسوبة الي النقابة ولم تخرج عنا وموقفنا من هذا الامر واضح فالمرجعية الاساسية هي الازهر الشريف ونحن مع قراره بعدم تجسيد الانبياء والعشرة المبشرين بالجنة واهل بيت الرسول صلي الله عليه وسلم ورغم ذلك اكد الشريف بأن نقابة الاشراف ليس لديها اي خصومة ضد اي قناة وتؤيد اي عمل فني راق يجمع الامة الاسلامية ولا يفرقها ونفي ما تردد عن اتخاذ النقابة لاي موقف سواء بالعنف كما ادعي البعض وجود كتائب استشهادية بالنقابة ستوجه ضد هذه الاعمال واكد بان الاعتراض بالعنف ليس من مبادئنا فقدوتنا هو الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم واضاف بأن التخوف من وجهة نظر من رفضوا ظهور الشخصيات الدينية هو ما يمكن ان يلحق بها من اساءة عندما يرتبط اسم الشخصية بالفنان الذي جسدها والذي سيجسد شخصيات اخري سلبية بما يحدث لغطا لدي المشاهد خاصة اذا عرض العملان في وقت واحد وهو ما يمثل اهانة لشخصية وعظمة الشخصية ومكانتها في نفوس المسلمين وتوجهنا الي عدد من كبار الكتاب والمخرجين لاستطلاع ارائهم. لا يوجد نص وبسؤال الكاتب يسري الجندي قال ليس هناك نص لا في القرآن ولا السنة يقضي بمنع ظهور وتجسيد الشخصيات الدينية في اعمال فنية والدليل هو وجود بعض هؤلاء الشخصيات في اعمال درامية سينمائية منذ سنوات بعيدة فقدم يحيي شاهين شخصية بلال مؤذن الرسول وقدم حسين صدقي شخصية خالد بن الوليد واكد بأنه يتحدي من يظهر نصا او دليلا يقضي بالمنع وقال وصل المنع في الفترة الاخيرة الي التابعين وليس الصحابة فقط وهذا يتعارض مع المنفعة حيث نحتاج الان لكل عمل يدعم القيم السامية في الاسلام بشكل مستنير واكد بأن انتاج هذه الاعمال من خلال الدراما المصرية والعربية يضمن صحة المضمون بدلا من ان ترد الينا فضائيا من الخارج واضاف بأن هذا الحذر تسبب في توقف مشروعية من اعماله الاولي عن الفتنة الكبري بعنوان (الخوارج) والثاني (فتح مصر) حيث تم اجهاضهما. الطاعة واجبة ولكن ويقول الكاتب محفوظ عبد الرحمن ان الانبياء والصحابة واهل بيت الرسول صلي الله عليه وسلم ليسوا فقط الممنوع ظهورهم بل اتسعت القائمة الي التابعين ولك ان تتخيل اننا لا نستطيع تقديم عمل درامي عن (سراقة بن مالك) والذي حاول قتل الرسول اثناء الهجرة ثم دخل الاسلام لأنه صحابي. واضاف بأن هذه الحالة تفسر ما حدث في السنوات العشرين الاخيرة من تراجع الدراما الدينية وهروب الكتاب والمخرجين الي شخصيات اسلامية معاصرة نسبيا بعيدة عن فترة حياة الرسول والصحابة فظهرت مسلسلات عن شخصيات الامام الشافعي وابو حنيفة والعز بن عبد السلام والامام مالك والشيخ الشعراوي والشيخ المراغي وغيرهم واكد عبد الرحمن ان الازهر الشريف وهو مؤسسة نكن لها جميعا احتراما شديدا ونطيع ونسمع ونحترم كلامها ولها علينا الطاعة وعليها ان تسمعنا واقول بأن تقديم هذه الاعمال الفنية بشكل راق ومحترم يصل الي الناس يمثل دفعة للاسلام ولا يمكن بأي حال ان يقبل اي شخص تقديم الشخصيات الاسلامية بشكل يحمل استخفافاً او إهمالا واري ان الازهر واجبه ان يوافق علي ظهور الشخصيات وان يكون لديه حق المراقبة علي النص والرقابة اللاحقة بعد التصوير واظن ان الازهر عليه الان ان يلعب هذا الدور الثوري كما اعتدنا تاريخيا خاصة مع وجود شخصية تنويرية علي رأسه هو الامام الاكبر د. أحمد الطيب واضاف بأن تقديم شخصيات مثل بلال وخالد بن الوليد قد اضافت الكثير من المعرفة للمشاهد وذلك مفيد جدا بشرط وجود المراجعة الجيدة وهناك مسلسلات تم تنفيذها عربيا وايرانيا كان يمكن ان تخرج افضل للناس لو تم تقديمها في مصر واكد بأن عرض (الحسن والحسين) سيكون بمثابة تجربة واختبار حقيقي لما يمكن ان يكون عليه المستقبل في هذه القضية. جريمة يعاقب عليها القانون ويري المؤلف كرم النجار الذي كانت له تجربة درامية دينية من خلال مسلسل (محمد رسول الله) وهو القبطي الوحيد الذي اقدم علي هذا التجربة ان مع عدم ظهور الشخصيات الدينية ما لما يحفظ للشخصية جلالها واحترامها وعدم الخروج من النص الديني المعروف والمثبت دينيا بالقرآن والسنة والموثق تاريخيا واكد النجار بانه يحترم الازهر باعتباره سلطة روحية شديدة الأهمية والقوة ولكنه يتمني اعادة النظر في هذا المنع واضاف بأنه لا يعتقد ان هناك مجنونا يستطيع ان يقدم شخصية دينية بما يحمل اساءة ويغير مدلولها الحقيقي لدي الناس وان تواجد هذا المجنون فسيكون قد ارتكب جريمة يعاقب عليها القانون ويستحق العقاب واكد بأنه كان يتمني ان تظهر بعض الشخصيات دراميا في مسلسله وتغلب علي ذلك بالحكي علي ألسنة الابطال واضاف بان تقديم عمل عن الامام علي او الحسين بن علي كانا احد احلامه وانه يترقب عرض مسلسل الحسن والحسين لمتابعته. المنع في حالة عدم وجود ضمانات ويقول المخرج محمد فاضل انه مع المنع خاصة في عدم وجود ضمانات بخروج العمل بالمستوي الفني العالي وايضا مشاركة الممثل الذي يقدم الشخصيات الدينيه ذات المكانة الخاصة في نفوس الناس وبعدها يشاهده الناس في شخصية لشاذ او سكير او غيرها من الانماط السلبية واكد بأنه يري ان يتم السماح في حالة توافر هذه الضمانات فمثلا يمكن ان يتم اختيار الممثل من الوجوه الجديدة ويكون هذا العمل هو الاول والاخير له كما حدث مع شخصية المسيح في السينما الامريكية بل ان الممثل الذي جسد شخصية غاندي لم يقدم بعدها اي شخصية سلبية احتراما لمكانة الرجل في قلوب الهنود رغم انه لم يكن شخصية دينية.